تعرف على أنواع شلل الأطفال وأسبابه وكيفية الوقاية منه
شلل الأطفال هو مرض فيروسي يصيب الجهاز العصبي، ويؤثر في حركة الأطفال، ويُعرَف أيضاً باسم "فيروس البوليوميليتس"، ويُعَدُّ من الأمراض المُعدية؛ إذ ينتقل عادةً من شخص إلى آخر عن طريق الفم أو الأنف بواسطة الروائح أو الأتربة أو الأطعمة الملوثة بالفيروس.
قد يعاني المصابون بشلل الأطفال من صعوبة في الحركة أو بلا حركة تماماً في الأطراف السفلية أو العلوية وحتى في العضلات التنفسية، وهذا يتسبب في تعطُّل تقدُّمهم الحركي وأداء نشاطات الحياة اليومية.
تحظى لقاحات شلل الأطفال بأهمية كبيرة في الوقاية من المرض؛ إذ يتم تطعيم الأطفال في سن مبكرة لتقوية جهازهم المناعي وحمايتهم من هذا الفيروس الخطير، وقد خصصنا هذا المقال للحديث بشكل مفصَّل عن مرض شلل الأطفال، وأعراضه، وأسبابه، وطرائق الوقاية منه.
ما هو مرض شلل الأطفال؟
يُعَدُّ شلل الأطفال مرضاً فيروسياً يصيب الجهاز العصبي، ويؤثر في حركة ووظيفة العضلات؛ إذ يسبب هذا المرض ضعفاً متفاوتاً في العضلات، وقد يتسبب في شلل جزئي أو كلي، وتُعَدُّ بؤرة العدوى الرئيسة التي يصيبها المرض هي النخاع الشوكي والمخ، وقد ينتقل فيروس شلل الأطفال في الغالب عن طريق الاتصال المباشر مع الأشخاص المصابين أو عن طريق المياه الملوثة أو الأطعمة الملوثة.
أنواع شلل الأطفال:
يختلف تأثير شلل الأطفال في الجسم حسب موقع انتشار الفيروس والهجوم الذي يتعرض له، وتشمل أنواع شلل الأطفال المختلفة ما يأتي:
1. شلل الأطفال المجهض:
يسبب أعراضاً تشبه أعراض الإنفلونزا، إضافةً إلى أعراض هضمية، ويستمر لأيام قليلة فقط، ولا يسبب مشكلات طويلة الأمد.
2. شلل الأطفال غير الشللي:
قد يتسبب في التهاب السحايا العقيم، وهو تورُّم في الأنسجة المحيطة بالدماغ، وقد يسبب أعراضاً أكثر شدة من النوع السابق، وربما يتطلب إجراءات علاجية في المستشفى.
3. شلل الأطفال الشللي:
يحدث هذا النوع عندما يهاجم فيروس شلل الأطفال الدماغ والحبل الشوكي، وقد يؤدي إلى شلل العضلات المسؤولة عن التنفس والنطق والبلع وحركة الأطراف.
يُطلَق على هذا النوع أسماء شلل الأطفال الشوكي، أو شلل الأطفال البصلي، ويحدث في أجزاء مختلفة من الجسم، وقد يحدث أحياناً اتحاد بين شلل الأطفال الشوكي والبصلي (شلل الأطفال البصلي الشوكي)، وأقل من 1% من المصابين بشلل الأطفال يعانون من شلل الأطفال الشللي.
4. شلل الأطفال:
يُعَدُّ نوعاً نادراً من شلل الأطفال؛ إذ يصيب الأطفال في الغالب، ويتسبب في تورُّم الدماغ.
5. متلازمة ما بعد شلل الأطفال:
في هذا النوع قد تعود أعراض شلل الأطفال بعد سنوات من تعرُّض الطفل لشلل الأطفال.
أعراض شلل الأطفال:
يُعَدُّ شلل الأطفال مرضاً فيروسياً يسبب تأثيراً خطيراً في الجهاز العصبي، ويؤدي إلى الشلل الدائم في بعض الحالات.
1. أعراض شلل الأطفال غير المسبب للشلل:
هي عبارة عن أعراض فيروسية عامة تشبه أعراض الإنفلونزا، وتشمل هذه الأعراض الحمى، وصداع الرأس، ووجع الحلق، والتعب، وآلام الظهر والرقبة، وتصلُّب الذراعين والساقين، إضافة إلى آلام العضلات وضعفها، وتستمر هذه الأعراض عادةً لفترة تصل إلى 10 أيام.
