مرصد الأزهر: استهداف المدنيين الفلسطينيين ضمن مخطط دفعهم لنزوح جماعي
علق مرصد الأزهر إلى ما ذكرته شبكة سى أن إن، وقال: ما يقرب من 50% من قنـابل جو-أرض المستخدمة ضد قطاع غـزة "غير موجهة"، واكد المرصد أن الكذب جزء من أيديولوجيتهم الفاسدة، فالحديث عن حرصهم على تقليل الخسائر فى صفوف المدنيين الفلسطينيين، ذلك الزعم الذى يروج له الاحتلال الصـهيـونى وداعموه على المنابر السياسية وأمام الشاشات، ما هو إلا أكذوبة ضمن سلسلة الأكاذيب التى باتت مكشوفة أمام العالم.
فما بين 40 إلى 45% من إجمالى قنـابل جو-أرض المقدرة بـ (29 ألف قنبلة) والملقاة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر كانت غير موجهة "عشوائية" وهو ما تسبب فى سقوط نحو 20 ألف شهيد بخلاف آلاف المصابين والمفقودين، ما يفضح مزاعم الاحتلال وشركائه.
نضيف إلى الحقائق المعلن عنها، حقيقة أخرى وهى امتلاك الكيان الصـهيـونى أنظمة قادرة على تحويل "القنـابل غير الموجهة" إلى قنـابل أكثر دقة، الأمر الذى يؤكد تعمده استهداف المدنيين الفلسطينيين ضمن مخطط إثارة الذعر ودفعهم لنزوح جماعى، وما أشبه اليوم بالبارحة!
فنكبة فلسطين عام 1948م خطط لها بنفس الأسلوب وهو إثارة الخوف والهلع فى نفوس الفلسطينيين أصحاب الأرض لدفعهم إلى تركها، ومن أجل تنفيذ هذا المخطط تم إطلاق اليـهـود الصـهـاينة ومدهم بالأسلحة لتنفيذ المجـازر والإبادة فى صفوف الفلسطينيين.
إذا عمليات الإبادة والتطهير العرقى ضد الفلسطينيين ليست خطأ فرديًا من أشخاص فى حكومة الاحتلال ولا خارجها بل جزء من أيديولوجية دموية راسخة فى أذهان جميع الصـهـاينة (مستوطنين وقادة). فـ "مناحم بيغن" قائد إرغون، الذى شغل منصب رئيس الوزراء، تفاخر يومًا بأن الحملة الإعلامية التى تبعت مذبحة"دير ياسين" أثمرت عن نتائج كبيرة غير متوقعة؛ إذ أصيب العرب بهلع كبير لا حدود له، فأخذوا بالفرار للنجاة بأرواحهم. وهو القائل أيضًا: "لولا دير ياسين لما كانت هناك إسرائيل". أى أن جرائم الاحتلال الإرهـابى ضد الفلسطينيين (معركة وجودية) كما تردد مؤخرًا وليست على سبيل البروباجندا السياسية والدينية بهدف إيجاد مبرر مزيف للعدوان على القطاع، بل هو إيمان راسخ فى عقول القائمين عليه ومن أجله تسفك الدماء منذ عشرات السنوات.
وبهذا يتضح أمام العالم أن هذا الكيان لم يرغب فى السلام كما يعلن دائمًا، لكنه يرى أن أرض فلسطين لا تسع سوى اليـهـود، ولو على حساب تصفية الشعب الفلسطينى ودفعه للنزوح بالقوة -كما يحدث الآن- إلى دول الجوار مثل مصر والأردن.
"إن الأرض ليست لأولئك الذين يملكون مساحات شاسعة زائدة، بل لأولئك الذين لا يملكون شيئا. إنها العدالة البسيطة: أن تأخذ جزءا من أرضهم من أجل توفير مكان للجوء شعب مُشرد ومتجول. وإذا قاومت هذه الأمة التى تملك أراضى واسعة -وهو أمر طبيعى جدًا- فيجب إرغامها على ذلك بالقوة".. زَئيف جابوتينسكى، أحد قادة الحركة الصـهيـونية التوسعية.