«سُعار» ترامب يصل ذروته| إمبراطور الهمجية يهدد بإغراق الشرق الأوسط في «الجحيم»
أثارت تهديدات الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، جدلًا واسعًا وقلقًا ومخاوف بين الخبراء والمحللين السياسيين، فالبعض يرى أن تصريحات ترامب بتهديد تحويل الشرق الأوسط لجحيم انقلب فيها الرئيس الأمريكي على تصريحاته السابقة بإنهائه للحروب في العالم.
كما يرى آخرون أن تصريحات دونالد ترامب لم تأت بجديد، حيث يستخدم ترامب دائمًا طريقته في التهديد والوعيد لتحقيق أهدافه ومصالحه، فيما تساءل البعض عما يمكن أن يفعله ترامب في المنطقة، التي شهدت تصاعد القتال والعنف، وشهدت غزة جرائم إبادة جماعية يصعب تخيلها، وهنا أشار آخرون إلى أن ترامب ليس أمامه إلا الضرب بالنووي، لأن كل الأسلحة استخدمها الاحتلال الإسرائيلي للعبث بالمنطقة.
لم يكن تصريح الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بالأمر العادي، حيث هدد منطقة الشرق الأوسط في تدوينة له على منصته " Truth" بمواقع التواصل الاجتماعي، حيث قال: "إذا لم يطلق سراح الرهائن في غزة قبل 20 الشهر المقبل فسيكون هناك جحيم يدفع ثمنه في الشرق الأوسط، سيتم ضرب المسؤولين عن هذه الجرائم بشكل أقوى من أي ضربة شهدها التاريخ الطويل والمجيد للولايات المتحدة".
وأضاف ترامب "الجميع يتحدث عن الرهائن بوحشية وبشكل غير إنساني، وبما يتعارض مع إرادة العالم ولكنها مجرد أحاديث دون أفعال".
برغم أن تصريح ترامب أشعل العالم وخاصة منطقة الشرق الأوسط، لكن الصحيفة العبرية "يديعوت أحرونوت" العبرية، كان لها رأي آخر، حيث ذكرت أن "التهديد الشديد الذي أطلقه ترامب يهدف لتسريع المفاوضات الجارية خلف الكواليس لإتمام صفقة تبادل أسرى"، مشيرة إلى أن ترامب يرغب في بدء فترته الرئاسية دون الحاجة إلى التدخل أو اتخاذ قرارات بشأن قضايا الحرب في الشرق الأوسط عامةً، وفي غزة خاصةً.
وذكرت الصحيفة العبرية أن “أيديولوجية ترامب تتمثل في التحرر من الحروب حول العالم، لكي يتمكن من التركيز على تغيير الولايات المتحدة بما يتماشى مع رؤيته ورغبات ناخبيه”.
أما خبراء السياسة فكان لهم رأي آخر، حيث قال السياسي الفلسطيني الدكتور فايز أبو شمالة عن تصريحات ترامب: "كل ما قام به بايدن من قتل ونسف وقصف وتهجير وتجويع ضد أهل غزة لم يعجب ترامب، فراح يهدد بصب المزيد من الجحيم فوق رأس أهالي قطاع غزة إن لم يطلق سراح الأسرى الإسرائيليين.. تعال يا ترامب بقنابلك النووية، والق بها فوق رأس أهل غزة، ليموتوا جميعهم، ولكن لن يتحرر الأسرى الإسرائيليون، فهم سيموتون مع أهل غزة!".
وتابع أبو شمالة قائلًا: "الرئيس الأمريكي ترامب تناول الليلة الماضية طعام العشاء مع سارة زوجة نتنياهو! العلاقة بين أمريكا وإسرائيل لا تشبه العلاقة بين الدول، العلاقة بين الطرفين تقوم على العقيدة الواحدة، والاستراتيجية الواحدة، والمصير الواحد، والعلاقة بين الطرفين علاقة محبة وصداقة، علاقة نسب وقرابة ومودة وتناغم وتفاهم وانسجام. ويا ويل من يظن أن الرئيس الأمريكي قادر على الخروج من تحت عباءة الصهاينة!".
