الداعية عمرو مهران: التغافل مفتاح الاستقرار الأسري وبناء علاقات صحية
أكد الداعية الإسلامي عمرو مهران، أن التغافل يُعد من الركائز الأساسية لبناء علاقات أسرية مستقرة، مشيرًا إلى أن التغافل يُمثل «نصف الخُلق»، وأنه ليس مجرد مهارة، بل هو جزء من الأخلاق التي ينبغي التحلي بها في الحياة اليومية.
وأوضح مهران في برنامج «مع الناس» المذاع على قناة «الناس»، أن التغافل لا يعني الضعف أو التنازل، بل هو مهارة عظيمة تعزز الراحة النفسية وتمنح الإنسان القدرة على التعايش بسلام مع من حوله.
وأضاف: «يجب أن نتعلم كيف نتغاضى عن الأمور الصغيرة التي لا تستحق الانزعاج، لأن البشر ليسوا معصومين من الخطأ، ولا يمكن لأحد أن يكون مثاليًا طوال الوقت»، مشيرا إلى أن هذه المهارة تتيح العيش براحة أكبر، كما تُساعد على تقوية الروابط الأسرية والاجتماعية.
لفت إلى أن التغافل يُجسد خُلقًا من أخلاق الله عز وجل، الذي يعفو ويتجاوز عن أخطاء عباده، واستشهد بتعاليم النبي محمد ﷺ، الذي حث على التحلي بأخلاق الله في العفو والتسامح.
وأوضح أن العلاقات الأسرية تزداد قوة واستقرارًا عندما يُغفر للأبناء أخطاؤهم، أو تتجاوز الزوجة عن زلات زوجها، أو يتغافل الزوج عن هفوات زوجته، ما يعزز الحب والطمأنينة داخل الأسرة.
أكد «مهران»، أن التغافل المتبادل بين الزوجين يعزز من احترام كل طرف للآخر، فالزوجة التي ترى زوجها يتغاضى عن هفواتها ستقدره أكثر، وكذلك الزوج الذي يشعر بتسامح زوجته سيحرص على الحفاظ على هذه العلاقة المتينة.
وأضاف أن الأبناء الذين يشهدون هذا السلوك بين والديهم يشعرون بالأمان، ما يجعلهم أكثر استقرارًا نفسيًا، موضحًا أن هذا الخُلق لا يقتصر على العلاقة بين الزوجين فقط، بل يمتد ليشمل جميع أفراد الأسرة، ما يُسهم في بناء علاقة عائلية قائمة على المودة والتفاهم.