ما العلاقة بين النظام الغذائي وانقطاع الطمث؟
كشفت دراسة حديثة شملت 35 ألف امرأة بريطانية، عن وجود علاقة مثيرة للاهتمام بين النظام الغذائي وبداية انقطاع الطمث.
وتم اكتشاف أن النساء اللاتي كانت وجباتهن الغذائية غنية بالكربوهيدرات المكررة والأطعمة المالحة يميلن إلى تجربة انقطاع الطمث في وقت مبكر، في حين أن أولئك اللاتي لديهن نظام غذائي غني بالأسماك والبقوليات يعانين منه في وقت لاحق.
على وجه التحديد، أدى استهلاك الأسماك الزيتية إلى تأخير انقطاع الطمث لمدة ثلاث سنوات تقريبًا، في حين أن تناول الكربوهيدرات المكررة أدى إلى تسريعه بمقدار 1.5 سنة. ومن المثير للاهتمام أن الدراسة وجدت أيضًا أن النباتيين يعانون من انقطاع الطمث قبل عام تقريبًا من آكلي اللحوم، ربما بسبب المحتوى العالي من الألياف وانخفاض الدهون الحيوانية في نظامهم الغذائي.
في حين أن هذه الدراسة توفر وجهة نظر جديدة حول الدور الذي يلعبه النظام الغذائي في تحديد بداية انقطاع الطمث، إلا أن الآليات الأساسية لا تزال غير واضحة إلى حد كبير. هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم تعقيدات العلاقة بين النظام الغذائي وانقطاع الطمث بشكل كامل.
غالبًا ما يصاحب انقطاع الطمث زيادة في الوزن، خاصة حول البطن. ويمكن أن تعزى زيادة الوزن هذه إلى التغيرات الهرمونية التي تحدث خلال هذه المرحلة من حياة المرأة. مع تقدم المرأة في العمر، تؤدي التغيرات الفسيولوجية إلى انخفاض الكتلة العضلية ومعدل الأيض، بينما تميل مستويات النشاط البدني أيضًا إلى الانخفاض. تساهم هذه العوامل مجتمعة في زيادة الوزن أثناء انقطاع الطمث.
ومع ذلك، هناك العديد من الاستراتيجيات التي يمكن استخدامها للحفاظ على وزن صحي خلال هذه الفترة الانتقالية. يمكن أن يساعد خفض السعرات الحرارية وزيادة تناول البروتين ودمج المزيد من الألياف في النظام الغذائي في التحكم في زيادة الوزن. يمكن لهذه التعديلات في نمط الحياة، جنبًا إلى جنب مع النشاط البدني المنتظم، أن تقاوم بشكل فعال زيادة الوزن المرتبطة غالبًا بانقطاع الطمث.
في الختام، في حين أن انقطاع الطمث هو مرحلة طبيعية في حياة المرأة، إلا أن تأثيره يمكن أن يتأثر بشكل كبير باختيارات النظام الغذائي ونمط الحياة. ومن خلال اتخاذ قرارات غذائية مستنيرة والحفاظ على نمط حياة نشط، يمكن للمرأة أن تمر بمرحلة انقطاع الطمث بشكل أكثر راحة وتقلل من مخاطر المشكلات الصحية المرتبطة بها.