2. أعراض متلازمة الشلل:
هي الشكل الأكثر خطورة من المرض، وتظهر بعد فترة زمنية من الإصابة، وتتضمن هذه المتلازمة فقدان ردود الفعل، وآلاماً وضعفاً شديداً في العضلات والأطراف المترهلة والمرتخية.
3. متلازمة ما بعد شلل الأطفال:
تحدث هذه الأعراض المسبِّبة للإعاقة بعد سنوات من الإصابة، وتشمل هذه الأعراض ضعفاً وألماً في العضلات أو المفاصل، والتعب، وهزال العضلات، ومشكلات في التنفس والبلع، إضافة إلى اضطرابات التنفس التي ترتبط خاصةً بالنوم، وانخفاض القدرة على تحمُّل درجات الحرارة الباردة.
أسباب شلل الأطفال:
ينتقل الفيروس عادةً عن طريق الأمعاء، وقد يتسبب في الشلل الدائم في الحالات الشديدة، ومن الأسباب الرئيسة لتطور شلل الأطفال:
1. عدم التطعيم:
يُعَدُّ عدم تلقِّي الطفل لقاح شلل الأطفال أحد الأسباب الرئيسة لإصابته بهذا المرض؛ لذا أعطِ طفلك اللقاح وفقاً لبرنامج التطعيم الموصى به لمنع الإصابة.
2. انتشار الفيروس:
ينتشر فيروس شلل الأطفال عن طريق الروابط المنتشرة من أشخاص مصابين، ويمكن للفيروس أن ينتقل عن طريق الهواء من العطس والسعال أيضاً؛ لذا يجب مراقبة النظافة الشخصية وممارسة العادات الصحية السليمة للوقاية من انتشار الفيروس.
3. نقص المناعة:
الأطفال الذين يعانون من نقص المناعة لديهم خطر أعلى للإصابة بشلل الأطفال، ونظراً لضعف نظام المناعة لديهم، فإنَّ جسمهم يكون أقل قدرة على مقاومة الفيروس ومواجهته.
طرائق الوقاية من شلل الأطفال:
إليك بعض الطرائق للوقاية من شلل الأطفال:
1. التطعيم:
يوجد لقاح ضد شلل الأطفال يُعَدُّ فعالاً وآمناً؛ لذا يُنصح بتطعيم الأطفال في الشهور الأولى من الحياة، وتكرار التطعيمات بانتظام حسب جدول التطعيمات الموصى به.
2. النظافة الشخصية:
يُنصح بغسل اليدين جيداً بالماء والصابون قبل تناول الطعام وبعد استخدام الحمام، كما يجب تطهير الأسطح والأغراض المُستخدَمة بانتظام.
3. الوقاية من الإصابة بالفيروس:
يتم تناقل فيروس شلل الأطفال عن طريق الاتصال المباشر مع الأشخاص المصابين أو عن طريق المواد الملوثة بالفيروس؛ لذا يُنصح بتجنُّب الاتصال المباشر مع الأشخاص المصابين وعدم مشاركة الأدوات الشخصية معهم.
4. تعزيز نظام المناعة:
يمكن لجسم الشخص الذي يتمتع بجهاز مناعي قوي مقاومة الفيروس بشكل أفضل؛ لذا تأكَّد من تناول طعام صحي ومتوازن وممارسة النشاط البدني المنتظم لتعزيز جهاز المناعة.
5. الحماية المجتمعية:
يمكن الحد من انتشار شلل الأطفال من خلال الحماية المجتمعية، مثل التطعيمات الجماعية والتوعية بأهمية النظافة والتباعد الاجتماعي عند حدوث تفشٍّ للفيروس.
هل يوجد علاج لشلل الأطفال؟
لا يوجد دواء محدد لعلاج شلل الأطفال؛ إذ يُعالَج المرضى المصابون بالالتهاب الشللي الدماغي المسبب للشلل من قِبل الأطباء تحت إشراف طبي، وقد يتلقى المرضى العلاج الطبيعي للتحسين من حركتهم وقوة العضلات، وفي حالات خطيرة من شلل الجهاز التنفسي أو ضعفه، قد يحتاج المريض إلى التهوية الميكانيكية باستخدام جهاز تنفسي للمساعدة على التنفس.
