التعاون الدولي: الشراكة مع البنك الأفريقي للتنمية نتج عنها تمويلات بقيمة 7.79 مليار دولار
قالت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، إن عدد العمليات التي ساهم البنك الأفريقي للتنمية في تمويلها خلال الفترة من 2022 إلى 2024، بلغ نحو 14 عملية للقطاعين الحكومي والخاص، بقيمة 1.46 مليار دولار، من بينها 6 عمليات للقطاع الخاص، وعززت الشراكة مع البنك جهود التنمية في مجالات الأمن الغذائي، وتنمية القطاع الخاص، وتحلية المياه، ومعالجة المياه، والتوسع في مشروعات الطاقة المتجددة.
جاء ذلك خلال افتتحاها ورشة العمل الخاصة بتقييم منتصف المدة للاستراتيجية القُطرية المشتركة للتعاون الإنمائي بين مصر ومجموعة البنك الأفريقي للتنمية 2022-2026، وذلك في إطار الدور الذي تقوم به الوزارة لتدعيم العلاقات الاقتصادية مع شركاء التنمية، ومتابعة تنفيذ الاستراتيجيات المُشتركة.
واستعرضت المشاط، نتائج الشراكة مع البنك الأفريقي للتنمية، خلال العامين الماضيين، منذ أن تم إعلان الاستراتيجية القطرية مع البنك في النسخة الثانية من منتدى مصر للتعاون الدولي والتمويل الإنمائي، لتحقيق محورين رئيسين وهما تعزيز القدرة التنافسية للدولة لدعم النمو القوي الذي يقوده القطاع الخاص، وبناء المرونة لتحقيق الأمن الغذائي والمائي والطاقة.
وأكدت المشاط، على الشراكة طويلة الأمد مع البنك، حيث تعد مصر من الأعضاء المؤسسين، وساهمت بنحو 12.5% من رأس مال البنك عند تأسيسه، لافتة إلى أن البنك، بدأ عملياته في مصر عام 1974 ولعب دورًا مهمًا في تمويل مشروعات التنمية المختلفة عبر جميع القطاعات من خلال التمويلات الميسرة، والمنح، والمساعدات الفنية، واليوم، تحتل مصر المرتبة الثانية بعد نيجيريا من حيث حصة رأس المال بين الدول الإقليمية في البنك الإفريقي للتنمية.
وتطرقت إلى التقدم الذي حققته الوزارة في مطابقة التمويلات الإنمائية الميسرة مع أهداف التنمية المستدامة، بالإضافة إلى تعزيز جهود المتابعة من خلال إطلاق المنظومة الإلكترونية لإدارة بيانات ومتابعة مشروعات التمويل الميسر، والذي يأتي تماشيًا مع التزام مصر بالتحول الرقمي وتعزيز الحوكمة، مؤكدة أن النظام يهدف إلى تعزيز الشفافية والمساءلة في المشاريع التنموية عبر جميع الكيانات الوطنية من خلال تبسيط إدارة البيانات، وتعزيز متابعة المحفظة مع كل شريك تنمية، بما يضمن إتاحة البيانات بشفافية وتذليل التحديات.
كما أشارت إلى منصة "حافز" للدعم المالي والفني للقطاع الخاص، وإطلاق دليل شرم الشيخ للتمويل العادل الذي يُعزز الجهود الوطنية لتحفيز التمويل العادل، حيث تم إعداده مع أكثر من 100 جهة معنية.
واستعرضت برنامج الحكومة الجديد للفترة 2024-2027، والذي يتضمن 4 أهداف رئيسة، من بينها بناء الإنسان المصري وتعزيز رفاهيته، وبناء اقتصاد تنافسي جاذب للاستثمارات، مُضيفة أن التنمية البشرية، والتنمية الصناعية، وريادة الأعمال، تأتي على رأس أولويات الدولة لدعم جهود التنمية وتحفيز الابتكار وبناء الإنسان المصري، وتوطين الصناعة.
من جانبه، أشاد كيفن أوراما، نائب رئيس البنك الإفريقي للتنمية، بالإصلاحات الجارية في الدولة لتنفيذ برامج اقتصادية تحوّلية تهدف إلى معالجة التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها الدولة، منوهًا بأن النظرة الاقتصادية لمصر تظل إيجابية، وهناك توقعات بزيادة النمو استنادًا إلى مجموعة من الإصلاحات الاقتصادية المهمة التي تم تنفيذها في البلاد، والتي تتضمن تحسين بيئة الأعمال، وتعزيز الشفافية والتنافسية، وهو ما يسهم في دعم القطاع الخاص وجذب المزيد من الاستثمارات المحلية والأجنبية.
وتابع نائب رئيس البنك الإفريقي للتنمية، أن مصر ما زالت وجهة رئيسة للاستثمار، حيث إن الفرص الاقتصادية المتاحة، والخطط التنموية الطموحة، والإصلاحات المستمرة تجعل من مصر بيئة جاذبة للمستثمرين، مؤكدًا التزام البنك بمواصلة العمل مع مصر لبناء المرونة الاقتصادية وتعزيز بيئة الأعمال لجذب القطاع الخاص، لافتا إلى أن مصر كانت وما زالت تمثل نموذجاً يحتذى به في القارة لتحقيق التنمية المستدامة، وتعزيز الاستثمار في المجالات الأساسية.
الجدير بالذكر أن الشراكة بين مصر، والبنك الأفريقي للتنمية، نتج عنها تمويل أكثر من 128 عملية للقطاعين الحكومي والخاص، بقيمة 7.79 مليار دولار، في قطاعات متنوعة من بينها الزراعة، والصناعة، والطاقة، والنقل، والمياه، وتطوير النظام المالي، وزيادة الوصول إلى التمويل للمشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر، وقطاع المياه والصرف الصحي.