مفتي الجمهورية: احتكار السلع ممنوع شرعًا.. ودليل على انعدام الضمير
أكد مفتي الجمهورية الدكتور شوقي علام، أن دار الإفتاء تحرص كل عام مع اقتراب شهر رمضان المعظم على وضع استراتيجية خاصة للعمل طوال الشهر الكريم، مشيرا إلى أن خطة الدار ترتكز هذا العام على تعظيم الاستفادة من الوسائل التكنولوجية لإيصال رسالتها، وفي سبيل ذلك تعمل على تعزيز فريق الفتوى الهاتفية والإلكترونية من أجل إتاحة الفرصة لتلقي أكبر عدد من تساؤلات الناس فيما يتعلق بالشهر الكريم.
وقال مفتي الجمهورية -في حوار لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم /الإثنين/- إن دار الإفتاء حرصت هذا العام على زيادة عدد فريق الفتوى الإلكترونية، حيث تستقبل الدار أسئلة المستفتين عبر نافذة لها على موقع دار الإفتاء المصرية على شبكة الإنترنت، كذلك لديها تطبيق إلكتروني على الهواتف الذكية يهدُف إلى تسهيل التواصل بين السائلين ودار الإفتاء وهو استكمال لمسيرة دار الإفتاء نحو تذليل عقبات وصعوبات عملية حصول المستفتين على إجابات لفتاويهم من ذوي الخبرة والتخصص، هذا فضلًا عمَّا يعرضه تطبيق الفتاوي من أهم الفتاوي الحديثة المرتبطة برمضان وغيرها.
وأوضح المفتي أنه سيتم العمل على تكثيف ساعات البث المباشر على صفحة دار الإفتاء الرسمية، حيث يقوم علماء الدار باستقبال أسئلة المتابعين أثناء البث والرد عليها مباشرة، وبعد انتهاء البث يتم نشر الأسئلة التي وردت وإجاباتها في فيديوهات منفصلة على الصفحة الرسمية وقناة اليوتيوب الخاصة بالدار، فضلًا عن ظهور عدد من علماء دار الإفتاء المصرية في بعض البرامج التلفزيونية المباشرة للرد على استفسارات المشاهدين وأسئلتهم حول رمضان وأحكام الصيام، بالإضافة إلى الرسائل والبيانات الصحفية اليومية التي تصدر عن المركز الإعلامي لدار الإفتاء حول أحكام وفتاوي الصيام التي يكثر السؤال عنها.
نفحات ربانية ومِنح إلهية
وأشار مفتي الجمهورية إلى أن شهر رمضان من أوله إلى آخره نفحات ربانية ومِنح إلهية تتنزل على بني آدم ويعم السلام والوئام وتعم السكينة والهدوء في هذا الشهر.. مشيرًا إلى أن هناك الكثير من المغانم والمعاني المستفادة من شهر رمضان منها التدريب على الصبر، كما بشرنا سبحانه وتعالى بأن الصبر جزاؤه الجنة، فيجب ألا نخرج منه إلا وقد وعينا هذا الدرس العظيم بحيث يصبح له مردود على العمل وفي الشارع والبيت وفي كل تعاملاتنا، ولعل هذه المعاني الراقية والقيم النبيلة لباي تبث في شهر رمضان وشعائره توجب على المسلم حسن استقباله، والاستعداد لقدومه، والاستبشار بحلوله، واغتنام فرصه، والتعرض لنفحاته، حيث إن شهر رمضان مرحلة إيمانية يجب أن يتزود المسلم قبلها بالأخلاق التي تعينه على الصوم حتى تتحقق الغاية الكبرى من هذه العبادة المباركة.
