التهاب الحلق.. تعرف على الأسباب والأعراض

يعد التهاب الحلق من المتاعب الصحية الشائعة لدى البالغين والأطفال على حد سواء. فما أسبابه وأعراضه وكيف يمكن الوقاية منه؟
للإجابة عن هذه الأسئلة أوضحت بوابة الصحة "جزوند.بوند.دي" أن التهاب الحلق يظهر في شكل ألم أو خشونة أو تهيج في الحلق، والذي غالبا ما يتفاقم مع البلع.
وأضافت البوابة الألمانية أن السبب الأكثر شيوعا للإصابة بالتهاب الحلق هو حدوث عدوى بكتيرية، وفي كثير من الأحيان يكون من الصعب التمييز بين التهاب البلعوم العقدي والعدوى الفيروسية، ويتم تشخيصه عن طريق مسحة الحلق.
وهناك أسباب أخرى أقل شيوعا للإصابة بالتهاب الحلق، والتي قد تتطلب تلقي علاج أكثر تعقيدا، ويظهر التهاب الحلق بشكل أكبر لدى الأطفال والمراهقين، وهو مرض معدي، لذا يلزم عدم الاتصال مع الآخرين.
وعلى الرغم من إمكانية إصابة أي شخص بالتهاب الحلق، فإن بعض العوامل تزيد احتمال الإصابة به، ومن بينها العمر، فمن المرجح أن يصاب الأطفال والمراهقين بالتهاب الحلق، كما أن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من 5 إلى 15 عاما أكثر عرضة للإصابة بعدوى التهاب الحلق، وهي العدوى البكتيرية الأكثر شيوعا وارتباطا بالتهاب الحلق.
وينتج التهاب الحلق عن طريق الإصابة ببكتيريا من مجموعة العقديات، والتي تنتقل من شخص مصاب لآخر من خلال الاتصال المباشر، أو التعرض لعدوى عن طريق العطس والسعال، أو عند المصافحة، وقد تحدث العدوى عن طريق الاتصال غير المباشر عن طريق مقابض الأبواب مثلا.
ويمكن للتدخين المباشر والتدخين السلبي تهييج الحلق، ويزيد استهلاك منتجات التبغ أيضا من خطر الإصابة بسرطان الفم والحلق والحنجرة، وتزيد الحساسية الموسمية أو المستمرة وردود الفعل التحسسية إزاء الغبار أو العفن أو وبر الحيوانات الأليفة من احتمالية الإصابة بالتهاب الحلق.
ويمكن أن تؤدي جزيئات الهواء الناتجة من حرق الوقود الأحفوري والمواد الكيميائية المنزلية الشائعة إلى تهيج الحلق، ويضاف إلى هذه الأسباب أيضا التهابات الجيوب الأنفية المزمنة أو المتكررة، وقد يؤدي صديد الأنف إلى تهيج الحلق أو انتشار العدوى، ويتعين معرفة أن العدوى الفيروسية والبكتيرية تنتشر بسهولة في أي مكان يتجمع فيه الناس، سواء في مراكز رعاية الطفل أو الفصول الدراسية أو المكاتب أو الطائرات.
وفي حالة ضعف الجهاز المناعي، فإن المرء يكون أكثر عرضة للإصابة للعدوى بشكل عام، وتشمل الأسباب الشائعة لضعف المناعة فيروس نقص المناعة البشرية ومرض السكري والعلاج باستخدام الستيرويدات أو أدوية العلاج الكيميائي، والإجهاد والتعب وسوء التغذية.
ويمكن أن تختلف أعراض التهاب الحلق اعتمادا على السبب، وقد تتضمن العلامات والأعراض ألما أو إحساسا بحشرجة الحلق أو ألما يزداد سوءا مع البلع أو الكلام، والتهاب الغدد وتورمها في الرقبة أو الفك، وتورم اللوزتين واحمرارهما، مع ظهور بقع بيضاء أو صديد على اللوزتين، وبحة في الصوت، وقد يصاحبها الحمى والسعال وسيلان الأنف والعطاس وآلام الجسم والصداع والغثيان أو القيء.
ويمكن أن يعاني الأطفال على وجه الخصوص أيضا من الصداع وآلام البطن والغثيان والقيء.
لا تتوفر لقاحات ضد مسببات التهاب الحلق، لكن الطريقة الأفضل للوقاية من التهاب الحلق هي تجنب الجراثيم المسببة له وممارسة عادات النظافة السليمة.
ويجب الحرص على غسل اليدين جيدا وبكثرة لمدة لا تقل عن 20 ثانية، وبخاصة بعد استخدام المرحاض، وقبل الأكل وبعده، وبعد العطس أو السعال، وتجنب لمس الوجه، وتجنب لمس العينين أو الأنف أو الفم قدر الإمكان.
وينبغي أيضا تجنب مشاركة أكواب أو أواني الطعام والشراب، والحرص على السعال أو العطس في منديل وتخلص منه على الفور، ثم غسل اليدين، وعند الضرورة، يمكن العطس في أحد المرفقين، واستخدام مطهر كحولي بديلا لغسل اليدين في حال عدم توفر الماء والصابون.
ومن الضروري أيضا الحرص على تنظيف وتطهير الهواتف ومقابض الأبواب ومفاتيح الإضاءة وأجهزة التحكم عن بُعد ولوحات مفاتيح الحواسيب، وعند السفر يجب تنظيف الهواتف ومفاتيح الإضاءة وأجهزة التحكم عن بُعد الموجودة في غرفة الفندق، وتجنب مخالطة المرضى أو من تظهر عليهم أعراض مرضية.
وفي النهاية لا يعد التهاب الحلق، حتى ولو كان بسبب إصابة بكتيرية، سببا حتميا لوصف المضادات الحيوية، لكن إذا كان من المؤكد أن العقديات هي السبب في الالتهاب، فيمكن للطبيب وصف المضاد الحيوي المناسب.
وفي الغالب تختفي الأعراض في اليوم الثالث من الإصابة على أقصى تقدير، وهنا يوصى بالبرنامج الزمني الذي يحدده الطبيب حتى يتم الشفاء بشكل كامل من المرض وعدم تفاقمه مرة أخرى.