أما المحلل الاستراتيجي اللواء فايز الدويري فقال عن تهديد ترامب: "ترامب، الرئيس القادم، وريث رعاة البقر، في الغرب الأمريكي، متعهد حفلات المصارعة، يهدد الشرق الأوسط بجحيم غير مسبوق إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل عشرين من الشهر القادم، المتهم بالعديد من القضايا يحدد قانونيتها القضاء الأمريكي قبل دخوله البيت الأبيض يزاود على سلفه الصهيوني، وكلاهما لا يعترف بما ارتكبه الكيان من جرائم حرب خلال 415 يوما من العدوان على غزة، ولم يسمع بأنه تم تهجير أكثر من 80%من سكان القطاع، وقتل وجرح أكثر من 10% من سكانه أيضًا، لكنه قلق فقط على 101 من الرهائن، زعامات تتناسب مع فترة انحطاط تمر بها البشرية".
وعلق المحلل السياسي الفلسطيني ياسر الزعاترة على تهديدات ترامب للشرق الأوسط فقال: "ترامب في ذورة السُّعار...! قال في التصريح إنه إذا لم يُطلق سراح أسرى "الكيان" حتى 20 يناير (موعد استلام سلطاته)، فسيكون هناك جحيم يدفع ثمنه الشرق الأوسط."
وتابع ياسر الزعاترة قائلًا: "فليذهب و"كيانه" الحبيب إلى الجحيم، هذا الكائن يظنّ أن الأمريكان قد انتخبوه "ربًّا" للكون، وليس رئيس اضطراري نصفهم الخائف من التهميش بسبب تصاعد نفوذ الأقليات؛ يبدو أنه نسي أن الصفقة التي أطلقها في ولايته السابقة قد انتهت إلى لا شيء، وأنه هو من اتخذ قرار الانسحاب من أفغانستان، فرارًا من النزيف."
وقال الزعاترة عن تصريحات ترامب: "لهذه الأمّة تراثها العريق في مقاومة الغزاة والمستعمرين، ولن تخضع له بحال. شعاره بإعادة أمريكا عظيمة من جديد سينتهي إلى البوار، وسيدفعها نحو مزيد من التراجع. والأيام بيننا."
أما السياسي والمحلل الفلسطيني مصطفى البرغوثي، فقال عن تصريحات ترامب: "ربما يريد أن يرسل الجيش الأمريكي ليحارب في غزة، وهناك بعض الضباط والجنود الأمريكيين جاءوا إلى غزة بالفعل، وجيش الاحتلال موجود في غزة، لا أدري ما الذي يقصده! لكن جزء مهم من طريقة ترامب في الحكم والعمل هي الترهيب والتخويف، فهو يريد استخدام هذا السلاح، أو أن يظهر بدور المناصر الأكبر لإسرائيل بمثل هذه التصريحات".
وقال البرغوثي: "ترامب عندما يجلس في البيت الأبيض سيصطدم بالوقائع الحقيقية للسياسة والموضوعية لكل الأمور، ففي تصريحه تنكر ترامب لأربعة أشياء، فعلى الأقل هناك 16 ألف فلسطيني لم يذكرهم بكلمة، وتنكر لحقيقة الذي يعيق الحصول على الأسرى الإسرائيليين والإفراج عنهم هو نتنياهو نفسه وحكومته المتطرفة، وتنكر لحقيقة أن أكثر من 2 مليون فلسطيني مأخوذين رهائن بجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل الآن، وتنكر لحقيقة أن نتنياهو شخصيًّا هو المسئول عن مقتل كل هؤلاء الأسرى الإسرائيليين، وهو المسئول عن حياتهم برفضه لصفقة وقف إطلاق النار".
ورد الناشط الفلسطيني واستشاري الإعلام الرقمي خالد صافي، علي تصريحات ترامب بشأن الشرق الأوسط قائلًا: “ردًا على التهديد الذي نشره دونالد ترامب على منصته Truth.. أبو إيفانكا.. نحن في غزة قد عرفنا كل أنواع العنف والطغيان التي دعمتها دولتك وحكوماتها المتعاقبة، كنا شهود على أسلحتكم الذكية والغبية، المحرمة دوليًا والمجازة بمحاباة سياسية، جرّبتم كل شيء علينا، من حصار وتجويع وإجلاء ونزوح إلى الصواريخ والدبابات والطائرات والمسيّرات، ووقفتم مع الاحتلال في مجلس الأمن، وفرتم له الغطاء الدولي والحصانة ضد قرارات محكمة العدل الدولية والجنائية الدولية، وصفقتم للقاتل في الكونجرس أكثر من خمسين مرة”.
