اكتشاف عوامل جديدة وراء الإصابة بالسل.. تعرف عليها
السل هو القاتل المعدي الأول في العالم، حيث يصاب حوالي 10 ملايين شخص بهذا المرض كل عام، ويموت بسببه ما يقرب من 1.5 مليون شخص، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن حوالي ربع سكان العالم مصابون بالعامل المسبب للمرض المتفطرة السلية.
علاوة على ذلك، فإن فيروس نقص المناعة البشرية هو أكبر عامل خطر معروف للتطور إلى مرض السل النشط بسبب تأثيره المثبط الهائل للمناعة، كما قال أوشيوماه أوياجيشيو، من قسم الأنثروبولوجيا بجامعة كاليفورنيا في ديفيس، والمؤلف المقابل لدراسة جديدة نشرت في مجلة PLOS Global Public Health.
وبحسب ما نُشر في موقع ميديكال إكسبريس، قال أوشيوماه أوياجيشيو: "إنه يزيد من خطر الإصابة بالسل بنحو 20 ضعفا".
وعلى الرغم من ذلك، قال الباحثون إن فيروس نقص المناعة البشرية ليس عامل الخطر الوحيد المرتبط بالسل.
وقال أوياجيشيو: "لقد وجدت المسوحات الصحية الوطنية الأخيرة في جنوب إفريقيا أن 82% من المصابين بالسل ليسوا مصابين بفيروس نقص المناعة البشرية".
وأضاف: "هذا يحفز على فهم الأسباب التي تؤدي إلى ارتفاع معدلات الإصابة بالسل في المواقف التي لا يحجب فيها فيروس نقص المناعة البشرية إشارات القابلية الأخرى".
في هذه الدراسة، قام أوياجيشيو وزملاؤه بالتحقيق في عوامل الخطر الوبائية، خارج فيروس نقص المناعة البشرية، المرتبطة بالسل في مقاطعة كيب الشمالية بجنوب إفريقيا.
في هذه المنطقة التي لم تتم دراستها بالقدر الكافي، من المرجح أن يتعرض معظم الأشخاص لمرض السل عندما يكونون صغارًا.
تشير التقديرات إلى أن ما بين 80 إلى 90% من السكان مصابون بالسل الكامن، وفقًا للباحثين.
أجريت الدراسة بالتعاون مع مارلو مولر، الأستاذ بجامعة ستيلينبوش في جنوب إفريقيا، ومختبر مولر.
ووجد الباحثون أن جنس الذكر، وبشكل منفصل، الإقامة في المدن الكبيرة كانت أقوى عوامل الخطر المرتبطة بالتطور النشط لمرض السل، وهي النتائج المتوقعة بناءً على دراسات السل السابقة.
ووجدوا أيضًا أن الوضع الاجتماعي والاقتصادي للشخص وعمره وما إذا كان قد تحرك خلال حياته أم لا يؤثر بشكل كبير على خطر الإصابة بالسل النشط. هذه النتائج فاجأت الباحثين.
وقال أوياجيشيو: "لم نتوقع أن يزداد خطر الإصابة بالسل في الأعمار الأكبر بالنسبة للأفراد ذوي الوضع الاجتماعي والاقتصادي العالي، كما لم نتوقع أن يتمتع الأفراد الذين يعيشون في المناطق الحضرية والذين هاجروا إلى المناطق الريفية بالحماية من مرض السل النشط تمامًا مثل سكان المدن الصغيرة مدى الحياة".
وأضاف: "كلا الاتجاهين يتطلبان مزيدا من الدراسة".
ووفقا للباحثين، قد تعكس هذه النتائج كيف أثرت بيئات ما قبل الفصل العنصري وما بعده على العوامل الاجتماعية وبالتالي خطر الإصابة بالسل مدى الحياة.
وفي دراستهم، قام الفريق بتكوين مجموعة مكونة من 774 فردًا يشتبه في إصابتهم بالسل من 12 عيادة صحية مجتمعية في مقاطعة كيب الشمالية. ثم قاموا بتقييم عوامل الخطر المهمة من خلال تحليل المجموعة باستخدام ثلاثة نماذج إحصائية.
وقال أوياجيشيو: "إن كيب الشمالية لديها تاريخ اجتماعي ديموغرافي معقد، لذلك أردنا تصميم مجموعة من النماذج التي تمثل ذلك بأفضل ما في وسعنا".
ووجد الباحثون أن الوضع الاجتماعي والاقتصادي الأعلى يعد عاملًا وقائيًا بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و39 عامًا. أما بين المجموعات الأكبر سنا، فقد انعكس هذا الاتجاه، حيث كان أولئك الذين يتمتعون بوضع اجتماعي واقتصادي مرتفع أكثر عرضة لخطر الإصابة بالسل النشط. تتعارض هذه النتيجة مع أبحاث مماثلة أجريت في الولايات المتحدة والمكسيك.
ووفقا للباحثين، فإن هذه الاتجاهات في مقاطعة كيب الشمالية قد تكون أصداء للتحولات المجتمعية والاقتصادية التي حدثت قبل وبعد الفصل العنصري.
وقال ميريك: "إنك لا ترى حقًا فوائد الوضع الاجتماعي والاقتصادي العالي إلا لدى هؤلاء الأفراد الذين ولدوا - أو صغارًا - قرب نهاية الفصل العنصري".
ووجد الباحثون أيضًا أن الإقامة أثرت على خطر الإصابة بالسل النشط.
كان لدى الأفراد الذين يعيشون في المدن احتمالات أعلى للإصابة بالسل النشط مقارنة بسكان الريف مدى الحياة وأولئك الذين انتقلوا إلى المناطق الريفية من المدن.
وكان أولئك الذين انتقلوا إلى المناطق الريفية من المدن لديهم أقل خطر للإصابة بالسل النشط بشكل عام.
وافترض الباحثون أن هذا قد يكون بسبب أن التطعيمات أكثر شيوعا في المناطق الحضرية، وقد يكون لدى المولودين في المدن احتمالية أكبر للتطعيم في سن مبكرة، ومع تقدمهم في السن وانتقالهم إلى مناطق ريفية أكثر، تقل فرص تعرضهم لبكتيريا السل.