الشريعة منعت الاحتكار
وبشأن احتكار السلع خاصة في رمضان، أكد المفتي أن الاحتكار يعد من أبرز الممارسات التي منعتها الشريعة الإسلامية، والرسول صلى الله عليه وسلم قال أيضا عن المحتكر: «مَنِ احْتَكَرَ حُكْرَةً، يُرِيدُ أَنْ يُغْلِيَ بِهَا عَلَى الْمُسْلِمِينَ، فَهُوَ خَاطِئٌ»، وعندما تأتي كلمة خاطئ وملعون في النص الشرعي يكون لها دلالة معينة معناها أنه لا لعنة إلا على أمر محرم.. مشيرًا إلى أن الاحتكار حالة غير صحية وتدل على انعدام ضمير التاجر المحتكر للسلع، وأنه لا يشعر بأحوال الناس، إنما يريد أن يقتات على أقوات الآخرين، وهذا تصرف لا يرضاه الله عز وجل ولا رسوله صلى الله عليه وسلم.
وقال مفتي الجمهورية إن ما يمر به العالم من كساد اقتصادي، أدى إلى ركود في معايش الناس وأرزاقهم، وأكثر من مظاهر الحاجة، فاشتدت حاجة الفقراء والمساكين إلى أموال الزكاة لمواساتهم ونجدتهم، مشيرا إلى أن ضرورة استنفار الأغنياء إلى مد يد العون للفقراء والمحتاجين.
وأوضح أن تقديم الزكاة مذهب جماهير الفقهاء وعليه العمل والفتوى؛ إظهارا للمروءات في أوقات الأزمات، وثواب الزكاة المعجلة يكون في هذه الحالة أعظم، لما فيه من مزيد تفريج الكروب وإغاثة الملهوفين وسد حاجة المعوزين، كما أن الشريعة الإسلامية جعلت كفاية الفقراء والمساكين هي أهم مقاصد الزكاة إذ جاؤوا في صدارة مصارفها الثمانية للتأكيد على أولويتهم في استحقاقها؛ قال تعالى: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾[التوبة: 60].
وأشار إلى أن الأصل في الزكاة ابتناؤها على مصلحة الفقراء وسدادها لفاقة المحتاجين حتى يتحقق المقصد التكافلي، ويحصل الاكتفاء الذاتي، وتظهر العدالة المجتمعية، وتقل الفوارق الطبقية، وتحل المشكلات الاقتصادية، وتزداد وفرة الإنتاج وتضعف نسبة البطالة؛ فترتقي بذلك أحوال الأمم والشعوب.
وقال المفتي إنه ينبغي على الإنسان المسلم أن يغتنم الفرصة في شهر رمضان ويتعرض لنفحات الله عز وجل وعلينا أن نلتمس الخير في هذا الشهر بالتقرب إلى الله سبحانه وتعالى، بالصلوات المفروضات، فإن مَن تقرب إلى الله سبحانه وتعالى بخصلة من خصال الخير كان كمن أدى فريضة فيما عدا رمضان، ومن أدى فريضة في رمضان كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنتقرب إلى الله تعالى بالصلوات المفروضات وبالصلوات التي تطوع بها والتي سنها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك الإكثار من النوافل، ومن ذلك أيضا صلاة التراويح والتهجد بالليل، كذلك الحرص على تلاوة القرآن الكريم في شهر القرآن آناء الليل وأطراف النهار، وختمه وتدبره.
وأكد أهمية الحرص على صِلة الرحم بشتى الطرق، والإكثار من بذل الخير والعطاء، جنبا إلى جنب مع الحفاظ على أداء مهام العمل، فالصوم يجب أن يكون دافعا إلى حالة العمل الحقيقية، وليس إلى التكاسل، وأن يتحجج المرء بأنه صائم فلا يقوى على العمل، بل على كل منا أن يعمل بجد وأمانة، كل في مهنته، وهذا ما حث عليه الرسول الكريم وأمر به الله عز وجل.
وقال المفتي -في حواره مع وكالة أنباء الشرق الأوسط- يجب علينا أن نتأسى بأخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم، الذي كان يستعجل قدوم رمضان ويدعو الله بقوله: اللهم بلغنا رمضان؛ لأجل استعجال الطاعة، ولم يحرص على استعجال الزمن حرصه على رمضان؛ لما للشهر الكريم من فضائل وخصوصية.
