الورداني يحذر من معايرة الزوجة باليتم: انتهاك لحقوقها وتدمير للعلاقة الزوجية

سلط الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، الضوء على قضية حساسة تؤثر سلبًا على استقرار الأسر، وهي "معايرة الزوجة بفقدانها لأبيها"، مؤكدًا أن هذا السلوك يمثل انتهاكًا واضحًا لحقوق المرأة ويضعف بشكل كبير أسس العلاقة الزوجية.
واستهل الدكتور الورداني حلقة جديدة من برنامجه "ولا تعسروا" بالتذكير بموضوع الحلقة السابقة التي تناولت "مشكلة الخوف بين الزوجين"، مشيرًا إلى أن المعايرة باليتم تُعد أحد أبرز تجليات هذا الخوف، حيث يلجأ إليها بعض الأزواج كأداة مؤذية خلال النقاشات والخلافات، مما يزيد من شعور الزوجة بعدم الأمان والاستقرار.
وأوضح الورداني أن بعض الأزواج يتفوهون بعبارات قاسية ومؤلمة لزوجاتهم من قبيل: "أنا اللي تزوجت واحدة مالها كبير يعلمها تتعامل مع جوزها"، أو "مش عارف ليه تزوجت بنت يتيمة"، مؤكدًا أن هذه الكلمات تحمل في طياتها قسوة بالغة وتزرع في قلب الزوجة شعورًا بالدونية والانكسار، خاصة وأنها لا تتحمل أي مسؤولية عن فقدان والدها.
واستشهد أمين الفتوى بحديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي أوصى بالنساء خيرًا قائلًا: "رفقًا بالقوارير"، مشددًا على أن المرأة تشبه الزجاجة الرقيقة التي يسهل كسرها، وأن معايرتها بفقدان الأب يُعد تعديًا صارخًا على هذه الرقة. كما ذكر حديثًا آخر رواه أبو هريرة رضي الله عنه، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "اللهم إني أحرج حق الضعيفين اليتيم والمرأة"، مؤكدًا أن اجتماع صفتي "اليتم" و"الأنوثة" يجعل المرأة في موضع ضعف مضاعف يستوجب الحماية والرعاية، وليس الاستغلال أو الإهانة.