أستاذ طب نفسي: تصرفات الوالدين بعد الطلاق تتسبب في انحراف الأبناء
أكد الدكتور هشام رامي، أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس، أن انفصال الزوجين له تأثير نفسي كبير على الأطفال، ويجب التعامل مع هذه الحالة بحذر لتقليل تأثيراتها على نموهم النفسي والعقلي.
وأوضح «رامي»، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية سالي سالم، ببرنامج «حواء»، المذاع على قناة «الناس»، أن الضغط النفسي الذي يعاني منه الأطفال نتيجة انفصال والديهم يختلف وفقًا لمرحلة الطفولة، لكن بشكل عام كلما تقدم الأطفال في العمر، كلما زادت حدة التأثيرات النفسية عليهم.
وأشار إلى أنه يجب على الوالدين محاولة تقليل هذا الضغط من خلال بعض التصرفات المدروسة، مضيفا: «من أهم الخطوات التي يجب أن يتبعها الأبوان هي التأكيد للأطفال أنه ليس لديهم علاقة بما حدث، وأنهم غير ملامين على انفصال الوالدين، كثير من الأطفال يظنون أن انفصال والديهم نتيجة لخطأ ارتكبوه، لذلك من الضروري أن نوضح لهم ذلك باستمرار».
وشدد على أن الأطفال يتسمون بطبيعة التفكير الذاتي، وهو ما يخلق لديهم مشاعر اللوم تجاه أنفسهم، ويجب التواصل مع الأطفال باستمرار ومن عدة أطراف، ولا يكفي أن تُقال الرسالة مرة واحدة، بل يجب تكرارها وتوضيحها بطرق مختلفة لضمان وصولها.
وأكد ضرورة الحفاظ على مشاعر الأطفال وعدم تعريضهم للخلافات المباشرة بين الوالدين، مشددا على أن الأطفال يتأثرون بشكل مباشر بما يرونه من مشاعر مثل الغضب أو التوتر أو الحزن، ومن المهم عدم تعريض الأطفال للمشاحنات لأنهم يشعرون بما نمر به من مشاعر سلبية، وبالتالي يؤثر ذلك على حالتهم النفسية.
وأكد أن التناقض بين الآراء والقرارات التي يتخذها الأبوان أمام الطفل له تأثير سلبي كبير على نموه العقلي والنفسي، فإذا كانت الأم تقول شيئًا والأب يقول آخر، يتسبب ذلك في إحباط الطفل وتشتت أفكاره، وقد يصل الأمر إلى عدم قدرة الطفل على التفكير بشكل سليم.
وعن تأثير انفصال الوالدين على سلوكيات الأطفال والمراهقين، أشار إلى أن بعض الأطفال قد يظهر لديهم سلوكيات عدوانية أو مشاعر غضب تجاه المجتمع أو حتى تجاه أنفسهم، مضيفا أن الغضب الناتج عن انفصال الوالدين يمكن أن يؤدي إلى سلوكيات مدمرة مثل إيذاء الذات أو تعاطي المخدرات، وفي بعض الحالات قد يبحث الأطفال عن الأمان خارج الأسرة ما يجعلهم عرضة للاستغلال من قبل الآخرين.
وأشار إلى أن الأطفال الذين نشأوا في بيئة مليئة بالغضب والقلق قد يكونون نظرة سلبية تجاه العلاقات الزوجية، ما يؤثر على رؤيتهم للعلاقات المستقبلية سواء كان ذلك في مرحلة المراهقة أو في المستقبل.