الأرض تتهيأ لظهور المخلص
العالم في مرمى نيران بابا فانجا.. تنبؤات مخيفة للجدة العمياء في 2025 تثير رعب المجتمع الدولي
في تقرير نشرته مجلة "بيزنس توداي" مؤخرًا، تم تسليط الضوء على نبوءة مثيرة تُنسب لعرافة بلغارية عمياء تدعى " بابا فانجا" حول الأحداث المتوقعة في عام 2025 والتي جاءت بعنوان "نبوءة العرافة لبدايات 2025: عندما تسقط سوريا يحترق العالم"، تناول مخططات قديمة يتم تنفيذها بدقة لتحقيق هدف واضح: إقامة "إسرائيل الكبرى" وتهيئة الأرض لظهور "المخلص" في العقيدة اليهودية.
وفقًا لما ورد في النبوءة، فإن سقوط سوريا سيكون الشرارة التي تُشعل صراعًا عالميًا بين الشرق والغرب، وتضيف النبوءة: "في الربيع، سيشتعل الصراع في الشرق، مما يؤدي إلى حرب تُدمّر الغرب وستسقط سوريا عند أقدام المنتصر"، ما يثير تساؤلات حول المنتصر الحقيقي في هذا السيناريو.
ظاهريًا، يبدو أن الشعب السوري وتنظيمات مثل "هيئة تحرير الشام" هم المنتصرون على نظام بشار الأسد ولكن الحقيقة أكثر تعقيدًا، إذ أن المنتصر الحقيقي هو إسرائيل، مدعومة بقوى عالمية تسعى لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط وفقًا لرؤى قديمة وخطط معدة سلفًا.
النبوءة التوراتية وتطبيقاتها
بالعودة إلى التوراة، نجد نبوءة النبي إشعياء التي تربط خراب دمشق بزوال حكمها في نهاية الزمان، هذه النبوءة، بحسب تفسير الصهاينة، تُعد جزءًا من مشروعهم لتحقيق رؤيتهم النهائية، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أشار بوضوح إلى هذه النبوءة قائلًا: "لن تسمعوا بعد الآن عن الخراب في أرضكم... سنقاتل معًا وسننتصر نحن أبناء النور وهم أبناء الظلام"، وفي نظر نتنياهو، يُصوّر الإسرائيليون أنفسهم كقوى النور، بينما يُصنَّف العرب والمسلمون كقوى الظلام.
النبوءة التوراتية المذكورة تنص على: "ها هي دمشق تنقرض من بين المدن وتصبح كومة أنقاض تهجر مدن عروعية، وتصبح مراعي للقطعان... المدينة المحصنة تزول والملك من دمشق".
كما تُشير نبوءة أخرى في الإصحاح 11 إلى أن الرب سيجمع اليهود من الشتات ويعيدهم إلى أرض إسرائيل، حيث "يُنصب راية الأمم، ويغزون أبناء المشرق ويستولون على أراضٍ شاسعة".
الخطر الكامن في النبوءات
الصهاينة لا يرون هذه النبوءات كمجرد نصوص دينية، بل كأهداف استراتيجية يسعون إلى تحقيقها حرفيًا، التاريخ مليء بالأمثلة على محاولاتهم المستمرة لتهيئة الظروف لتلك النبوءات، بدءًا من إنشاء دولة إسرائيل، وصولًا إلى التدخلات الجيوسياسية المستمرة في الشرق الأوسط، لديهم قناعة بأنهم مدعومون إلهيًا، وأن ظهور "المخلص" سيُعيد لهم حقوقهم ويُعزز هيمنتهم على العالم.
ما يجري في سوريا اليوم ليس مجرد نزاع داخلي، بل هو جزء من مخطط أوسع يُنفذ بدقة لتحقيق هذه الرؤى التوراتية، ما يجعل مستقبل المنطقة والعالم أمام تحديات كبرى.
ونشرت وكالة "الأسوشيتد برس" تقريرًا بعنوان: "إسقاط الأسد يغيّر وجه الشرق الأوسط بعد عام من الفوضى" التقرير يشير إلى أن الأحداث الجارية في سوريا ليست عشوائية، بل جزء من تحركات مُخططة، بينما الحرب التي تدور في غزة منذ أكثر من عام، والانهيار المفاجئ لنظام الأسد خلال أسبوعين فقط، وانسحاب إيران وحزب الله بالكامل من سوريا، يثير تساؤلات حول هذا التوقيت الحساس، خاصة قبل تنصيب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة وإعلانه عن صفقات كبرى ستغير العالم لصالح أمريكا.
