أستاذ بجامعة الأزهر: قبول المخالفين في الدين من مبادئ الإسلام الأساسية
أكد الدكتور ربيع الغفير، الأستاذ بجامعة الأزهر، أن التعايش مع الآخر وفكرة قبول المخالفين في الدين أو الفكر تعد من المبادئ الأساسية التي دعا إليها الإسلام، وأنها ليست مجرد ضرورة اجتماعية بل هي مبدأ ديني يتجسد في الاحترام المتبادل والتفاهم بين البشر.
وأضاف الأستاذ بجامعة الأزهر، خلال حلقة برنامج «مع الناس»، المذاع على قناة «الناس»، اليوم الثلاثاء، أن الإسلام يضع أساسًا عميقًا للتعايش السلمي بين البشر، حيث يكرم الإنسان ويمنحه مكانة عظيمة، إذ يقول الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: «ولقد كرمنا بني آدم»، موضحا أن الإسلام لا يفرق بين البشر بناءً على الدين أو المذهب، بل يرى أن الجميع مشمولون بمكارم الأخلاق والتعامل الحسن.
وأشار إلى أن سيدنا علي بن أبي طالب قال مقولة عظيمة حول التعايش: «الناس إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الإنسانية»، وهو ما يعكس كيف أن الإسلام دعا إلى نظرة شاملة لكل البشر دون النظر إلى اختلافاتهم الدينية أو الفكرية، لافتا إلى أن هذه القيم العظيمة كانت أساساً لنهج النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع الناس جميعًا، كما في حادثة قيامه احترامًا لجنازة يهودي، حيث قال الصحابة مستغربين، «يا رسول الله إنها جنازة يهودي!»، فأجاب النبي صلى الله عليه وسلم قائلاً: «أليست نفسًا؟».
وأوضح: «وصايا أبو بكر الصديق كانت واضحة جدًا في تحريمه قتل الأطفال والشيوخ والنساء العزل، وكذلك منع تدمير الموارد والممتلكات في أوقات الحرب، وهي مبادئ حقوقية وإنسانية تتجاوز في قيمتها حقوق الإنسان الحديثة».
وأكد «الغفير» أن هذه القيم الإسلامية ليست مجرد تعاليم دينية بل هي موجهات حضارية تعزز من احترام حقوق الآخر بغض النظر عن اختلافاته، موضحًا أن الإسلام يعلي من قيمة الإنسان في جميع الظروف ويحرص على تعامله مع الآخرين بمنتهى الاحترام والتقدير. ودعا إلى نشر هذه الثقافة بين الناس لترسيخ مبدأ التعايش السلمي ونبذ أي شكل من أشكال العنف أو التمييز.