هل لديك علاقة غير صحية بالرياضة؟.. 6 إشارات حمراء انتبهي إليها
خلال السنوات القليلة الماضية، أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي تعج بالفيديوهات الخاصة بالتحفيز على الرياضة وتعليم الطريقة الصحيحة لأداء كل حركة. ونحن لا نكاد نتصفح محركات البحث إلا وتظهر لنا طريقة العصير الطارد للسموم، والتمرين الذي سيحول شكل جسمك، ويبرز عضلات بطنك في أسبوعين، وغيرها من الحلول الحالمة التي توهمك بأنها دائمة وسريعة في ذلك العالم الافتراضي. ومن هنا تظهر علامات تدل على أنك تمتلكين علاقة غير صحية بالرياضة.
يعتبر انتشار السمنة والأمراض المزمنة التي تؤدي إليها أحد أهم المحفزات لممارسة الرياضة بالشكل الصحيح، حيث يعاني أكثر من 30% من الأشخاص من السمنة حول العالم - ما يقارب 2.1 مليار شخص، والرقم في تزايد، لذلك أصبحت الحاجة ملحة إلى التوعية السليمة.
الرياضة شيء ضروري وأساسي، لكن عندما نعيش في مجتمع يضعنا تحت ضغط المنافسة بين بعضنا البعض، بسبب انتشار المحتوى المرئي حولنا من صور وفيديوهات لمحترفين يتباهون بإتقانهم للحركات المتقدمة، وبشكل أجسادهم وحجم خصورهم وعضلاتهم، يصبح من السهل جداً أن يكون الجمهور، وخصوصاً المراهقين والأصغر سناً، أكثر عرضة لتكوين صورة خاطئة ومبالغ فيها عن الأمر، فتصبح علاقتهم غير صحية بالرياضة.
تؤدي هذه النظرة القاصرة إلى دفع نفسك فوق حدودها وطاقتها الحالية، ما يتسبب في غياب التدرج المهم في هذا الموضوع، بسبب الضغط الذي تلقينه على عاتقك، ما يجعلك تضعين الأولوية للتمرين فوق أي شيء آخر مهم في حياتك، كعقلك، ونموك الشخصي، وتطورك، وهواياتك، وعلاقتك بعائلتك وأصدقائك، وقد يصل إلى أهدافك ومبادئك.
دراسات
أثبتت دراسات حديثة وموثوقة أن الرياضة تعتبر بمثابة دواء للعديد من الأمراض المزمنة، منها الضغط، السكري، مرض القلب، ارتفاع الكوليسترول، بل وحتى الأمراض النفسية مثل القلق والاكتئاب.
أهم 6 إشارات حمراء انتبهي إليها!
- عندما تستخدمين التمرين كأسلوب لمعاقبة نفسك على خيارات أكلك غير الصحية. فحرق السعرات الحرارية ليس الهدف من التمرين بتاتاً، بل هو أحد المنافع التي تحصلين عليها من أي تمرين تقومين به.
- أن يكون النادي أهم بالنسبة لك من الأشخاص الذين تحبينهم، وأهم من أولوياتك التي تخدم هدفك ورسالتك في الحياة. هل أنت مستعدة للتضحية بنزهتك المخططة مع زوجك وأولادك فقط من أجل الذهاب إلى الصالة الرياضية؟ إذا كان هذا قراراً طبيعياً بالنسبة لك فعليك مراجعة أولوياتك. قد يساعدك أن تحضري ورقة بيضاء فارغة وتكتبي في وسطها اسمك ورسالتك في الحياة، ثم تقومين بعدها بكتابة الفروع، حيث تمثل أولوياتك وقيمك، وحدّدي بجانبها خطوات تطبيقية يومية بسيطة تكون بها أهداف قصيرة وطويلة المدى.
- أن تكوّني صورة سلبية عن الجسد، حيث يقع الأشخاص الذين يقارنون أجسادهم بأجساد الآخرين - وبصورة مبالغ فيها - ضحايا لصورة خاطئة عن الجسد، ويعني ذلك أن الشخص يصبح غير راضٍ عن شكله الخارجي، وبالتالي تتدنّى ثقته بنفسه ويكون عرضة لمشاكل وعقد نفسية قد تتفاقم إذا استمرت ولم يتم علاجها.
- الجهل بطريقة صنع العادات الصحية، وإهمال التدرج، فتبنّي العادات الجيدة لتصبح مكتسبة وأساسية، مهارة يجب تعلمها وإتقانها. إذا كنت شخصاً جديداً على عالم الرياضة، فعليك بقراءة كتاب «العادات الذرية» للمؤلف جيمس كلير، والذي يشرح فيه الطريقة السليمة لبناء أي عادة صحية في حياتك. وإحدى أهم الخطوات هي إتقان الالتزام وفن التدرج، بحيث أن تبدأي النشاط الذي تريدينه أن يتحول إلى عادة بأقل مدة ممكنة ولو خمس دقائق، بشرط أن تلتزمي بفعله يومياً، حتى يصبح من السهل عليك بعد ذلك الانتقال للمستوى الأعلى، بسلاسة أكثر من أن تبدأي بحماس كبير في البداية، ثم لا يلبث أن يفقد هذا الاندفاع شرارته وبريقه، ليتركك منهكة ومتعبة وغير قادرة على الالتزام.
- إذا كنت تمتلكين عقلية «التمرين يجب أن يكون مؤلماً حتى يكون مجدياً» أو No Pain, No Gain، ستختبرين كيف يكون انتفاخ العضلات والتهابها بعد التمرين بيوم أو يومين مختلفاً تماماً عن الألم. أن تشعري بأن العضلة مشدودة ومنفوخة لأيام قليلة بعد التمرين هو أمر طبيعي، تحدث بعده عملية التكيّف، ويصبح جسمك أكثر مرونة عن آخر مرة تمرنت بها. كما أنّ حمل أوزان عالية على مستوى لياقتك بدون تدرج، وعمل التكنيك بصورة خاطئة، يعرضك للإصابات التي قد تتعارض مع جودة حياتك للأبد.
- نتائجك الرياضية ضعيفة بالنسبة لتمارينك، إذا كنت ترهقين نفسك بالتمرين بشكل يومي لنفس العضلة بدون أي أيام راحة خلال الأسبوع، أنت بذلك تبطئين من عملية الاستشفاء العضلي، وتضعين نفسك في حالة توتر وعدم استقرار، وقد تفقدين الرغبة بالنوم والأكل. وبذلك كيف تريدين أن تري أي تطور؟ فالراحة والنوم والأكل لا تقلّ أهمية عن التمرين