أميرة عبيد تكتب: لسه قلبها أبيض

اليوم، عيد ميلادي. أول عيد ميلاد لي منذ 2017، اليوم هو الأول الذي أشعر فيه حقًا بالتغيير. التغيير ليس خارجيًا، ولا في مظاهر الحياة، ولكن في داخلي، في روحي، في نظرتي للأشياء. هذا العام، لا مكان للتراجع، ولا الاستسلام، ولا حتى الحزن. السنة دي مختلفة، مش بس عادية، هي سنة مليئة بالقوة.
الفرح، الذي طالما ظننت أنه بعيد، بدأ يتسلل إلى داخلي، ليملأ الفراغات التي كانت تعاني من الظلام. شعور جميل أن يشعر الإنسان بأنه خرج من قاع مظلم، ليجد نفسه محاطًا بنور غير عادي. لقد قيل لي سابقًا أن النور يأتي بعد الظلام، لكن اليوم، أشعر بأنني حقاً أعيش هذه التجربة. بعد حجتي الأخيرة، تغيّرت موازيني رأسًا على عقب. الأشياء التي كنت أظنها ثابتة، كانت قد تحطمت، وصارت أبجديات جديدة تكتب في حياتي. الذي كان حبيبًا أمس أصبح غريبًا اليوم، والبعيد الذي لا أعرفه أصبح صديقًا وحبيبًا في لحظة.
والحقيقة أنني اليوم في ساحة معركة مع نفسي. أعتقد أن الإنسان في كل مرحلة زمنية يمر بتغيرات فكرية وجسدية وعاطفية، ولا ضرر في ذلك إذا كانت هذه التغييرات تصب في مصلحة التطور والنضج. اليوم، أنا على يقين تام أن الانتصار على النفس أقوى بكثير من الانتصار على الأعداء، بل هو الأهم. لأن انتصارك على نفسك يعني أنك أصبحت مصدر قوة للآخرين، روحك أصبحت منيرة، مشاعر الطاقة والحيوية تنتقل إليهم، ونجاحك يصبح نجاحًا جماعيًا.
إنها السنة التي لن أنساها، سنة الامتنان والتعلم. ممتنة لكل شخص كان جزءًا من حياتي، من أصحاب الدروس الصعبة، أو حتى ممن مرّوا مرور الكرام. الجميع منحني درسًا، سواء كان في شكل ابتسامة أو تجربة صعبة. كل منهم جعلني اليوم كما أنا، قوية، ومبتهجة، ومستعدة لمواصلة السير في هذا الطريق.
لكن امتناني الأعمق، بل ولائي، هو لأميرة عبيد. اليوم، أميرة عبيد تولدت من جديد، بشخصية مختلفة، بتفكير مختلف، بروح أخرى تمامًا. كما أنني اليوم، أقف هنا أمام مرآتي، أقول بصوت عالي :أنا أميرة عبيد التي لا تستسلم، ولا تضعف. أميرة عبيد التي تقف اليوم، لا محكومة بالماضي، بل ملهمة بالمستقبل.
اليوم، أقولها بصراحة: “اليوم ولدت من جديد”. لأنني فقط، أنا من يعلم ماذا تغير في حياتي، وماذا تم دفنه، وماذا أضعه في حقيبتي لأحافظ عليه.
كل سنة وأنا طيبة. كل سنة وأنا معطاءة. كل سنة وأنا مصدر بهجة لمن حولي. كل سنة وأنا أسامح اعدائي، وأتجاوز آلامي، وفي نفس الوقت، أظل مصدر إعجاب واهتمام لجميع من حولي. أعدائي؟ أراهم في نظري ضحايا الظروف، ولذا أبتسم لهم، وأسامحهم.
كل سنة وأنا كما أنا، قلبي أبيض، لا يشوبه أي سواد.