شريف عامر: بكيت لما عرفت أن زوجتي حامل وسيأتيني طفل ثالث.. لأنني لم أكن أعرف كيف سأوفر له الحياة

قال الإعلامي شريف عامر: «أنا على يقين تام بأن الله يحبني، وهذا الشعور العميق دائمًا ما يرافقني. كنت أشارك زملائي هذه الفكرة وأقول لهم بثقة: "أنا متأكد أن الله يحبني جدًا".»
وأضاف عامر، خلال حواره في برنامج «كلم ربنا»، تقديم الكاتب الصحفي أحمد الخطيب على الراديو 9090: «كانت حالتي الاقتصادية صعبة، وعندما علمت أنني سأرزق بطفل ثالث، بكيت كثيرًا، كانت لحظة صعبة. وقتها كنت أفطر في رمضان يومًا عند أهلي ويومًا عند أهل زوجتي، لأنه لم يكن لدي مال، ولم يكن معي سوى 4 لترات من البنزين في سيارتي، ولم يكن هناك طعام في البيت. كنت في مدينة الإنتاج الإعلامي أصور برنامجي، وقلت: "يا رب، ماذا أفعل؟ فتولَّنا برحمتك، أنا وهم".
وتابع: «واليوم، بعدما تغيَّرت الأحوال، وسترني الله ورزقني، أمرُّ على نفس المكان وأحمد الله، والطفل الثالث أصبح فاكهة حياتي».
وأضاف: «كان لي صديق، حسين، الذي أطلقت اسم ابني عليه ليكون مثله. كان أول صديق لي يرحل عن الدنيا، فقد نام ولم يستيقظ، وكان عمره 20 عامًا. في يوم وفاته، كان بيننا موعد ولم أذهب، ولم أتقبل العزاء من أحد، ولم يواسني أي كلام. قلت لله: "أنا لست سعيدًا، وأريد أن أراه عندما أموت"، وعاتبته: "لماذا فعلت بي هذا؟". كان عزاء حسين أشبه بعزاء رئيس وزراء، لكنني وقتها شعرت أن الله تقبَّل حديثي، ثم أدركت أنني كنت جاحدًا جدًا عندما قلت له: "يعني تركت كل الناس، وفي حرب تحرير الكويت، وأخذت هذا؟".»
وتابع: «لكنني تعلمت الدرس، وأن هناك قدرًا لا مفر منه، كما تعلمت معنى الافتقاد. جزء من الإيمان هو الرضا. كنت أسمع أن العم محمود السعدني كان يقول: "يا رب، أنا حبيبك"، وفهمت أن هناك أمورًا لا ندرك معناها إلا بعد حين. ربما كانت نهايته هذه هي الأفضل له. وكل 9 نوفمبر أتذكره منذ 30 عامًا، وابني حسين وُلد في 14 نوفمبر. قلت لله: "أخذت واحدًا، فامنحني واحدًا"، وحدث ذلك بالفعل. لذلك، نوفمبر هو شهر من فقدت ومن رُزقت».
واختتم: «من هنا جاءتني فكرة أن الله يحبني. كنت أقول لأصدقائي: "سأدخل الجنة"، وحتى إن أخطأت، فالله غفور رحيم. يمكنك أن تتظاهر أمام أي شخص، لكنك لا تستطيع أن تتظاهر أمام الله. أصبحت أحب الدعاء خارج الصلاة، فالصلاة فرض، لكن الدعاء الجانبي هو حق الله عليَّ».»