وتتزايد الشكوك حول الدور الأمريكي والإسرائيلي في إعادة تشكيل المنطقة، وهناك تقارير مثل الخبر المنشور بعنوان: "من خلف الستار: ترامب وإيلون ماسك يقودان الثورة الكبرى"، تسلط الضوء على صفقات سرية يُعتقد أنها تمهد الطريق لتحولات جيوسياسية واسعة، وخلال مؤتمر صحفي يوم 12 ديسمبر، صرح ترامب بأن "الجغرافيا السياسية العالمية ستخضع لإعادة تدشين سريعة، خاصة في الشرق الأوسط"، كما أشار إلى وجود "رأي بديل" لحل الدولتين بين فلسطين وإسرائيل، يقوم على تكبيل يد إيران في محيط إسرائيل وخلق مساحات جديدة لنقل الفلسطينيين، في إشارة إلى خطة التهجير المرتبطة بتعديل
"صفقة القرن"
هذا التحرك يتزامن مع ما وصفه البعض بـ"الربيع العربي الثاني"، وهو مصطلح يعكس تغييرات جذرية في المنطقة لتحقيق أهداف استراتيجية تخدم إسرائيل وأمريكا، وعند سؤاله عن احتمالية وقوع حرب بين أمريكا وإيران، وصف ترامب الفكرة بأنها "ممتعة"، معتبرًا أن حل الصراع في الشرق الأوسط أسهل من أزمات عالمية أخرى.
الصفقات الخفية
العلاقة بين إيران وأمريكا وإسرائيل تبقى غامضة ومعقدة، خاصة مع وجود طرف غير مباشر مثل روسيا، وهناك مؤشرات على صفقات سرية بين بوتين وترامب، خاصة بشأن سوريا وأوكرانيا، وصحيفة "نيويورك تايمز" نشرت في 14 نوفمبر 2024 تقريرًا عن اجتماع سري جرى بين ممثل إيراني وإيلون ماسك – الذي يُعتبر اليد اليمنى لترامب – في الأمم المتحدة، وطلبت إيران خلال الاجتماع إعفاءات من العقوبات الأمريكية مقابل تقديم تنازلات غير معلنة، ما يمهد لتحالفات جديدة تهدف إلى إعادة توزيع النفوذ في المنطقة.
هذا المشهد يوضح حجم الخيانات والتحركات غير المعلنة التي تُعيد تشكيل الشرق الأوسط، الأطراف الكبرى تُدير اللعبة من خلف الستار، بينما تتحمل شعوب المنطقة العواقب.
سنُثبت بالأدلة أن ما يحدث الآن ليس مجرد أحداث عشوائية، بل هو جزء من مؤامرة كبرى تُحاك في الشرق الأوسط، مؤامرة قد تكون علامة على تغيير هائل قريب. الأوضاع في سوريا والشام تشهد تحولات غير عادية، تُشير إلى سيناريوهات مُثيرة للجدل.
التناقض الأمريكي المثير للشبهة
كيف يمكن لأمريكا، التي تزعم محاربة الإرهاب، أن تُجري لقاءً صحفيًا مع الجولاني، الذي كان يومًا على قوائم الإرهاب الأمريكية كعضو منشق عن تنظيم القاعدة؟ الأكثر إثارة هو أن واشنطن أعلنت أنها تدرس رفع "هيئة تحرير الشام" من قوائم الإرهاب، هنا يبرز سؤال: ما هو المقابل؟ وهل من الممكن أن توافق إسرائيل على قيام دولة قوية في المنطقة؟ الإجابة واضحة، فقيام مثل هذه الدولة يُهدد توازن القوى الذي عملت إسرائيل على ترسيخه لعقود، إذن، ما الذي يدور خلف الكواليس؟ ولماذا الآن، وسط تسارع الأحداث بشكل لافت؟
فساد الأنظمة وتلاعب القوى الدولية
لا يمكن إنكار أن الأنظمة الحاكمة في سوريا حملت الكثير من الفساد، لكن ذلك لا يعني بالضرورة أن بدائلها أفضل، ما يحدث اليوم يُذكرنا بتحالفات أمريكا مع تنظيم القاعدة في أحداث 11 سبتمبر، التي كانت ذريعة لغزو العراق وأفغانستان، السيناريو يبدو مُعادًا ولكن بأسلوب أكثر تطورًا وخطورة هذه المرة.
التنبؤات المثيرة والواقع المؤلم
في فيديو انتشر مؤخرًا، تحدثت العرافة ليلى عبد اللطيف بتفاصيل دقيقة عن أحداث وقعت لاحقًا في سوريا، تحدثت عن انسحاب إيراني مفاجئ من مواقع عسكرية، وعن حالة فوضى وانقلابات عسكرية في دول عربية، وصولًا إلى قرب عودة اللاجئين السوريين من دول مثل تركيا وأوروبا ولبنان هذه التوقعات تثير الدهشة لتطابقها الغريب مع الواقع.
