فريهان طايع تكتب: المال عدو الإنسان
يقولون أكبر عدو للإنسان هو الجهل
لكن هل تعلمون من هو العدو الأكبر للإنسان عدوه هو المال
ذلك المال الذي يسرق صفاء القلوب حتى بين الأخوات و بيت الأقارب
المال الذي يصبح هاجس للانسان فيدمره و يدمر الآخرين من حوله
الكثيرون يحسدون الأغنياء و يتمنون لو أنهم كانوا من عائلات ثرية مثلهم
و تغافلوا بكونهم في نعما لا تقدر و هي راحة البال و الصفاء
هل تعلمون ما هي حياة الأثرياء
هي كتلة من المظاهر الزائفة وسط عدد لا متناهي من الأشخاص الذين يركضون من حولك فقط من أجل المصالح
لن تشعر بثانية بحبهم بل ستشعر أنهم يقتربون منك فقط بسبب مصالحهم الشخصية لا غير
حساباتهم لن تنتهي سوف تبقى مستمرة حتى لو كان على حساب المشاعر و الأحاسيس
لن تشعر بالدفء و الحنان بل ستشعر أنك تعيش وسط سراب و أوهام و مظاهر زائفة
لن تستطيع أن تعيش على طبيعتك بل ستحسب ألف حساب لناس في المناسبات السارة و الغير سارة
سوف تكون في دوامة ،وسط كابوس لا ينتهي
في بعض العائلات الغنية لا تستطيع الفتاة أن تختار من تحب لأنها تحكمها القواعد و القوانين بل ستظطر لزواج بشخص لا تريده حتى لو كان على حساب سعادتها و لو قررت أن تختار فسوف تنهال الضغوطات عليها و سوف توجه كل الانتقادات و المحاضرات لها و كأنها ارتكبت جريمة
ستكون في نظرهم غبية و ساذجة ،سوف يقطعون أنفاسها تدريجيا
رغم أنها كانت تظن أنها ليست ساذجة بل لم تختر ذلك الثري الذي من عائلتها لأنه لم يكن يوما من أحلامها ،لأنها تفضل أن يكون انسان فقير لكنه يخاف الله و ثري بداخله ، إنسان يكون سندا لها و ليس الثري الذي سوف يدمرها بحياته الغير جدية ،كيف سوف تتزوج من شخص غير مسؤول ،من شخص لا يخاف الله، من شخص لا يركض إلا وراء الحياة السطحية ،لشخص لم يتعلم جدوى الحياة و معانيها لشخص لم يشقى يوما واحد من أجل كسب المال بل تستر وراء أموال والده الذي يحبه فقط من أجل المال و ليس لكونه والده
هذه بكل بساطة حياة بعض الأغنياء
ربما حياة الأشخاص البسطاء أفضل بكثير حياة مليئة بالحب و الانسجام و التفاهم
الثراء الحقيقي هو أن تملك بيت صغير جدا و بسيط و عمل تكسب منه بشقاءك
ذلك هو الثراء ،إياكم و التفكير في حياة الأغنياء المعقدة و المليئة بالأحزان و المصائب و الخسائر نعم الخسائر التى تحدث أثناء تقاسم الورثة قد يموت البعض بسبب أن أخاه قد أكل ميراثه أو قد تموت الأخت بسبب هذا الذي يؤدي بدوره إلى قطع الأرحام و نهاية العلاقات إلى الأبد
حيث يصبح المال هو الهاجس الذي يحركهم حتى لو كان على حساب اخواتهم ،لا يهم فالمصلحة هنا هي الشعار الأساسي و الأولي و التى تتفوق على كل شيء حتى على كلمة الأخوة حيث تفقد كل قدسيتها أمام كلمة المال و أمام كلمة الثروة