6 خطوات لمواجهة هشاشة العظام.. اعرفها
هشاشة العظام هو مرض يتسبب في إضعاف العظام وترققها، مما يعرضها لخطر الكسور المفاجئة وغير المتوقعة.
وتشير المؤسسة الدولية لهشاشة العظام إلى أن هشاشة العظام هي مرض العظام الأكثر شيوعا وتؤثر على واحدة من بين كل ثلاث نساء وواحد من بين كل خمسة رجال ممن تزيد أعمارهم عن 50 عاما في جميع أنحاء العالم.
وأوضحت الدكتورة سارة كيلر، أخصائية أمراض الروماتيزم في قسم الروماتيزم وأمراض المناعة في كليفلاند كلينك، أن مرض هشاشة العظام غالبا ما يتطور دون أية أعراض أو آلام في البداية، ولا يتم اكتشافه حتى تتسبب العظام الضعيفة بحدوث كسور مؤلمة غالبا ما تتركز في منطقة الورك أو الرسغ أو العمود الفقري.
وفيما يلي تقدم الدكتورة كيلر ست خطوات يمكن اتخاذها للحفاظ على صحة العظام والحيلولة دون تعرضها للهشاشة:
1. ممارسة التمارين الرياضية بانتظام:
أكدت الدكتورة كيلر أن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام يعد أمرا على قدر كبير من الأهمية للوقاية من هشاشة العظام ومعالجتها، محذرة في الوقت نفسه من وجوب قيام الأفراد، الذين يتم تشخيص إصابتهم بهشاشة العظام بالتحدث مع مزود الرعاية الصحية الخاص بهم أو المعالج الفيزيائي قبل بدء برنامج التمارين الرياضية؛ إذ قد يكون ضروريا تجنب بعض الأنشطة الرياضية مثل ركوب الخيل أو بعض وضعيات اليوجا وذلك لحماية العمود الفقري.
وأضافت كيلر: "إنني أنصح المرضى دائما بالإصغاء إلى ما تقوله لهم أجسادهم، وبدء الرياضة تدريجيا وممارستها باعتدال لتجنب مخاطر الإصابة".
وبهدف بناء كثافة العظام أو المحافظة عليها، تنصح الدكتورة كيلر الأفراد الأصحاء بممارسة التمارين باستخدام الأوزان سواء كانت تمارين بسيطة مثل المشي، أو أكثر قوة مثل الجري، مشيرة إلى أن الأنشطة مثل اليوجا أو اللياقة البدينة (تمارين بيلاتس) أو الممارسة الآمنة لتمارين الوقوف على قدم واحدة، تعد ممتازة لتعزيز التوازن، الذي يعتبر بدوره مهما لتجنب السقوط وحدوث الكسور.
2. النظام الغذائي الصحي
أشارت الدكتورة كيلر إلى أن النظام الغذائي يعتبر عاملا آخر في أسلوب الحياة يؤدي دورا رئيسيا في الوقاية من هشاشة العظام ومعالجتها. وتنصح كيلر باتباع الأفراد لبرنامج غذائي صحي مثل حمية الشرق الأوسط، وتركيزهم على الحصول على كميات كافية من الكالسيوم وفيتامين (د).
وأضافت: "هناك العديد من حاسبات الكالسيوم الموجودة على شبكة الإنترنت، التي يمكنها أن تساعد الأفراد في مراقبة واحتساب كمية الكالسيوم التي يتناولونها. إن الحصول على هذه المواد الغذائية من مصدر طبيعي مثل الغذاء والتعرض الآمن لأشعة الشمس من أجل إنتاج فيتامين (د) في الجسم هو الخيار الأفضل، لكن في حال عدم إمكانية القيام بذلك، فقد يقوم مزود خدمات الرعاية الصحية بوصف مكملات غذائية لضمان ذلك".
3. تجنب العادات غير الصحية والخطرة:
قالت الدكتورة كيلر: "يؤدي النيكوتين إلى إبطاء عملية إنتاج الخلايا المشكّلة للعظام، كما يقلل من امتصاص الكالسيوم من الغذاء، الذي نتناوله، لذلك فإنني أنصح الجميع بعدم التدخين. كما أن الاستهلاك المفرط للكافيين والكحول يرتبطان أيضا بهشاشة العظام، ولذلك يجب تجنب هذه المواد أو التقليل من استهلاكها".