إضافة إلى ذلك، يُنصح باتباع بعض الإجراءات لتقليل الأعراض مثل:
- شرب السوائل.
- استخدام الكمادات الحرارية لتخفيف آلام العضلات.
- تناول المسكنات الموصوفة.
- ممارسة التمرينات الرياضية التي يوصى بها من قِبل اختصاصي العلاج الطبيعي واختصاصي الرعاية الصحية.
- يُوصى أيضاً بالحصول على قدرٍ كافٍ من الراحة للجسم.
كيف يتم تشخيص مرض شلل الأطفال؟
يتم تشخيص مرض شلل الأطفال بناءً على الأعراض المرتبطة به والتقييم السريري للحالة، ويتضمن التشخيص النقل الحركي، وفحص القدرات الحركية والعصبية للمريض، كما يتم استخدام الاختبارات المعملية أيضاً لتأكيد الإصابة بفيروس الشلل الدماغي.
يتم فحص العينات الحيوية مثل الأعصاب أو سوائل العمود الفقري للكشف عن وجود الفيروس، ويُعَدُّ التاريخ الصحي للمريض وأعراضه المصاحبة مفيداً أيضاً في التشخيص النهائي للمرض.
كيف يتطور مرض شلل الأطفال؟
تتطوَّر حالات مرض شلل الأطفال عادةً ببطء؛ إذ يبدأ المرض بأعراض مشابهة للبرد أو الإنفلونزا، مثل الحمى والصداع وآلام الحلق والتعب، ثم بعد فترة قصيرة، قد يظهر تنميل أو ضعف في الأطراف، وفي بعض الحالات النادرة، يحدث شلل تام في الأطراف أو العضلات التي تتولى التنفس، وهذا قد يؤدي إلى مشكلات تنفسية خطيرة.
تتفاوت حدة العدوى وآثارها بين الأفراد، فقد تكون لدى بعضهم أعراض خفيفة أو لا تظهر عليهم أي أعراض على الإطلاق، ومع ذلك، في الحالات الأكثر حدة، قد يحدث تلف دائم في الخلايا العصبية، وهذا يؤثر في القدرة على المشي أو استخدام الأطراف بشكل صحيح.
استراتيجيات للتعامل مع الأطفال المصابين بشلل الأطفال
يحتاج التعامل مع الأطفال المصابين بشلل الأطفال إلى مزيد من الاهتمام وكثير من الحساسية، وفيما يأتي سنقدِّم مجموعة من الاستراتيجيات للتعامل معهم:
- توفير بيئة آمنة ومناسبة للطفل المصاب بشلل الأطفال مع توفير الدعم اللازم لتحقيق استقلاليته.
- تعلُّم أساليب التواصل المختلفة مع الطفل المصاب بشلل الأطفال، مثل الاستخدام المباشر للكلام والعبارات المبسطة، أو استخدام الرموز والإشارات.
- تحفيز الطفل وتشجيعه على تنمية المهارات الحركية الباقية من خلال توفير الألعاب والنشاطات المناسبة.
- ضمان تقديم العلاج الطبيعي والتأهيل المناسب للطفل المصاب بشلل الأطفال بهدف تعزيز قوة العضلات وتحسين التوازن والتنسيق الحركي.
- تشجيع المشاركة الاجتماعية للطفل المصاب بشلل الأطفال، سواء في المدرسة أم في النشاطات الاجتماعية الأخرى، لتعزيز الاندماج وتحسين شعوره بالانتماء.
- توفير الدعم العاطفي والمعنوي للطفل المصاب بشلل الأطفال، من خلال توفير الحماية والمشاعر الإيجابية، وتشجيعه على التعبير عن مشاعره واحتياجاته.
- التواصل والتعاون مع الأطباء والمختصين في مجال شلل الأطفال لتلقِّي النصائح والدعم اللازم للتعامل مع الطفل بشكل أفضل.
- تعزيز الاعتماد على الذات لدى الطفل المصاب بشلل الأطفال من خلال تشجيعه على تنمية مهاراته، واستخدام قدراته الحالية بأفضل طريقة ممكنة.
- ممارسة الصبر والتفهم تجاه الصعوبات التي قد يواجهها الطفل المصاب بشلل الأطفال، وتقديم الدعم والتشجيع في كل خطوة يقوم بها للتغلب على التحديات.
