دواء جديد يستهدف نوعا عدوانيا من سرطان الثدي.. تفاصيل
استخدم العلماء ضعف خلايا سرطان الثدي ضد نفسها من خلال ربط الجسم المضاد الانتقائي للورم بدواء قاتل للخلايا لتدمير الأورام التي يصعب علاجها.
ويمثل هذا البحث الذي نشره فريق من جامعة كينغز كوليدج لندن في مجلة Clinical Cancer Research، طريقة جديدة في علاج السرطان.
ويتعلق هذا الاكتشاف بسرطان الثدي السلبي الثلاثي. وهذا النوع من سرطان الثدي عادة ما يكون عدوانيا، ومقاوما للعلاج الكيميائي، وله معدل بقاء على قيد الحياة أقل، وهو أكثر شيوعا عند النساء تحت سن الأربعين.
ويشمل العلاج المعتاد الجراحة والعلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي. إلا أن هذا النوع من السرطان يمكن أن يتهرب من الأدوية ويعود للانتشار مرة أخرى.
وأجرى العلماء تحليل البيانات باستخدام أكثر من 6 آلاف عينة من سرطان الثدي للتحقيق في خصائص خلايا سرطان الثدي المرتبطة بالسرطان العدواني والمقاوم للعلاج الكيميائي.
وقاموا بدراسة بيولوجيا السرطان، وما يتم التعبير عنه في الورم وسطح الخلية، ودواخل الخلية لفهم كيفية هروب الخلايا السرطانية من أدوية السرطان. وأثبتوا وجود علامة سطح الخلية السرطانية " مستقبل عامل نمو البشرة" (EGFR)، إلى جانب جزيئات الكيناز المعتمدة على السيكلين (CDK)، المسؤولة عن انقسام الخلايا وتكاثرها.
واستخدموا هذه المعرفة ضد الخلايا السرطانية لربط سيتوكسيماب، وهو جسم مضاد انتقائي للورم يستهدف بروتين "مستقبل عامل نمو البشرة" المعبر عنه في هذا النوع من السرطان، مع دواء حجب الكيناز المعتمدة على السيكلين لإنشاء دواء مخصص لسرطان الثدي.
ونظرا لأن دواء الجسم المضاد يستهدف الخلية السرطانية على وجه التحديد، فقد يكون من الممكن إعطاء جرعة مثبطة أقل من المعتاد، ما يعني أنها أقل سمية بالنسبة للمريض.
وقالت المؤلفة الرئيسية البروفيسورة صوفيا كاراجيانيس، من جامعة كينغز كوليدج في لندن: "كنا نبحث عن نقاط الضعف في مرض السرطان والآن اكتشفنا كيف يمكننا توجيه علاجاتنا نحو واحدة منها. لقد قمنا بدمج هذين العقارين لإنشاء دواء مضاد مخصص للمرضى الذين يعانون من هذا السرطان العدواني. ويقوم الجسم المضاد بتوجيه الدواء السام مباشرة إلى الخلية السرطانية ما يوفر إمكانية تجربة جرعة أقل وآثار جانبية أقل ضررا".
وتابعت: "يلزم القيام بالمزيد من العمل قبل أن يصل هذا العلاج إلى العيادات".
وأضاف الدكتور سايمون فنسنت، مدير الخدمات والدعم والتأثير في منظمة بريست كانسر ناو: "على الرغم من أن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث قبل أن يتم استخدام هذا العلاج على البشر، إلا أن هذه خطوة متقدمة في تطوير علاجات مستهدفة لسرطان الثدي الثلاثي السلبي، ونحن نتطلع إلى رؤية كيف يمكن لهذه النتائج أن تؤدي إلى طرق جديدة وفعالة لمعالجة هذا المرض المدمر".