فريهان طايع تكتب: سبب انتحار كوبرا أيكوت التيك توكر التركية
المجتمع لا يحكم الا بالظاهر
و يختصر كلام بعض الناس عن الشخصيات الناجحة و المشهورة في كلمة لماذا هم و ليس نحن
و كم هم محظوظون
لكن لا أحد في هذه الدنيا محظوظ و خاصة الذي يملك الشهرة لان الشهرة شيء ظاهري،و لن تجلب السكينة و راحة البال
و هذا ما يحدث يوميا حيث لا يعلم الناس كمية اوجاع غيرهم
فالمال لا يجلب السعادة و الجمال لا يجلب السعادة و النجاح لا يجلب السعادة و الشهرة لا تجلب السعادة
لان كل هذه الاشياء ظاهرية و ليست روحية
هي تلامس فقط المكانة و لن تضيف شيء لروح الانسان
الانسان بحاجة للحب و الاحتواء و الامان و الرضى و القناعة
و هذا ما حدث مع تيكتوكر تركية تدعى كوبرا أيكوت التي لم تشارف عقدها الثالث حيث أنهت حياتها الامس و ألقت بنفسها من الطابق الخامس بعد أن تركت رسالة كتبتها بخط يديها حيث جاء فيها
"لقد قفزت بمحض إرادتي، لأنني لا أريد أن أعيش بعد الآن.. لقد كنت جيدة كثيراً مع الجميع في حياتي، لكنني لم أستطع أن أشعر بالتحسن".
وأضافت في رسالتها "العيش كشخص جيد لم يكسبني أي شيء، كن أنانياً في هذه الحياة، وستكون سعيداً، كنت أموت منذ أيام، ولم يشاهدني أحد، سأذهب لأنني أحب نفسي كثيراً وأفكر بنفسي"
قصتها حزينة جدا و تشبه حالنا يوميا ،و تشبه القلوب الموجوعة و التي لا يعلم احد ما بها ،تشبه صراعاتنا اليومية و معاركنا التى لا يشهدها أحدا غيرنا
تشبه جروح حادة تنزف لكنها غير مرئية ،تشبه اصوات تصرخ لكنها غير مسموعة
أن يصل الحال بشابة جميلة ،بشوشة ،خفيفة الروح الى الانتحار أمر ليس هين
لان هناك بعض الناس لا يمكنهم تحمل تلك الاوجاع التى بداخلهم ،حيث يفقدون كل معاني الحياة
يشعرون بالخذلان و انعدام الامان و الثقة و كسر الخاطر
هي ليست الوحيدة المذنبة لانها قررت الانتحار بل من أدى بها الى هذا المصير المأساوي و هو لا يعلم أن أبشع جريمة في هذه الدنيا هي كسر الخواطر و القسوة على الناس حيث قال رسول عليه الصلاة و السلام من لا يرحم لا يرحم
لان الرحمة يجب ان تكون قاعدة أساسية في حياتنا ،يجب ان نتعلم الرحمة تجاه الناس و اللين و الرفق و الجبر بالخواطر
لان الشخص القاسي هو الذي يدمر حياة غيره و يؤدي بهم الى هذا المصير
فكم من الاشخاص شعروا بالاحباط و اليأس و قلة الحيلة و الظلم و الخذلان بسبب غيرهم فجلدوا أنفسهم و كرهوا وجودهم و تألموا و نزفوا الجراح فقط بسبب طيبتهم الزائدة و شعروا بالظلم في هذه الدنيا
و تساءلوا ماذا يفعلون في عالم لا يشبههم ،في عالم ظالم و ليس عادل
حيث جاءت في تصريحات عمتها أنها مرت بقصة حب فاشلة جعلتها تنهي حياتها
سوف يتعجب البعض لكن الحب ابتلاء مثله مثل كل مرض قد يصيب الانسان
فهل يعقل أن بعض الناس يعذبون غيرهم فقط لانهم أحبوهم ،و لماذا من الاساس تجعل شخص يتعلق بك بكلامك و تصرفاتك و انت بداخلك لا تكن له مشاعر
فالعبث بمشاعر الناس أبشع جريمة في هذا الوجود و لا يرتكبها الا انسان قليل أصل و منعدم الثقة في النفس و أناني حيث يفعل المستحيل كي يحبه الطرف الاخر و من ثم يتلذذ بتعذيبه و كأنه فعل جريمة عندما أحبه فيصبح جلاده
لتنهي،شابة حياتها بسبب شخص أناني و من ثم سوف يكمل هو حياته و هي سوف تبقى ذكرى حزينة في قلب عائلتها ، مع أنني أشك بكونه سوف يكون سعيد لان روحها سوف تلاحقه الى نهاية حياته و لان ظلمه سوف يصبح حبل مشنقة له ،يخنقه و يقيد سعادته