تساقط الشعر.. الأسباب المرضية والعلاجات
بسبب المغالطات الكثيرة حول طرق علاج الشعر، تنتشر مبيعات ما يُسمى «العلاجات المكلفة للغاية»، على الرغم من حقيقة أن معظمها، كما يقول الدكتور مايكل، لا تجدي نفعاً، ويتابع قائلاً: «حين ألتقي المرضى رجالاً كانوا أو نساء، وبعد التأكد من عدم وجود أمراض أخرى لمشاكل الشعر التي يعانون منها، فإنني أخبرهم بأن هناك بعض الخطوات البسيطة التي تساعد على منح الشعر فرصة للتألق مجدداً، من دون الحاجة إلى دفع مبالغ هائلة لقاء علاجات غير مفيدة».
ما أسباب تساقط الشعر؟
ثمة أسباب كثيرة لفقدان الشعر، من بينها التغيرات الهرمونية التي تحدث أثناء الحمل أو انقطاع الطمث، إضافة إلى عوامل غذائية، مثل اتباع حمية غذائية قاسية، أو الإصابة بمرض، أو تناول أدوية معينة، أو تضرر فروة الرأس، يستدرك د. مايكل: «عند الرجال، يحدث تساقط الشعر في العادة لأسباب وراثية، تُعرف بـ«الصلع الوراثي»، أو نمط صلع الذكور، ويبدأ عادةّ حينما يبلغون سن الـ 20 والـ 30. والسبب وراء ذلك تحول الهرمون الذكري «التستوستيرون» إلى هرمون آخر يسمى «ديهدروتستوستيرون»، الذي يجعل بصيلات الشعر أضعف وأرق بشكل تدريجي، فيما تظهر لدى 40 % من النساء علامات فقدان أو ضعف الشعر في سن الـ 60. وبشكل عام، يتساقط الشعر في مقدمة فروة الرأس وعلى جوانبه، لكنه يبقى سميكاً في مؤخرته، ويصاب الطرفان بالثعلبة البقعية وهو فقدان غير كامل لشعر فروة الرأس يصيب واحد بين كل ألف شخص، وهو مرض مناعة ذاتية؛ حيث يقوم الجسم بمهاجمة الشعر عن طريق الخطأ، وفي بعض الأحيان تصبح الحالة شديدة الخطورة، لدرجة يفقد معها المريض الشعر الموجود على الحاجب والجفن، أو كل الشعر الموجود على الجسم».
فئات تصاب بتساقط الشعر
النساء اللواتي اتبعن حمية غذائية قاسية، وكنتيجة لذلك فقدن أكثر من 50 % من شعورهن؛ حيث يتساقط الشعر بمجرد لمسه. البدناء أيضاً معرضون لفقدان الشعر؛ بسبب سوء نوعية الأغذية التي يتناولونها. ما نسبته 30 % من الحالات التي تعاني تساقط الشعر هي لأطفال يرفضون تناول الطعام ضمن المعدلات الطبيعية. طلبة الجامعات الذين يفتقرون إلى المال، أو الذين ينفقون أموالهم على أشياء أخرى غير الطعام الصحي. كبار السن الذين يعجزون عن تناول المأكولات الصحية.
أهم الأغذية المناسبة لتساقط الشعر
ضمان وجود مزيج جيد من البروتين والحديد والفيتامينات في الحمية الغذائية؛ حيث يتكون الشعر بشكل رئيس من البروتين والكيراتين. لذا، فإنّ المأكولات الغنية بالبروتين ستعزز نمو الشعر. يعدّ تناول اللحم الأحمر مرتين في الأسبوع أحد أفضل الطرق للحصول على كميات كافية من البروتين والحديد، اللذين يساعدان على تعزيز صحة فروة الرأس. تناول السلمون والبيض فهما من المصادر الغذائية الصحية الجيدة أيضاً. تناول الجرجير بكميات كبيرة، بالنسبة إلى النباتيين؛ لأنهم عرضة أيضاً لفقدان الشعر. تناول مكملات الحديد، بدءاً بجرعة مخفضة حجم 15 مليغرام، مع طلب الاستشارة الطبية. مراعاة حقيقة أن البروتينات لا يمكن امتصاصها بشكل مناسب من دون كربوهيدرات، لذا يجب إضافة الأرز والبطاطس والباستا والخبز بوصفها عناصر ضرورية.
التساقط المرعب
ينمو الشعر بمقدار نصف بوصة شهرياً. ويحيا الشعر وسطياً لخمس سنوات عند الأشخاص من أصول قوقازية، وثلاث سنوات عند الأشخاص من أصول أفريقية، وثماني سنوات عند الآسيويين، وعادةً ما يفقد الإنسان 100 شعرة في اليوم. يستدرك د. مايكل: «إذا زادت نسبة تساقط الشعر بشكل كبير أو إذا كان الشخص يعاني من حمى شديدة لمدة 24 ساعة متواصلة أو أكثر ناجمة عن جرثومة في المعدة أو إنفلونزا، فإن عدد الشعرات التي تموت يرتفع. وبالتالي، بعد فترة من الوقت يبدو التساقط مرعباً؛ ما يدفع بعض الأشخاص إلى اللجوء إلى الحبوب وأنواع الشامبو التي يُفترض أنها مصممة لإعادة الشعر بشكل سحري. وهذا التصرف خاطئ؛ لأن تساقط الشعر هنا ناجم عن الإصابة بمرض مؤقت؛ ما يعني أنه سيعاود النمو بعد الشفاء من المرض».
علاجات طبية ناجحة
تشكل علاجات البلازما الغنية بالصفائح الدموية وعلاجات الخلايا الجذعية، برأي د. مايكل، وسيلة جديدة لمكافحة تساقط الشعر ، أو الأهم من ذلك الوقاية منه، يتابع قائلاً: «تعمل هذه العلاجات على تحفيز بصيلات الشعر، وزيادة الدم، وتحفيز عملية إصلاح بصيلات الشعر، بما يؤدي إلى نمو الشعر من جديد. لكن هذه العلاجات لن تنفع إذا كان الشخص أصلعاً. أما بالنسبة إلى السيدات اللواتي فقدن شعرهن بعد انقطاع الطمث، فقد يتمكنّ من الاستفادة من مجموعة من علاجات الخلايا الجذعية واستبدال الهرمون لإصلاح الحالة، كما يمكن لفحوصات الدم أن تُظهر أيضاً الأسباب الكامنة وراء تساقط الشعر».