إسرائيل، من جانبها، استغلت الوضع لتُحقق مكاسب استراتيجية كبرى فقد دمرت مواقع الجيش السوري وأزالتها من على الخريطة، بينما صرح نتنياهو بأن إسرائيل لن تسمح بوجود أي قوة معادية على حدودها، وفي يومين فقط، حققت إسرائيل ما لم تستطع تحقيقه في نصف قرن، حتى أن الإعلام الإسرائيلي تفاخر بأن الطيران الإسرائيلي يحلق بحرية فوق الأراضي السورية.
مخططات أبعد من سوريا
التنبؤات تشير إلى أن ثلاث دول عربية قد تخرج عن دائرة السلطة خلال 2024-2025، مما يُشير إلى مخطط غربي مُحكم، يتماشى مع نبوءة الربيع العربي الثاني، والمؤشرات تُلمح إلى محاولات تهجير جديدة في غزة، وارتفاع حالة التأهب في المناطق الحدودية بين مصر والأردن، مما يُعزز فرضية أن هناك حدثًا كبيرًا يلوح في الأفق.
أجندة مرسومة بإحكام
الشرق الأوسط الآن يبدو وكأنه ملعب للقوى العظمى، حيث تُنفذ أجندة "الشرق الأوسط الجديد" بحذافيرها، وسوريا ولبنان، كجزء من بلاد الشام، تتعرضان لضغوط غير مسبوقة، الهدف ليس فقط السيطرة السياسية، بل هو أيضًا تحقيق طموحات عقائدية بالنسبة لإسرائيل، مدعومة بحرب اقتصادية وسياسية في وقت يعاني فيه العرب من ضعف داخلي كبير.
دروس الماضي تُعيد نفسها
ما يحدث اليوم يعيد للأذهان سيناريوهات مشابهة، مثلما حدث في العراق قبل الإطاحة بصدام حسين، حيث تم إنهاك العراق بحروب مع إيران والكويت، وفرض حظر اقتصادي مدمر في سوريا، الحرب التي استمرت لأكثر من 14 عامًا دمرت الاقتصاد، مما جعل العملة السورية بلا قيمة، ودفع الشعب إلى الفقر بعد أن كان يتمتع بالاكتفاء الذاتي، لبنان كذلك لم يكن بمنأى عن هذه التداعيات، إذ فرض حزب الله سيطرته بعد اغتيال رفيق الحريري عام 2005، وسط تدخلات إيرانية وسورية.
الصورة الكبرى
الحقيقة أن القوى العظمى تُعيد تشكيل المشهد في الشرق الأوسط وفقًا لمصالحها، وما نشهده الآن ليس سوى خطوات ضمن خطة طويلة الأمد تهدف إلى تقسيم المنطقة وتغيير خريطتها الجيوسياسية، والعرب، للأسف، لا يملكون الأدوات لتغيير هذه الأجندة، التي تتجاوز كونها صراعًا سياسيًا لتصل إلى كونها صراعًا عقائديًا واقتصاديًا على حد سواء.
المشهد الحالي هو تنفيذ دقيق لرؤية "إسرائيل الكبرى"، حيث تعمل تل أبيب على إزالة كل العوائق أمام بسط نفوذها الإقليمي، مدعومة بصمت دولي وتفكك عربي غير مسبوق.
الأحداث المتسارعة في سوريا مؤخرًا ترتبط ارتباطًا وثيقًا بتغيرات كبرى على الساحة الدولية، لا سيما بعد تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، عندما حاول الناتو وأمريكا الضغط على روسيا، ردت موسكو بصاروخ "أوريشنيك" وتكتيكات حاسمة، ما أدى إلى تغيير قواعد اللعبة، والمفاجأة جاءت حين أعلن الكرملين قبل أيام من سقوط نظام بشار الأسد أنه لن يدعم الجيش السوري، رغم وجود 114 موقعًا عسكريًا روسيًا في سوريا.
الأمر الأكثر إثارة هو أن إيران، التي تمتلك 529 موقعًا عسكريًا هناك، لم تحرك ساكنًا، بل طالبت بالانسحاب السلمي لقواتها، هذا التحول السريع يُثير تساؤلات عن اتفاقات سرية قد تكون جرت مع الإدارة الأمريكية السابقة، حيث يبدو أن روسيا فتحت المجال أمام إسرائيل للتدخل في سوريا، مع الاحتفاظ بمواقعها الاستراتيجية مقابل تحقيق مكاسب أخرى، ربما تتعلق بأوكرانيا.
الدليل على هذه الصفقة غير المعلنة هو إعلان الكرملين عن اتفاق مع الميليشيات السورية لحماية القواعد الروسية في طرطوس وغيرها، التاريخ يعلمنا أن القوى العظمى لا تتخلى عن الدول الضعيفة إلا إذا كانت تسعى لاستغلالها أو إعادة تشكيلها بما يخدم مصالحها، وما يجري اليوم يُعيد إلى الأذهان مخططات سايكس بيكو ومشروع تقسيم سوريا.