احذر.. علب التونة تحتوي على مركب سام يهدد المخ
طالب نشطاء بالصحة العامة السلطات في المملكة المتحدة فرض حظر تام على تداول التونة المعلبة في المستشفيات والمدارس بعد اكتشاف مستويات سامة من الزئبق في هذه الوجبات.
وعلى مدى العقود الخمسة الماضية، كانت معدلات الزئبق أعلى بثلاث مرات في علب لأسماك التونة مقارنة بالأسماك الأخرى "دون أدنى مبرر صحي"، كما أضاف متحدث باسم شركة بلوم، التي تهدف إلى حماية البيئات البحرية.
وتأتي هذه الدعوات بعد أن نشرت بلوم ومنظمة حقوق المستهلك "فودواتش" تقريرا مثيرا للقلق يكشف عن مدى انتشار التلوث بالزئبق في أسماك التونة المعلبة.
وكشفت صحيفة ميل أون لاين الأسبوع الماضي، إن الاختبارات التي أجريت على ما يقرب من 150 علبة تم شراؤها في فرنسا وإيطاليا وإسبانيا وألمانيا وبريطانيا ، وجدت أن جميعها تحتوي على الزئبق، وأن 57% منها تجاوزت الحدود الآمنة للعديد من الأسماك.
وبحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، يمكن أن يؤدي التعرض لهذا المعدن إلى إعاقة نمو المخ، وتسبب تلف الرئة الذي يهدد الحياة، والسرطان، ويمكن أن يسبب عيوب خلقية إذا تناولته النساء الحوامل.
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، تشكل أسماك التونة المعلبة "خطرًا هائلاً على الصحة العامة" وحثت الحكومات على اتخاذ إجراءات "عاجلة" لتقليل ووقف استخدامها.
ويستهلك المواطن الأوروبي العادي ما يزيد عن 2.8 كيلوجرام من سمك التونة سنوياً، أو ما يعادل 25 علبة تقريباً.
وقالت كارين جاكيمارت، الرئيسة التنفيذية لمنظمة حقوق المستهلك "فوود ووتش فرنسا": "إن تناول أطباق التونة المعلبة يشكل خطرا هائلا على الصحة العامة لا يتم التعامل معه بجدية".
وينتهي المطاف بحوالي أربعة أخماس الزئبق الذي يتم إطلاقه في الغلاف الجوي من أسباب طبيعية وبشرية، مثل حرق الفحم، في المحيط حيث يتم تحويل البعض منه بواسطة الكائنات الحية الدقيقة إلى مركب سام يعرف باسم ميثيل الزئبق.
يشق ميثيل الزئبق طريقه إلى أعلى السلسلة الغذائية ويتراكم في الحيوانات المفترسة العليا بتركيزات عالية، وبما أن أسماك التونة - وغيرها من الحيوانات المفترسة أو الأنواع الأطول عمراً مثل أسماك القرش أو سمك أبو سيف - تقع في أعلى السلسلة الغذائية، فإنها تأكل أسماكاً أصغر حجماً وتراكم المزيد من الزئبق بمرور الوقت.
وبموجب القانون الحالي للاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، فإن الحد الأقصى للزئبق في سمك التونة هو 1 ملغ/كغ و0.3 ملغ/كغ للأسماك الأخرى مثل سمك القد، لكن عملية التعليب تزيد من تركيز الزئبق ليتضاعف مرتين أو ثلاث مرات، وفقا لبلوم.