أستاذ اجتماع: 63% من متابعي إنستجرام يصابون بالاكتئاب
حذرت الدكتورة نهى السن، أستاذة علم الاجتماع، من التأثيرات السلبية الكبيرة لبرنامج إنستجرام على الصحة النفسية، لافتة إلي أن منظمة الصحة العالمية قد أدرجته كأحد البرامج التي تسهم بشكل ملحوظ في زيادة معدلات الاكتئاب.
وأوضحت أستاذة علم الاجتماع، خلال حلقة برنامج "البيت"، المذاع على فضائية "الناس"، اليوم الثلاثاء: "تشير الدراسات إلى أن حوالي 63% من المستخدمين يعانون من أعراض اكتئاب بسبب استخدامهم للبرنامج، وهذه النسبة الكبيرة تعكس حجم المشكلة وتأثيرها الواسع".
وقالت إن السبب الرئيسي وراء هذا التأثير هو طبيعة المحتوى الذي يتم تداوله على إنستجرام، حيث يشارك المستخدمون صوراً تتعلق بالفرح، عيد الميلاد، الخروجات، والفسح، مما قد يخلق شعوراً بالاستبعاد والإحباط لدى من لا يستطيعون تحقيق نفس التجارب، لافتة إلى أن هذه الصور قد تجعل الأفراد يشعرون بأن حياتهم أقل قيمة، مما يسهم في تفاقم مشاعر الإحباط والاكتئاب.
فيما حذرت نهى السن، أستاذة علم الاجتماع، تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية، موضحة أن هناك دوافع نفسية خلف سلوكيات معينة على هذه المنصات.
وأشارت إلى أن بعض الأشخاص يلجأون إلى السوشيال ميديا لطلب الاهتمام والتعاطف، ويستخدمونها لعرض مشاكلهم أو مشاعرهم بهدف الحصول على استحسان المجتمع.
وأضافت أن هناك دافعاً نفسياً ثالثاً، يتمثل في الجوع العاطفي الناتج عن ضعف الحميمية بين الأفراد، حتى داخل الأسرة الواحدة، لافتة إلى أن هذا الافتقار إلى الروابط العاطفية يدفع البعض إلى الهروب إلى العالم الافتراضي، حيث يجدون نوعاً من التفاعل والتعاطف من خلال الإعجابات والتعليقات.
وأوضحت أن التفاعلات الاجتماعية عبر السوشيال ميديا قد تعزز الشعور بالوحدة، لأن العالم الافتراضي يوفر تفاعلاً سطحياً ولا يعوض التفاعل الواقعي، وقد يؤدي هذا إلى صدمة عند العودة إلى الحياة الحقيقية، حيث يكتشف الشخص أن التفاعلات الحقيقية لا تتناسب مع التوقعات التي شكلها في العالم الافتراضي.
أشارت إلى أن التفاعلات الاجتماعية الطبيعية تطور من فهمنا لحدودنا وحدود الآخرين، مما يساعد في بناء علاقات صحية، لافتة إلى أن العزلة المفرطة في العالم الافتراضي قد تؤدي إلى تفاقم الشعور بالوحدة، لأن التفاعلات الاجتماعية الحقيقية لا يمكن تعويضها بالكامل بالتفاعلات عبر الإنترنت.