4. معرفة عوامل الخطر المحتملة:
أفادت الدكتور كيلر بأن بعض الأمراض والأدوية قد تتسبب بزيادة مخاطر إصابة الأفراد بهشاشة العظام، ولذلك يجب عليهم توخي الحذر. وأشارت إلى أن هذه الأمثلة تشمل الأفراد المصابين بداء السكري من النوع الأول، والتهابات الأمعاء المزمنة، والتهاب المفاصل الروماتويدي، والأفراد، الذين خضعوا لجراحات علاج البدانة، والأفراد، الذين يتناولون أدوية الجلوكوكورتيكويدات مثل بريدنيزون.
بالإضافة إلى ذلك، فإن انقطاع الطمث لدى النساء يجعلهن أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام؛ إذ أن كثافة العظام تتراجع بسرعة كبيرة خلال الأعوام الـ5-10، التي تلي انقطاع الطمث، كما أن التاريخ الطبي للعائلة يؤدي دورا رئيسيا؛ إذ أن مخاطر تعرض شخص لكسور ناتجة عن ترقق العظام يزيد في حال تعرض أحد من الوالدين إلى كسر في الورك.
5. بحث إجراء الفحوصات اللازمة مع الطبيب
أوضحت الدكتورة كيلر أن فحص كثافة العظام غالبا ما يتم من خلال قياس امتصاص الأشعة السينية ثنائية الطاقة (DXA)، مشيرة إلى أن الطبيب قادر على تحديد متى يجب إجراء هذا الاختبار. وأضافت أنه على الرغم من اختلاف الإرشادات المتعلقة بالفحوصات من دولة أو مؤسسة إلى أخرى، إلا أن مؤسسة هشاشة العظام الوطنية الأمريكية والجمعية الدولية لقياس الكثافة العظمية السريرية تنصحان النساء بإجراء الفحوصات اعتبارا من سن الـ65 عاما.
وأشارت الدكتورة كيلر إلى أن الأفراد من ذوي عوامل الخطر المرتفعة يجب أن يخضعوا للفحوصات في فترة مبكرة، كما يجب على الأفراد، الذين تشير الفحوصات إلى إصابتهم بهشاشة العظام أو انخفاض كثافتها الخضوع إلى قياس امتصاص الأشعة السينية ثنائية الطاقة مرة كل عامين.
6. تناول الأدوية عند الحاجة:
قالت الدكتورة كيلر: "لحسن الحظ هناك الكثير من الأدوية الآمنة والفعالة للمساعدة في بناء العظام والوقاية من الكسور الناتجة عن هشاشة العظام. ويعد تناول علاج يشمل عناصر إبتنائية فعالا جدا في بناء العظام في حالات ترقق العظام الشديد، أو لدى الأفراد المصابين بكسور. كما يمكن للأدوية المانعة لارتشاف العظام المساعدة كذلك في الوقاية من الكسور".
وأوضحت الدكتورة كيلر أن علاج المرضى المصابين بهشاشة العظام يجب أن يركز على الوقاية من الكسور، لذلك وإلى جانب تحسين مستويات الكالسيوم أو فيتامين (د) في الجسم والحصول على علاج لهشاشة العظام، فمن المهم بالنسبة للمرضى أن ينتبهوا إلى تصاميم منازلهم وإبعاد أي مصادر خطر محتمل، الأمر، الذي يشمل اتخاذ عدد من الإجراءات مثل ضمان الإضاءة الجيدة، والتخلص من السجادات الفضفاضة، التي قد تسبب التعثر، والانتباه إلى التوصيلات، والأرضيات الزلقة، وتحديد درجات السلالم بوضوح، وتركيب قضبان إمساك عند الحاجة وخاصة في الحمامات والمطابخ.
واختتمت الدكتور كيلر: "إن اتباع هذه الخطوات مهم جدا؛ نظرا لأن كسور العمود الفقري والورك قد تؤدي إلى تغير جذري في حياة المصاب بها، وغالبا ما تتسبب بآلام مزمنة وإعاقات، وقد تؤدي إلى تقصير عمر المصاب بسبب المضاعفات، التي قد تحدث بعد حدوث الكسور".