عامر منيب في ذكري الرحيل.. حضور كبير ومشوار فني قصير| صور
عامر منيب، أحد الأصوات التي تركت بصمة خاصة علي الساحة الفنية، بالرغم من قصر مشواره الفني الذي أنهاه رحيله في سن مبكر يوم 26 نوفمبر 2011.
عامر منيب
عامر منيب من عائلة فنية
ولد في حي الدقي بالجيزة في يوم 2 سبتمبر عام 1963م لعائلة فنية، حيث أن جدته هي الفنانة الراحلة ماري منيب، اعتاد عامر الذهاب مع جدته إلى مسرح نجيب الريحاني لمشاهدة أعمالها وأعمال زملائها من الفنانين، وكان مولعاً بالمسرح والتمثيل رغم عشقه الشديد للغناء.
توفيت جدته عندما كان في السادسة من عمره، وذلك عام 1969م، تخرج في كلية التجارة بجامعة عين شمس عام 1985م بعد حصوله على البكالوريوس بتقدير جيد جداً وأصبح مُعيداً بجامعته، وكان يقضي أوقات الفراغ بالغناء لمشاهير الطرب مثل العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ.
عامر منيب
منيب يختار الفن ويرفض السفر
في شهر رمضان عام 1987م جاءته تذكرة وأوراق عقد سفر إلى أستراليا للحصول على الدكتوراه والعمل في إحدى الجامعات هناك، وأثناء تناول السحور مع أصدقائه بأحد الفنادق ليودعهم قبل السفر تصادف وجود كبار الفنانين في هذه السهرة وفي نفس الفندق، ومنهم الموسيقار حلمي بكر.
وقد ألح عليه زملاؤه للغناء، فقام عامر بأداء أغنية (الفن) لموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب وفوجئ جميع الحضور بصوت عامر وأظهروا إعجابهم الشديد جداً به وفي مقدمتهم الفنانين الموجودين، وقاموا بدعوته للجلوس معهم وكانت مفاجأة كبيرة بالنسبة لهم جميعا حينما اكتشفوا أنه حفيد الفنانة الكبيرة ماري منيب.
وطلب منه الموسيقار حلمي بكر البقاء في مصر وعدم السفر؛ لكون هناك مستقبل كبير ينتظره بشرط أن يثقل موهبته بالدراسة.
وبالفعل قام عامر عقب عودته للمنزل بتمزيق تذكرة السفر، وفي اليوم التالي خضع بشكل كامل لدروس من د.عاطف عبد الحميد (أستاذ الموسيقى الشهير لآلة العود وعميد كلية التربية الموسيقية بجامعة حلوان) وتعلم عامر على يديه المقامات الموسيقية وحصص سولفيج الصوت وقام بإحضار أستاذ آخر متخصص تعلم على يدية أصول وقواعد العزف على آلة العود.
عامر منيب
قرر عامر تعلم فنون العزف على آلة البيانو، وبعد اجتيازه هذه الدروس قام بتكوين فرقة موسيقية صغيرة انتقل بالغناء بها في الفنادق الكبرى. ولم يكن له أغاني خاصة به، بل كان يقدم أشهر أغاني عبد الحليم حافظ وحقق بها شهرة جيدة.
عامر منيب
أعماله الخاصة
قرر عامر منين أن يكون له لون غنائي خاص به، وإصدار ألبوم غنائي وبالفعل بدأ عامر تجهيز ألبومه الأول على نفقته الخاصة؛ ولكونه لم يكن يملك من المال ما يعينه على تنفيذ وإنتاج الألبوم، فقد قام ببيع سيارته لدفع أجر فرقته الموسيقية وحجز الاستوديو.
وتعاون مع مجموعة من كبار الشعراء والملحنين رغم أجورهم المرتفعة مثل: مدحت العدل، وصلاح الشرنوبي، ورياض الهمشري وآخرين، واستدان مرةً أخرى من أجل طبع الألبوم وتوزيعه.
وبالفعل أصدر الألبوم بعنوان "لمحي" عام 1990م، ورغم الدعاية المحدودة التي صاحبته إلا أن الألبوم حقق نجاحاً نسبياً دفعه للاستمرار على الساحة، فبدأت عروض شركات الإنتاج تتوالى عليه بعد أن أصبح له قاعدة جماهيرية نسبية من جمهور الشباب، فتوالت ألبوماته الناجحة بعد هذا حيث قام منذ هذا التوقيت بإصدار نحو عشرة ألبومات كان أنجحها ألبومي "أيام وليالي" و"فاكر"، حيث تراوحت نسب توزيعهما ما بين 300 و 400 ألف نسخة.
عامر منيب والسينما
بعد النجاح الموسيقي لعامر منيب، كان من الطبيعي أن تلتفت له أنظار منتجي ومخرجي السينما، فتم إسناد بطولة فيلم "سحر العيون" مع حلا شيحة ونيللي كريم ومحمد لطفي، وتم عرضه في موسم 2002م، وحقق نجاحاً جماهيرياً حيث تجاوزت إيراداته حاجز المليوني والنصف مليون جنيه.
ثم جاء فيلمه الثاني "كيمو وأنتيمو" مع مي عز الدين ووحيد سيف إخراج حامد سعيد، وتم عرضه في سباق موسم 2004م تحديداً في شهر مارس، بالإضافة إلى فيلم "الغواص" في موسم 2005م مع داليا البحيري وحسن حسني وسامي العدل من إخراج فخر الدين نجيدة، ولم يحقق الفيلمان المذكوران نجاحاً جماهيرياً يُذكر، وبرر عامر فشل التجربتين بالتوقيت السيئ الذي تم عرضهما فيه.
وأخيراً فيلم "كامل الأوصاف" في موسم 2006 مع حلا شيحة وعلا غانم ورجاء الجداوي وحسن حسني إخراج أحمد البدري، ثم أصدر عامر في عام 2009 أغنيته الدينية الوحيدة (يا الله) بعد عودته من أداء العمرة.
وفاة عامر منيب
توفي صباح يوم السبت 26 نوفمبر 2011م، في مستشفى دار الفؤاد عن عمر يناهز 48 عامًا بعد صراع طويل مع مرض السرطان دام أكثر من عامين.
دخل المستشفى متأثرا بإصابته بهبوط حاد في الدورة الدموية، وظل طوال أيامه الأخيرة في غيبوبة شبه كاملة داخل غرفة العناية المركزة. بعد إجراء عملية إزالة جزء من القولون بألمانيا، إلا أن حالته الصحية قد تدهورت ليُصاب بهبوط آخر شديد الحدة في الدورة الدموية ويلفظ أنفاسه الأخيرة.