ديدا مجر تكتب: الخيول.. السرّ اللي ما يعرفوش غير اللي عاشوه

في حاجات في الدنيا ما ينفعش تتشرح بالكلام… زي العلاقة بين الإنسان والحصان.
في يوم من الأيام، كنت راجعة من الشغل، متوترة، مخنوقة، حاسة إني هموت من كتر الضغط اللي جوايا. الدنيا كانت ماشية ضدي، وكل حاجة حسيت إنها تقيلة على قلبي. بس كان في حاجة واحدة مستنيني… حصاني.
وأنا لسه على بعد خطوات منه، لقيته بصلي نظرة غريبة… كأنه بيقوللي “أنا حاسس بيكي”. قربت منه، حضنته، وبكيت. ما اتكلمش طبعًا، هو حصان، بس حضوره كان كفاية. كنت محتاجة حد “يحس” مش “يسمع”، وده اللي حصلي فعلًا.
وفجأة، من غير مقدمات، الحصان بدأ يجري بيا بجنون! ما كنتش قادرة أوقفه، كنت مرعوبة… بس في نفس الوقت، كنت حاسة إن كل حاجة جوايا بتتفرغ. كأن كل خطوة بيجريها كانت بتشيل وجع، زعل، غضب… حاجات كتير.
وفي لحظة، ومن غير ما أفكر، حطيت إيدي على رقبته وقلت له: “اهدى… أنا كويسة، خلاص أنا كويسة.”
وساعتها، وقف. ببساطة شديدة… هدي.
كأن الكلمة دي كانت المفتاح، وكأنه كان مستني يسمعها عشان يطمن، وعشان يطمني كمان.
وقتها فهمت… مش لازم نفضل نتحكم في كل حاجة، ومش دايمًا الحل في الكلام. أوقات، وجود كائن بيحبك من غير شروط، وبيفهمك من غير ما تحكي، بيكون هو الدفا اللي محتاجه قلبك.
نزلت من عليه، وأنا مش بس خفّيت… أنا اتولدت من جديد. حصاني مش بس ساعدني أطلع اللي جوايا، ده وراني إن في لحظات بسيطة… ممكن تغير حياتنا كلها