هل الشذوذ فطرة أم فكرة؟ باحث بمرصد الأزهر يوضح
نظم مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، ندوة لطلبة المعهد المصري العالي للسياحة والفنادق حول مفهوم الحرية في الإسلام وضوابطها التي تناولتها السنة النبوية المطهرة، كما ناقش المحاضرون الأسباب النفسية والاجتماعية المؤدية إلى الشذوذ الجنسي وطرق التعامل مع هذه الحالات.
وفي مداخلته بالندوة، قال دكتور أحمد العطار الباحث بمرصد الأزهر، إنّ الحرية هي حق مكفول للإنسان، يبحث عنها دائمًا في علاقته بربه وعلاقته بالناس وحتى علاقته بنفسه، وهي تدخل في نطاق ما يُسمى بالحرية الفردية أو الشخصية إلا أنها منضبطة في جميع أحوالها، مضيفاً أن الحرية إذا تعلقت بالدين أو العبادات كانت الحرية هنا منضبطة بضوابط الشرع، أما إذا تعلق الأمر بالمعاملات بين الناس كانت الحرية منضبطة بضوابط القانون أو العرف، كما أنها منضبطة أيضًا في علاقة الإنسان بنفسه، فلا يجوز له أنّ يُؤذي نفسه أو أن يقدم على الانتحار مثلًا.
واستكمالاً لهذا الموضوع، أكد الأستاذ خالد الشاذلي الباحث بالمرصد، أن سيدنا رسول الله ﷺ عالج الحرية المنفلتة برفق بواسطة بالعقل والحكمة مع إعمال الرحمة، لما يترتب عليها من مفاسد في المجتمع، وضرر بحرية الآخر.
كما أضاف "الشاذلي" أن الحرية مسؤولية تحمل الثواب وفيها عقاب أيضا، فحرية الإرادة التي أعطاها الله للفرد أو الإنسان هي التي يطلق عليها "الحرية المسؤولة".
في حين، تطرق الدكتور محمد عبودة الباحث بمرصد الأزهر، إلى قضية الشذوذ طارحاً التساؤل الذي سبق أن وضعه المرصد ضمن خريطته النقاشية في النسخة الثانية من منتدى اسمع واتكلم وهو "هل الشذوذ فطرة أم فكرة؟"، وفي ندوة اليوم تطرق "عبودة" إلى الأسباب النفسية للشذوذ وأهمية طلب المساعدة النفسية والطبية عند التعرض للأزمات النفسية، مؤكداً أن هناك صور مختلفة للشذوذ فمن الممكن أن تصل بالإنسان إلى ممارسة العنف أو رفض الآخر.
يشار إلى أن النسخ السابقة لمنتدى اسمع واتكلم خرج عنها العديد من التوصيات التي عمل مرصد الأزهر على ترجمتها إلى واقع عملي بعد ما لمسه من احتياج الشباب إلى مخاطبة الجوانب العاطفية والنفسية لديهم، ووجود ضرورة لحمايتهم من مخاطر الأفكار المضللة وعمليات الانسلاخ من الهوية عبر الإنترنت؛ لذا يعمل المرصد على طرح مسائل مثل الحرية والمشاعر والهوية بعيدًا عن الأساليب التقليدية خلال لقاءاته معهم.