الكركم.. صيدلية طبيعية متكاملة
الكركم هو نبات عشبى معمر من عائلة الزنجبيل Zingiberaceae الجزء المستخدم من النبات هو الجذور، وتوجد على هيئة درنات صغيرة قرب سطح الأرض، والكركم موطنه الهند وجنوب شرق آسيا، ويتطلب درجات حرارة تتراوح بين 20 و 30 درجة مئوية وكمية كبيرة من الأمطار السنوية.
الجذور يتم تجفيفها فى أفران، وبعد ذلك يتم طحنها والحصول على مسحوق الكركم الأصفر، ويستخدم بشكل كبير كملوِّن طبيعي ونكهة فى العديد من المأكولات الآسيوية، وكذلك يستخدم فى الصباغة.
يحتوى مسحوق الكركم على نكهة دافئة ومُرة تشبه الفلفل الأسود ورائحة تشبه الخردل.
ويحتوى الكركم على زيوت طيارة بنسبة تتراوح ما بين 4.2 - 14% ويتكون هذا الزيت من نحو 50 مركباً، ولكن أهم هذه المركبات مجموعة تعرف باسم تورميرونز Turmerones
وهى تتكون من كيتونات سيسكوتربينية Sesquiterpene lacton وتشكل 60 %
كما يحتوى الكركم على مجموعة أخرى هامة جداً تعرف باسم الكركومينويدات. Curcuminoids
ومن أهم مركبات هذه المجموعة مركب الكوركومين المشهور Curcumin والذى فصل بشكل تجارى ويباع حالياً كمركب نقى وهو المسئول عن التأثيرات الدوائية للكركم، وكذلك هو الذى يعطى الصبغة الصفراء التى يتميز بها الكركم، كما يحتوى الكركم على خليط من الراتنج والزيت الطيار يعرف باسم Oleo-resin، وكذلك يحتوى على زيت ثابت وبروتين وسليليوز ونبتوزان ونشا ومعادن.
ويوضح لنا الدكتور عفت المهدى الأستاذ بقسم بحوث تكنولوجيا الحاصلات البستانية بمعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية، القيمة الغذائية للكركم بقوله كل 10 جم من الكركم تحتوى على نحو 31.20 سعر حرارى - 0.97 جرام بروتين - 6.90 جرام كربوهيدرات - 0.32 جرام دهون - 2.27 جرام ألياف - 16.80 ملليجرام كالسيوم – 29.9 ملليجرام فوسفور - 5.5 ملليجرام حديد - 20.80 ملليجرام ماغنسيوم - 80.57 ملليجرام بوتاسيوم - 2.35 ملليجرام صوديوم بالإضافة إلى 2 ميكروجرام حمض الفوليك و0.31 جرام من الكوركومينويدات.
ويشير دكتور عفت إلى العديد من الأبحاث التى أجريت بقسم بحوث تكنولوجيا الحاصلات البستانية على هذا النبات الهام، ومن تلك الأبحاث استخلاص صبغة الكوركومين من الكركم واستخدامها كملون طبيعى للأغذية المصنعة، ومضاد أكسدة طبيعى، ودراسة خواص الصبغة المستخلصة من الكركم من حيث: درجة ثباتها للحرارة، وظروف التخزين.. وقد أثبتت تلك الصبغة جدواها الاقتصادية والغذائية فى العمليات التصنيعية.
وعن الاستخدامات المختلفة للكركم يقول: يستخدم كملون طبيعى للأغذية المصنعة، ورقم E الخاص به هو E 100، ويدخل فى مستحضرات التجميل، ويستخدم كتوابل وأعشاب طبية، ويضاف إلى منتجات المخابز ومنتجات الألبان، ويستخدم كمشروب وهو شاى الكركم الذى يُعد آمناً للشرب لمعظم الأشخاص، ويُعد هذا الشاى عن طريق غلى 3 إلى 4 أكواب ماء، ثم إضافة 2 ملعقة صغيرة من الكركم مع التقليب، ويترك الماء مع الكركم على نار هادئة لمدة 5 إلى 10 دقائق، بعد الغليان بعد ذلك تتم تصفية شاى الكركم وتحليته بالعسل مع إضافة عصير الليمون الطازج أو البرتقال أو الحليب حسب الرغبة.