وشدد المفتي على أن رمضان من أوله إلى آخره نفحات ربانية ومِنح إلهية تتنزل على بني آدم ويعم السلام والوئام وتعم السكينة والهدوء في هذا الشهر.
وأوضح أن هناك الكثير من المغانم والمعاني المستفادة من شهر رمضان منها التدريب على الصبر، كما بشرنا سبحانه وتعالى بأن الصبر جزاؤه الجنة، فيجب ألا نخرج منه إلا وقد وعينا هذا الدرس العظيم بحيث يصبح له مردود على العمل وفي الشارع والبيت وفي كل تعاملاتنا، ولعل هذه المعاني الراقية والقيم النبيلة توجب على المسلم حسن استقبال شهر رمضان ، والاستعداد لقدومه، والاستبشار بحلوله، واغتنام فرصه، والتعرض لنفحاته، مؤكدا أن شهر رمضان مرحلة إيمانية يجب أن يتزود المسلم قبلها بالأخلاق التي تعينه على الصوم حتى تتحقق الغاية الكبرى من هذه العبادة المباركة.
الصدقات في رمضان
ونبه المفتي إلى أن الصدقة من أهم أمثلة التعاون والتكافل الاجتماعي خلال الشهر الفضيل، والتي لها فضل كبير وعظيم للمتصدق قبل المتصدق عليه، ولعل الإنفاق على موائد الرحمن ووجبات الإفطار للمسافرين في رمضان، وتجهيز "شنط رمضان" وجهٌ من وجوه الخير والتكافل بين المسلمين، وهذا داخل في أبواب الصدقات والتبرعات ما دامت تجمع بين الفقراء والأغنياء، فإذا اشترط صاحبها أن لا يأكل منها إلا الفقراء والمحتاجون وأبناء السبيل من المسلمين فيجوز حينئذٍ أن تكون من الزكاة، ويكون تقديم الطعام لهم في هذه الحالة من باب التمليك.
وعن كيفية مقاومة النفس لترك المعاصي لمن اعتاد عليها خاصة خلال الشهر الفضيل، أوضح المفتي أن الدين لا يتجزأ وأحكامه وفروضه متعاونة متماسكة إذا اختل منها عضو كان إخلالا بالدين وانتقاصا له، ومن ثم فمن كان صائما فليحفظ نفسه من كل ما هو حرام، فهناك فارق بين من صام وتحفظ عن الحرام ومن صام وترك نفسه ولم يكبح جماحها عن المحرمات، وعقاب مَن يرتكب المعصية خلال شهر رمضان يكون مضاعفًا، لقول رسول الله: «اتَّقُوا الْمَأْثَمَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ؛ فَإِنَّ الْحَسَنَاتِ تُضَاعَفُ فِيهِ مَا لا تُضَاعَفُ فِي غَيْرِهِ، وَكَذَلِكَ السَّيِّئَاتِ».
وأكد أنه يجب على الصائم ألا يضيع وقته أو يكون منشغلا بما لا يفيد، وعليه أن ينشغل في مهام وقضايا أخرى، لأنه شهر فريد في العام ولن يعود ثانية إلا بتوفيق الله، وبالتالي يجب على الإنسان أن يغتنم وقته وألا يضيعه أمام الشاشات أو الهواتف إلا في شيء مفيد، وعلينا أن نتفرغ للعبادة وألا يشغلنا شاغل آخر إلا ما يرضي ربنا سبحانه وتعالى.
لا يجوز لمسلم أن يفطر في نهار رمضان جهرًا بغير عذر
وبشأن حكم من يجاهر بالفطر بغير عذر، قال شوقي علام إنه لا يجوز لمسلم يؤمن بالله ورسوله واليوم الآخر، أن يفطر في نهار رمضان جهرًا بغير عذر أمام أعين الناس وعلى مشهد منهم، ومَن يفعل ذلك مستهترًا وعابثًا بشعيرة عامة من شعائر المسلمين، والوسيلة لمواجهة مَن يجهر بإفطاره بغير عذر في شهر رمضان هي توجيه النصح له بالحكمة والموعظة الحسنة.
