منصور جبر يكتب: آبار النبي السبعة
جمعت يثرب آبارا كثيرة، احتفرها الناس منذ آلاف السنين واستخرجوا منها الماء وانتفعوا بها لمعاشهم ودوابهم وزراعتهم.
ولما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم كانت بالمدينة المنورة آبار كثيرة، وشرب منها النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضوان الله عليهم.
شهدت بعض تلك الآبار ذكريات وأحداث ومواقف سطرتها كتب السيرة، فمنها ما عُقِدَت عندها ألوية، ومنها ما شرب منها النبي عليه الصلاة والسلام، وبعضها خرج إليها المسلمون في بعض مناسباتهم.
وهناك آبار سُمِّيت بآبار النبي صلى الله عليه وسلم، لأنه كان يشرب منها، ويُستعذب له ماءها، ويُقال لها آبار النبي السبعة.
من تلك الآبار:
1- بئر أريس، أو بئر الخاتم
وهي بئر تُنسب إلى رجل من اليهود اسمه أريس،
وسُميت ببئر الخاتم لأنها البئر التي وقع فيها خاتم النبي صلى الله عليه وسلم من يد الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه.
وفي هذا البئر جلس رسول الله صلى الله عليه وكشف عن ساقيه ودلاّهما في البئر.
وقد أزيلت هذه البئر لتوسعة مسجد قباء.
2- بئر حاء
وهي بئر كانت لأبي طلحة الأنصاري رضي الله عنه، ولما أنزل الله: {لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ۚ} تصدق بها أبو طلحة.
وموقع البئر الآن داخل المسجد النبوي الشريف من الجهة الشمالية.
3- بئر رومة أو بئر عثمان
وهي البئر التي اشتراها عثمان بن عفان رضي الله عنه بخمسة وثلاثين ألف درهم، وجعلها للمسلمين، وسميت بئر رومة نسبة إلى الصحابي رومة الغفاري الكناني رضي الله عنه.
4- بئر غَرْس، أو غُرْس
وهي من الآبار التي توضأ منها الرسول صلى الله عليه وسلم وأهرق بقية وضوئه فيها، وكان يشرب منها ويستعذب له ماءها.
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا علي إذا أنا مُتُّ فاغسلوني بسبع قرب، من بئري، بئر غرس". رواه ابن ماجه
وتقع بئر غرس بمنطقة قربان شرقي مسجد قباء.
5- بئر البوصة أو البَصَّة
وهي من الآبار التي غسل الرسول صلى الله عليه وسلم رأسه من مائها وصب غُسالة رأسه ومُرَاقَة شعره بها.
وتقع البئر الآن تحت وقف البوصة والنشير بالجهة الجنوبية الشرقية من المسجد النبوي الشريف.
6- بئر بُضَاعة
وهي بئر تقع شمال غرب المسجد النبوي الشريف.
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قيل: يا رسولَ اللهِ أنتوضَّأُ مِن بئرِ بُضاعةَ؟ وهي بئرٌ يُلقى فيها الحَيْضُ ولحومُ الكلابِ والنتنُ فقال: "الماءُ طَهورٌ لا ينجسُه شيءٌ". رواه أحمد
7- بئر العِهْن
وقد كانت تعرف ببئر العُسْرة فسماها الرسول صلى الله عليه وسلم اليسيرة.
وفي آبار النبي صلى الله عليه وسلم السبعة صاغ الزين المراغي شعرًا فقال:
إذا رُمْتَ آبارَ النبيِّ بطيبةٍ
فعِدَّتُها سَبْعٌ مقالًا بلا وَهْنِ
أريسٌ وغَرْسٌ رُوْمَةٌ وبُضاعَةٌ
كذا بَصَّةُ، قُلْ بيرُ حَاءٍ مَعَ العِهْنِ
كما تضم المدينة المنورة آبارا تاريخية منها: بئر عِذق، وبئر السُّقيا، وبئر أَهاب، وبئر ذَرْوان، وبئر أنس بن مالك، وبئر الرِّقاع، وبئر جاسوم.
وغيرها من الآبار التي شهدت تاريخ المدينة النبوية، وفجر الإسلام وقصة رسول السلام صلى الله عليه وسلم.