نظام غدائي شهير يحمي النساء من الوفاة المبكرة
أجريت دراسة جديدة على أكثر من 25 ألف امرأة أمريكية في منتصف العمر كشفت عن أن اتباع نظام البحر الأبيض المتوسط الغذائي يمكن أن يقلل من خطر الوفاة بجميع الأسباب بنسبة تقارب الربع. وقدم باحثو جامعة هارفارد دلائل قوية على فوائد هذا النظام الغذائي، الذي حصل على لقب أفضل نظام غذائي لمدة سبع سنوات متتالية خلال فترة الدراسة.
النظام الغذائي المتوسطي معروف بقدرته على تقليل الالتهابات في الجسم، وتحسين تنظيم الأنسولين وإدارة الوزن. هذه العوامل الثلاثة تلعب دوراً رئيسياً في الوقاية من أمراض القلب، الخرف، السكتة الدماغية، والسكري.
استمرت الدراسة لمدة 25 عاماً، حيث قامت النساء المشاركات بملء استبيانات صحية تفصيلية حول عاداتهن الغذائية، حالتهم الصحية، طولهم ووزنهم لحساب مؤشر كتلة الجسم. في البداية، كانت الاستبيانات تملأ كل 6 أشهر خلال السنة الأولى، ثم مرة سنوياً بعد ذلك.
لتقييم مدى التزام المشاركات بالنظام الغذائي، منح الباحثون درجات على مقياس من صفر إلى 9، حيث تشير الدرجة الأعلى إلى التزام أكبر بالنظام الغذائي. التقييم استند إلى تسعة مكونات غذائية تشمل تناول كميات كبيرة من الخضروات (باستثناء البطاطا)، الفواكه، المكسرات، الحبوب الكاملة، الأسماك، والدهون الأحادية غير المشبعة.
خلال فترة الدراسة التي امتدت لنحو 25 عاماً، سجل الباحثون 3879 حالة وفاة، منها 935 حالة نتيجة أمراض القلب و1531 حالة نتيجة السرطان. النتائج أظهرت أن النساء اللواتي حصلن على درجات التزام عالية تصل إلى 6 أو أعلى، كن أقل عرضة للوفاة لجميع الأسباب بنسبة 23%، بينما النساء اللواتي حصلن على درجات بين 4 و5 انخفض لديهن الخطر بنسبة 16%.
علق الباحثون على النتائج بالقول: "رغم الفوائد المحتملة الكبيرة للالتزام بالنظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط والوفيات، فإن العديد من المسارات التي يمكن أن تفسر هذه الفوائد لا تزال غير مفسرة. ينبغي على الدراسات المستقبلية استكشاف هذه المسارات الأخرى التي قد تساهم في تقليل معدل الوفيات المرتبط بهذا النظام الغذائي".
النظام الغذائي المتوسطي يعتمد بشكل رئيسي على استهلاك الأطعمة الطبيعية وغير المصنعة، مثل الفواكه، الخضروات، الحبوب الكاملة، المكسرات، الأسماك، وزيت الزيتون. كما يتجنب الأطعمة المصنعة والسكريات المضافة، ويشجع على تناول كميات معتدلة من الألبان ومنتجاتها واللحوم الحمراء.
الدراسة تضيف إلى الأدلة المتزايدة على فوائد النظام الغذائي المتوسطي لصحة الإنسان وطول العمر. باعتماد هذا النظام الغذائي، يمكن للأفراد تقليل مخاطر الأمراض المزمنة والوفيات المبكرة، مما يعزز من جودة حياتهم وصحتهم العامة.
في ظل تزايد الوعي بأهمية التغذية الصحية ودورها في الوقاية من الأمراض، تسلط هذه الدراسة الضوء على النظام الغذائي المتوسطي كخيار ممتاز يمكن أن يتبناه الناس في مختلف أنحاء العالم. النظام ليس فقط مفيدًا لصحة القلب والأوعية الدموية، ولكنه أيضًا قد يكون أداة فعالة في مكافحة السرطان والأمراض المزمنة الأخرى.
توصيات الباحثين تشدد على الحاجة إلى المزيد من الدراسات لفهم الآليات الكامنة وراء فوائد هذا النظام الغذائي، وتحديد العوامل التي تساهم في تقليل مخاطر الوفيات. وبالنظر إلى النتائج الإيجابية، يمكن القول إن النظام الغذائي المتوسطي يمثل خطوة مهمة نحو حياة أطول وأكثر صحة.