هل سمعتي يوما عن متلازمة الطفل الذهبي؟.. إليكِ التفاصيل
متلازمة الطفل الذهبي، قد يبدو التعبير غريباً بعض الشيء، ويحضر التساؤل، هل هو مرض عضوي أم نفسي؟ وفي حقيقة الأمر أن متلازمة الطفل الذهبي هي ديناميكية عائلية حيث يفضل أحد الوالدين بشكل مفرط طفلًا واحدًا على إخوته.
مع الطفل الذهبي، قد تعانين من الرغبة في وصوله إلى الكمال، أو مشاكل احترام الذات، أو وضع حدود له، لذلك لا بد لكل أبوين وضع حدود صحية لنفسهما، والتخلص من التوقعات المبالغ فيها، وإعطاء الأولوية للرعاية الذاتية لمساعدة الطفل، حتى لا يكبر مع هذه المتلازمة.
غالبًا ما تتطور متلازمة الطفل الذهبي في العائلات التي يكون أحد الوالدين فيها نرجسيًا، حيث يُسقط الوالد النرجسي صورته الذاتية الجيدة على الطفل الذهبي، وصورته الذاتية السيئة على كبش الفداء، ومن صفاته:
هو في نظر الوالدين، لا يمكن أن يرتكب أي خطأ فعيوبه معذورة، ويحصل على معاملة خاصة من والديه، قد يسارع والداه إلى مسامحة أخطائه، مما يعني أنه يمكنه الإفلات من العقاب أكثر بكثير من إخوته.
لأنه عندما يكبر في العمر، يبدأ بفهم شامل من حوله لهذه المعاملة التي مر بها أخوه كبش الفداء، ما قد يؤدي إلى شعوره بالذنب، وهذا لا يعتبر خطأه في تلك الديناميكية العائلية المختلة، بل تقع المسؤولية الكاملة على الوالدين.
وذلك سواء كان يظهر بالفعل سلوكًا استثنائيًا أم لا، وإذا كان هناك أكثر من شقيقين، يمكن أن يصبح أحدهما الطفل الضائع، حيث يتوقع منه الوالدان أن يكون جيدًا في كل شيء، ونتيجة لذلك، من المحتمل أن يسعى وراء الإنجازات من أجل إشباع الرغبة الشديدة في الثناء الخارجي، ويتم إهمال هذا الطفل بسبب تركيز الوالدين على الطفل الذهبي.
نظرًا لأنه نشأ مع أحد الوالدين الذي رأى فيه شخصًا مثاليًا، فقد يشعر بالكثير من الضغط للحفاظ على تلك الصورة، ومن المحتمل أن يصبح قاسياً على نفسه ويرى الفشل أمرًا غير مقبول على الإطلاق، ويحاول القيام بأي فعل مميز تحت الضغط.
نظراً لأنه نرجسي فلا يمكن التنبؤ بتصرفاته، فهو يشعر بالحاجة إلى أن يكون مبتهجًا ومرتاحاً في جميع الأوقات لتجنب المواقف الصعبة، فيميل إلى الدعابة الجميلة مع الآخرين.
ذلك أنه يعاني من إسقاطات المفاهيم المثالية التي فرضها عليه والداه، اللذان يرغبان في تحقيق النجاحات من خلاله، وهذا قد يجعل من الصعب عليه فصل هويته عن هويتهما. قد يهمل احتياجاته ورغباته الخاصة للتركيز على تحقيق أحلام والديه.
لديه شعور متضخم أو متقلص بالذات؛ بسبب الثناء المفرط من والديه، وربما يكون قد طور إحساسًا متضخمًا بقدراته، من ناحية أخرى، قد تكون توقعات الوالدين العالية جعلته ينتقد نفسه، ما يؤدي إلى تدني احترام الذات.
إذا كنت تتعاملين مع طفل يعاني من تقدير الذات المرتفع للغاية أو المنخفض للغاية، فاعلمي أنها من علامات متلازمة الطفل الذهبي.
إذا كان الأب نرجسيًا، فمن المحتمل أن ينظر إلى الطفل كامتداد لنفسه ويطالبه بالوصول المستمر للكمال، سارعي أنت كأم، في وضع الحدود الصحية مع الأب؛ للحصول على المساحة التي يحتاجها طفلك، وعلمي طفلك أن يقوم بإنشاء حدوده بطريقة واضحة ومباشرة، ولا يبالغ في الشرح أو الانخراط في نقاش متبادل، عليه أن يعبر ببساطة عن عدم اقتناعه.
إذا لم يقتنع والده بوجهة نظره، عليه أن يأخذ استراحة من التواصل مع الآباء، وأن يقول له: "أبي، أنا مستعد ومن كل قلبي لقضاء الوقت معك، لكن دعني أحدد ذلك حسب وقتي، وأختار المكان المناسب.
وأن يقول لك مثلاً: "أمي، أعلم أنك تريدين معرفة ما يحدث في حياتي، لكنني لست مرتاحاً لكشف ما يدور برأسي، سأخبرك عندما أكون جاهزاً".
إذا كان طفلك مصاباً بمتلازمة الطفل الذهبي، فمن المحتمل أنه ينتقد نفسه بشدة، وربما يلوم نفسه على ديناميكية الأسرة، ذكريه أن سلوك والده ليس انعكاسًا له، وأن الديناميكية المختلة في طفولته لم تكن خطأه، لذلك عليه تدريبه على التعاطف مع الذات، والذي يتضمن التعرف على الأوقات التي يمر فيها بشيء صعب، والتعامل بلطف مع نفسه في تلك اللحظات، من خلال بعض تمارين اليقظة الذهنية، مثل التأمل أو قراءة التأكيدات الإيجابية لتظهر لنفسه بعض الحب.
الأطفال الذهبيون (والأطفال النرجسيين عمومًا) معرضون لمشاكل مثل الأرق والقلق والاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة، إذا كان طفلك يعاني من أي من هذه المشكلات، فهناك العديد من خيارات العلاج لمساعدتك في إدارة الأعراض. مثل تحديد موعد مع المعالج وهذا يعد خطوة أولى جيدة. واطلبي من الأصدقاء الموثوقين أو أفراد الأسرة النصيحة، أو قومي بمراجعة المعلومات عبر الإنترنت.