دراسة تحذر: أدوية إنقاص الوزن تسبب تساقط الشعر

أدوية خسارة الوزن .. في الوقت الذي تزداد فيه شهرة عقار أوزمبيك ومثيله ويجوفي (Wegovy) كأدوية فعالة لفقدان الوزن، تظهر الآن أدلة علمية جديدة تُثير تساؤلات حول أحد الآثار الجانبية غير المتوقعة: تساقط الشعر.
توصلت دراسة حديثة من جامعة كولومبيا البريطانية في كندا إلى أن الأشخاص الذين يتناولون عقار سيماجلوتيد، المكون النشط في أوزمبيك وويجوفي، أبلغوا عن معدلات أعلى من تساقط الشعر مقارنةً بأولئك الذين يستخدمون أدوية أخرى لإنقاص الوزن مثل بوبروبيون-نالتريكسون (Contrave).
وفقًا للباحث الرئيسي الدكتور موهيت سودي، فإن هذه الدراسة، التي نُشرت على منصة MedRxiv ولم تخضع بعد لمراجعة الأقران، هي الأولى من نوعها التي تفحص العلاقة بين سيماجلوتيد وتساقط الشعر في بيئة سريرية حقيقية.
النساء أكثر عرضة لتساقط الشعر
حللت الدراسة بيانات أكثر من 1900 شخص يستخدمون سيماجلوتيد، ووجدت أن احتمالية تشخيص تساقط الشعر بلغت 26.5 من كل 1000 شخص، مقارنة بـ 11.8 لكل 1000 لمن يستخدمون بوبروبيون-نالتريكسون. كما تبين أن النساء أكثر عرضة لهذا التأثير الجانبي من الرجال.
السبب الحقيقي؟ الإجهاد الفسيولوجي الناتج عن فقدان الوزن السريع
رغم النتائج المثيرة، يؤكد الباحثون أن فقدان الوزن السريع بحد ذاته – وليس الدواء مباشرة – هو السبب المرجح لتساقط الشعر. يقول سودي إن التغيير المفاجئ في وزن الجسم يسبب إجهادًا على النظام الفسيولوجي قد يؤدي إلى اضطراب في دورة نمو الشعر، وهو ما يُعرف طبيًا بـ تساقط الشعر الكربي.
وأشار الدكتور سامي خليفة، أخصائي الجلدية وجراحة التجميل، إلى أن هذا النوع من تساقط الشعر شائع جدًا بين مستخدمي GLP-1 مثل أوزمبيك، وغالبًا ما يكون مؤقتًا ويزول تلقائيًا.
وأكدت الدكتورة برينا كونور، أخصائية طب الأسرة، أن تساقط الشعر يأتي بعد الإسهال والإمساك كأحد أكثر الشكاوى شيوعًا من المرضى الذين يتناولون هذه الأدوية.
الغذاء أولاً... ثم المكملات
ينصح الأطباء باتباع نظام غذائي غني بالبروتين لتقليل احتمالية تساقط الشعر عند استخدام أدوية GLP-1. يقول خليفة: "ابدأ وجبتك بالبروتين، وليس بالكربوهيدرات، لضمان حصول جسمك على ما يحتاجه لنمو الشعر". كما يمكن أن تساعد مكملات مثل البيوتين (فيتامين B7)، إضافة إلى استخدام المينوكسيديل الموضعي، في تقوية الشعر.
الفحوصات المسبقة ضرورية
تشدد كونور على أهمية إجراء فحوصات دم شاملة قبل بدء العلاج بأوزمبيك، للتحقق من مشاكل صحية كامنة قد تُفاقم تساقط الشعر، مثل فقر الدم أو اضطرابات الغدة الدرقية.
تساقط الشعر ليس نهاية العالم... بل يجب موازنته مع فوائد العلاج
في ختام الدراسة، يؤكد الباحثون أن تساقط الشعر، رغم كونه مصدر قلق جمالي ونفسي للبعض، لا ينبغي أن يُغفل عن الفوائد الكبرى لأدوية GLP-1، خاصة لمرضى السمنة المفرطة أو السكري غير المسيطر عليه.
يقول سودي: "الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية خطيرة قد يكونون مستعدين لتقبل آثار جانبية مثل تساقط الشعر، مقابل الحصول على تحسن كبير في حالتهم الصحية العامة".