خطر المبالغة في السيرة الذاتية: كيف نعرض مهاراتنا دون الحاجة للكذب

من الناحية النظرية، يجب أن تكون السيرة الذاتية تمثيلًا دقيقًا وواقعيًا لمسارنا المهني، مع تسليط الضوء على خبراتنا العملية، المؤهلات الأكاديمية، وأي مهارات ذات صلة قد تساهم في تعزيز فرصنا في الحصول على الوظائف المناسبة.
ولكن الواقع غالبًا ما يختلف عن هذه الصورة المثالية، فعندما ننظر إلى السيرة الذاتية، نكتشف أن بعضها قد لا يعكس بدقة مهاراتنا أو إنجازاتنا الحقيقية، بل يظهر وكأنه محاكاة للمحترفين في المجال.
يحدث أحيانًا أن نصيغ سيرتنا الذاتية بطريقة مبالغ فيها لتبدو جذابة لأصحاب العمل. على سبيل المثال، يمكننا وصف أنفسنا بـ "المتمكنين" في استخدام برامج مثل Microsoft Excel بينما في الواقع لم نستخدمها منذ فترة طويلة. أو قد نقول إننا نتحدث لغة معينة بطلاقة، رغم أن معرفتنا بها تقتصر على بعض العبارات البسيطة.
وتبدو هذه المبالغات صغيرة وغير مؤذية في البداية، لكن في بعض الأحيان قد تكون هذه التحسينات المتواضعة هي ما يقود البعض إلى الخوض في مجالات أكثر خطورة.
وفي بعض الحالات، قد تؤدي محاولات المبالغة في عرض الإنجازات إلى أخطاء فادحة، كما حدث مع بعض السياسيين الذين تم الكشف عن تلاعبهم في سيرهم الذاتية.
أضرار المبالغة في كتابة السيرة الذاتية
تدفع هذه القصص البعض إلى التساؤل: هل يجب علينا أن نبالغ في وصف أنفسنا لتتناسب سيرتنا مع معايير السوق؟ في سوق العمل التنافسي والمزدحم، قد يتسلل إلى أذهاننا الاعتقاد بأن المبالغة قد تمنحنا ميزة تنافسية.
ويعتقد البعض أن إذا لم نبالغ في تقديم إنجازاتنا، فإننا لن نصل إلى أي مكان ويخلق هذا الشعور ضغطًا على المرشحين لتقديم تجاربهم بشكل مبالغ فيه.
لكن الحقيقة هي أن المبالغة أو الكذب في السيرة الذاتية قد يؤدي إلى نتائج عكسية. يمكن أن تكتشف الشركات الحقيقية قدراتنا من خلال مقابلات العمل، وعندها يمكن أن نبدو غير مستعدين أو حتى غير صادقين.
وعلاوة على ذلك، يمكن أن يصبح أي تزوير في السيرة الذاتية جريمة قانونية، خاصة إذا تم استخدامه للحصول على وظيفة بناءً على معلومات غير صحيحة.
وتظل النصيحة الأفضل هي أن نكون صادقين في تقديم خبراتنا ومهاراتنا، ونترك الفرصة للمقابلات الشخصية لإثبات قدراتنا الحقيقية.
من جهة أخرى، يظل السؤال الأكثر أهمية: كيف نعرض مهاراتنا وإنجازاتنا بشكل صادق وجذاب دون التورط في المبالغة؟ على الرغم من أن كتابة سيرة ذاتية مثالية قد تكون تحديًا، إلا أن الصدق والنزاهة يجب أن يكونا في مقدمة اهتماماتنا لضمان عدم الوقوع في شرك الأكاذيب التي قد تؤثر سلبًا على حياتنا المهنية.