بحضور نجوم عالميين.. سينما متروبوليس تعود بعرس ثقافي لبيروت التي تلملم جراحها
غداة الحرب المدمرة التي عصفت بالبلاد، وألقت بظلالها على المشهد الثقافي المحلي، افتُتحت مساء الأمس سينما متروبوليس مبناها الجديد في منطقة مار مخايل – الأشرفية (بيروت).
أكثر من ألف محب للسينما حضروا لاكتشاف المبنى الجديد الذي يعيد مكانة بيروت الثقافية والسينمائية، مكان حاضن وجامع لعشاق الفن السابع. في الافتتاح، كان نجوم عالميون على الموعد للتضامن مع عودة المدينة إلى حركتها التي افتقدتها مع أزمة 2019، ومنها انفجار 2020، وآخرها الحرب الإسرائيلية الدامية على لبنان.
الممثلة العالمية كيت بلانشيت كانت لها كلمة دعم لهذه الصالة ولأهمية وجودها، وتمنت أن تكون موجودة بين الحضور لولا الأوضاع الراهنة، كما تمنى المخرج الفرنسي جاك أوديار كل التوفيق لمتروبوليس، هذه الصالة التي قام بزيارتها بعيدها العاشر. أما المخرجة اللبنانية نادين لبكي، فقد عبّرت بكلمتها الداعمة عن أهمية عودة متروبوليس في ظل الظروف الراهنة، وقالت: "هذا برهان بأن لبنان لا يفقد روحه، وهذه الصالة بالنسبة لي ليست فقط صالة أفلام، ولكن ملجأ لكثير من الأحلام والتطلعات والكثير من الأفكار. فكم جميلُ أنه بالرغم من كل شيء، هناك أناس عندهم الجرأة بأن يزرعوا فنًا وجمالًا وثقافة". كما شكرت لبكي كل من عمل لتحقيق هذا الحلم، وتمنت أن يستطيع محبو السينما دائمًا أن يحتفلوا بسينما وفن حقيقي في هذا المكان، وأن يتشارك الجميع الأفكار لبناء خطط للبنان أجمل.
برنامج الافتتاح تضمن عرض أربعة أفلام قصيرة صامتة ترافقها موسيقى حية للفنان أنطوني صهيون. الأفلام مؤلفة من لقطات أرشيفية من لبنان ومصر وفلسطين، من تجميع وإخراج المخرجين اللبنانيين: رانيا إسطفان، فارتان أفاكيان، سينتيا زافين، رنا عيد، وجوانا حاجي توما.
كلمة جمعية متروبوليس
بصفتها جمعية ثقافية غير ربحية، تؤكد سينما متروبوليس مرة أخرى دورها المحوري في المشهدية الثقافية النابضة بالحياة في بيروت، وتدعو الجمهور إلى تذوق حرفة صناعة الأفلام. إذ تعتبر هذه العودة فصلًا جديدًا من مسيرة متروبوليس لتكون مساحة مشتركة تجمع أبناء المجتمع من جميع الخلفيات بهدف تبادل الخبرات والانخراط في المناقشات وإعادة اكتشاف جمال السينما.
نبذة عن سينما متروبوليس
تأسست جمعية متروبوليس للسينما الفنية في العام 2006، وهي منظمة غير ربحية مكرسة للترويج للسينما المستقلة في لبنان ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. على مرّ السنين، قدمت سينما متروبوليس مجموعة متنوعة وديناميكية من البرامج، من كلاسيكيات السينما العالمية والأفلام المستوحاة من الماضي وصولًا إلى الأفلام الطليعية والسينما الدولية المعاصرة. وانطلاقًا من التزامها الثابت بالتعليم السينمائي، تستضيف الجمعية دورات تدريبية موجهة إلى صانعي الأفلام الناشئين وبرامج مخصصة لجمهور الشباب بالشراكة مع مدارس في جميع أنحاء البلاد.