وتابع خالد صافي رده على تصريحات ترامب: "أخبرنا: ما الذي تخيفنا به؟ عشنا لعام وزيادة بلا كهرباء.. بلا ماء صالح للشرب.. بلا دواء، وبلا طعام ولا هواء نظيف، بلا أي منطق للعيش والبقاء ساعة من نهار، ومع ذلك بقينا متجذرين في أرضنا.. لم تكسرنا المجازر ولا الإبادة ولا الحصار، صحيح أنها آلمتنا وأوجعتنا كما أخبرنا ربنا "لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذَىً" لكنها لم تكسرنا، فما الذي سيضيفه تهديدك إلى قاموس الموت الذي أصبحنا نحفظه عن ظهر قلب؟"
وقال صافي "نحن شعب جُبِلَ على الصمود، ومهما فعلت، ستظل غزة وأهلها شوكة في حلق الطغيان. يا من تسعى للعودة إلى البيت الأبيض بأوهام القوة والانتقام، نقولها بصوتنا الحر: نحن هنا، باقون، صامدون. لا نخاف وعيدك، ولا نهاب قدومك. غزة لا تركع إلا لله، وستظل حرة وستبقى مقاومتها حتى تحرير مقدساتنا.."
أما الكاتب والباحث اللبناني الدكتور فهد حجازي فعلق على تصريحات ترامب، فقال: "إمبراطور الهمجية القادم يهدد العرب بالويل والثبور! هل بقي من الهمجية شيء لم يستعمله الكيان الهمجي ضد غزة؟ يبقى السلاح النووي، الذي سبق لإمبراطورية الهمج أن استعملته في هيروشيما وناجازاكي. لعل هذا ما يهدد به ترامب!".
وقال الكاتب والمحلل السياسي إيهاب قطامش: "ترامب يأخذ الخطوة الثانية لتهدئة الحرب فى الشرق الاوسط.. ترامب يعين اللبناني" مسعد بولس" كبير مستشاري البيت الأبيض لشئون الشرق الاوسط ومبعوث ترامب فى المنطقة العربية والشرق أوسطية.. مسعد بولس صهر ترامب.. ابنه متزوج بنت ترامب يعنى عيلة فى بعضها، وهذا ملياردير لبناني أقنع العرب بالتصويت لترامب مقابل وقف حروب الشرق الأوسط، وقال عنه ترامب إنه رجل سلام من الطراز الرفيع ومهندس الصفقات السياسية ورجل المهام الصعبة؛ وسيكون المسئول عن إنهاء حروب الشرق الأوسط.. نقطة ومن أول السطر".
وتابع إيهاب قطامش: "مسعد بولس فى أول تصريح له بعد تعيينه مبعوث الشرق الأوسط وكبير مستشاري البيت الأبيض لشئون المنطقة العربية؛ قال إننا سننهى حرب لبنان وغزة بسرعة وسنعيد غزة ولبنان مزدهرتين مرة أخرى.. بالتالى نرجع لتصريح ترامب أمس، الذى قاله فى التهديد بإشعال الشرق الأوسط لحل أزمة الرهائن، والذى أخاف الكل منه..".
أوضح قطامش عن تصريح ترامب "100 % تصريح سياسى ومناورة سياسية من ترامب، لتحقيق أغراض وأهداف معينة... فى حماية ترامب من عمليات الاغتيال بجانب إمكانية أن يكون هذا التهديد بغرض تسريع عملية المفاوضات، وإجبار الأطراف على تقديم تنازلات لسرعة الحل وإنهاء الحرب، كجزء من أوراق الضغط السياسي لإنجاح التفاوض.. لكنه مش تصريح أو تهديد عسكرى جدى من ترامب لإشعال الحروب على الإطلاق..".
وقال قطامش: "لأن التحركات اللى بدأ يعملها ترامب على الأرض لإنهاء حرب أوكرانيا والشرق الأوسط.. خطوات جادة ومؤثرة فعلًا وتسير فى الطريق الصحيح لإنهاء الحروب العالمية بإذن الله.. أنا متفائل خيرًا إن شاء الله..".