وعن كيفية استغلال المسلم لليلة القدر في التقرب إلى الله، أوضح أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان يحتفي بليلة القدر احتفاء خاصا، وقال للسيدة عائشة إن أفضل دعاء في ليلة القدر، هو "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عنا"، ومن ثَمَّ على المسلمين أن يجتهدوا في العشر الأواخر من شهر رمضان، وفي ليلة 27 رمضان، فلعلها ليلة القدر التي وُصفت بأنها خير من 1000 شهر.
عن الدور الذي تلعبه دار الإفتاء في تأهيل الوافدين من مختلف الدول، أكد المفتي أن لدى دار الإفتاء المصرية إدارة للتدريب وبرنامج خاص لتأهيل الوافدين وتدريبهم على الإفتاء، وتبلغ مدة البرنامج ثلاث سنوات، يدرس الطالب خلالها عددًا من العلوم المؤهلة للفتوى، كما يتدرب على الإفتاء بشكل عملي على يد أمناء الفتوى بالدار؛ وذلك حرصا من دار الإفتاء على أن تكون الفتوى محققة لاستقرار المجتمعات وملائمة لها،و إيمانا منا بأن الفتوى صناعة ثقيلة يترتَّب عليها آثار سلبية وإيجابية، ومن ثَمَّ تحتاج إلى أن ينظر المفتي إلى العلم ومآلات الفتوى المحققة لاستقرار المجتمعات، ومن ثم فدار الإفتاء المصرية تولي اهتماما كبيرا بالعلوم الحديثة للتدريب على الإفتاء.
دور مهم للجمهورية الجديدة
وعن استراتيجية دار الإفتاء نحو الجمهورية الجديدة، قال المفتي إنه لا شكَّ أن للجمهورية الجديدة دورا مهما في إحداث تغيير في الوطن، ونحرص في دار الإفتاء المصرية على مؤازرة جهود الدولة في كل المناحي، خاصة فيما يتعلق بتجديد الخطاب الديني وكشف زيف خطاب التطرف ودعاوى وفكر جماعات الإرهاب، وتسبق دار الإفتاء غيرها من المؤسسات الدينية في طرق كل جديد وبذل كل جهد في سبيل تحقيق هدفها وهدف الدولة المصرية في محاربة التطرف والإرهاب وإرساء مبادئ الوسطية، وضبط فوضى الفتاوى وحماية فكر الشباب وبيان صحيح الدين، والحفاظ على استقرار المجتمع، كما نسعى بجهد كبير في بناء الوعي لدى الناس.
وبشأن دور دار الإفتاء في بناء الوعي الديني والفكري الذي أكد عليهما الرئيس عبد الفتاح السيسي، قال شوقي علام إن بناء الوعي يعد أحد أهم الثوابت التي يقوم عليها العمل في دار الإفتاء المصرية، وفي سبيل ذلك نواجه تحدياتٍ كبيرة، فبناء الوعي الصحيح الذي ندرك به طبيعة المرحلة الخطيرة التي تمر بها مصر الآن، وندرك بها أيضا طبيعة التحديات التي تواجه مصر وطبيعة التحولات والصراعات التي يموج بها العالم من حولنا.
بناء الوعي
وأضاف مفتي الجمهورية أن بناء الوعي له دور كبير في عملية البناء والتنمية وتأتي أهمية صناعة الوعي في مواجهة أي تزييف يستنزف قدرات المجتمع وطاقاته، ويأتي كذلك دور الشباب كأحد أهم الأدوار الفاعلة في البناء الحضاري، من خلال المشاركة في تعزيز الوعي المجتمعي بخطورة الأفكار المتطرفة، ومواجهتها بكل الطرق الممكنة، خصوصا تلك الأوسع انتشارا بين الشباب، على شبكات التواصل الاجتماعي، والمنصات الرقمية، وهي في هذا العصر من أوسع أبواب الاستقطاب الفكري للجماهير عامة والشباب خاصة، وهو الأمر الذي عملت دار الإفتاء على مواجهته وفق أساليب عصرية تسهل إيصال الرسالة الإفتائية وتعتمد خطابا وسطيا يسهم في رفع الوعي لدى الجميع.