ويضيف أن من فوائد شاى الكركم: يخفف من أعراض التهاب المفاصل - الوقاية من مرض الزهايمر - الوقاية من مرض السرطان - يعزز الجهاز المناعى - يخفض الكولسترول - يخفف الألم والالتهاب دون الآثار الجانبية.
ويؤكد الدكتورعفت المهدى الأستاذ بقسم بحوث تكنولوجيا الحاصلات البستانية بمعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية، على أن الكركم أصبح يدخل فى العديد من الأدوية، وكثير من الوصفات الشعبية للعلاج من الأمراض نظراً لخصائصه العلاجية الفريدة.
فهو مضاد فعال للأكسدة ويزيد من قدرة الجسم المضادة للأكسدة، وكما هو معروف فمضادات الأكسدة تحمى الجسم من الشقوق الحرة التى تتفاعل مع المواد العضوية المهمة مثل: الأحماض الدهنية والبروتينات أو الحمض النووى، والكوركومين هو أحد مضادات الأكسدة القوية التى يمكنها تقليل ومنع تكوين الشقوق الحرة بسبب تركيبه الكيميائى، بالإضافة إلى ذلك فإن الكوركومين يزيد من نشاط إنزيمات الجسم المضادة للأكسدة.
ويضيف د. عفت أن الكوركومين يزيد من مستويات هرمون المخ BDNF مما يزيد من نمو الخلايا العصبية الجديدة، ويقاوم العمليات التنكسية المختلفة فى المخ، ويُحسن الذاكرة، ويرفع مستوى الذكاء، ويُحسن وظيفة المخ ويُقلل خطر الإصابة بأمراض المخ.
كما يقلل الكوركومين من خطر الإصابة بأمراض القلب، فهو يعمل على حماية القلب والأوعية الدموية من خلال: تقليل مستويات الكولسترول والبروتين منخفض الكثافة LDL والدهون الثلاثية فى الدم، وتثبيط تجمع الصفائح الدموية.. بالإضافة إلى ذلك يقلل الكوركومين من الالتهاب والأكسدة والتى تلعب دوراً فى أمراض القلب أيضاً.
ويشير د. عفت إلى أن الكركم يساعد فى موت الخلايا السرطانية، ويقلل من تكوين ونمو الأوعية الدموية الجديدة فى الخلايا السرطانية ويمنع انتشارها.
الكوركومين كأعشاب مفيدة فى علاج السرطان، ووجد أنه يؤثر على منع نمو السرطان وتطوره وانتشاره على المستوى الجزيئى.
كما أن للكركم قدرة فائقة على الوقاية من مرض الزهايمر، وكما هو معروف فالسمة الرئيسية لمرض الزهايمر هى تراكم بروتينات متشابكة تسمى صفائح الأميلويد، والكوركومين يساعد فى إزالة هذه الصفائح، وحيث إن الالتهاب والضرر التأكسدى يلعبان دوراً فى مرض الزهايمر كما أن الكوركومين له تأثيرات مفيدة على كليهما.
تقوية المناعة
تناول الكركم يساعد بشكل كبير فى الحد من الإصابة بنزلات البرد الشديدة والأنفلونزا.
كما أن الكوركومين مركب قوى مضاد للالتهابات، حيث تظهر العديد من الدراسات أن الكوركومين يساعد فى علاج أعراض التهاب المفاصل، وهو فى بعض الحالات يكون أكثر فعالية من الأدوية المضادة للالتهابات.
وبفضل خصائص الكركم المضادة للالتهابات والمضادة للميكروبات ومضادات الأكسدة، فهو يستخدم علاجاً فعالاً لمجموعة متنوعة من الأمراض الجلدية بما فى ذلك حب الشباب والأكزيما والصدفية.
تأخير الشيخوخة
الكوركومين يعمل على تأخير الشيخوخة والوقاية من الأمراض المزمنة المرتبطة بالعمر، والكوركومين يساعد فى الوقاية من أمراض القلب والسرطان ومرض الزهايمر.. وبالتالى له فوائد واضحة فى إطالة العمر.
وتأثيرات الكركم المضادة للأكسدة قوية جداً لدرجة أنه قد يوقف تلف الكبد بسبب السموم، وخاصة المرضى الذين يتناولون أدوية قوية تؤثر على الكبد مع الاستخدام على المدى الطويل.
الكركومين يقلل من الدهون المتكونة حول الكبد والتى يسببها النظام الغذائى، مما قد يساهم فى تقليل خطر الإصابة بمرض الكبد الدهنى اللاكحولى Steatohepatitis