وعن جهود الدار في التنمية المستدامة ومعالجة التطرف والتحول الرقمي، أوضح المفتي أن التنمية المستدامة عنصر أساسي من عناصر تكوين الشخصية المسلمة، والقرآن الكريم والتوجيه الإلهي يشير إلى ذلك في العديد من الآيات الكريمة، كقوله تعالى: {هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا}، ومن أجل ذلك سعينا إلى جعل الفتوى تتحرك في منطقة البناء والعمران والتنمية، وليس الإثارة وزعزعة استقرار المجتمع والأمور التي قتلت بحثا، فكنا نبحث مسألة التنمية التي تفيد الناس وتحقق مصالح المواطنين؛ لكون الفتوى تتحرك أساسًا في منطقة البناء والعطاء وخدمة البشر بشكل يعتمد على العلم والبحث.
مرصد الفتاوي التكفيرية والآراء المتشددة
وفيما يخص مواجهة التطرف، قال المفتي إنه تم إنشاء مرصد الفتاوي التكفيرية والآراء المتشددة، الذي يرصد ويحلل ويصدر الردود والتقارير لكل ما يصدر عن المتطرفين على مدار الساعة، وذلك في عام 2014، موضحا أنه تم تطوير المرصد ليصبح مركز سلام لدراسات التطرف، وهو مركز عالمي علمي وطني متخصص في دراسات التطرف ومواجهة الإرهاب، منبثق عن الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، وجاء تأسيسه كثمرة لجهود متوالية وخبرات طويلة وعمل دؤوب لدار الإفتاء في مجال مكافحة التطرف والإرهاب على المستوى المحلي والعالمي.
أما بشأن التحول الرقمي فقد شهدت دار الإفتاء خلال العام 2022 نقلة كبيرة في التحول الرقمي، خاصة منذ انتشار جائحة كورونا، فلجأت إلى التوسع في استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة في تقديم خدماتها للناس في مصر ومختلف دول العالم.
"Fatwa Pro"
وأشار مفتي الجمهورية إلى أنه تم إطلاق تطبيق فتوى برو "Fatwa Pro"، وهو تطبيق إلكتروني متعدد اللغات تم إنشاؤه للتواصل مع الجاليات المسلمة -خاصة في الغرب- الناطقة باللغات الإنجليزية والفرنسية كمرحلة أولى ليكون بمنزلة المفتي المعتدلِ والمعين لهم على الحصول على الفتوى الرشيدة.
وعن تعزيز دور الدار في التواصل مع المجتمعات المسلمة في كل أرجاء العالم وكيفية مواجهة التحديات ووضع الحلول لها، أشار المفتي إلى أننا أدركنا أهمية الاشتباك مع وقائع الأحداث وكل ما يشغل المجتمعات المسلمة، حتى نقدم إلى الأمة الإسلامية رؤية مؤسسية معاصرة دقيقة ومواكبة لتلك المستجدات؛ عمادها العمل المؤسسي الدؤوب، وقوامها الاجتهاد الجماعي الأمين، فأسسنا الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم عام 2015، وهي مظلةٌ، وإن كانت مصريةَ المنشأ؛ فهي أممية التوجه عالمية البذل والعطاء، تعمل على جمع الكلمة ولم الشمل وتوحيد الصف ونشر قيم الوسطية والاعتدال والتعايش السلمي والتسامح والعطاء المشترك والتعاون والانفتاح على الآخر وخدمة الإنسانية؛ كقيمٍ أصيلةٍ للأمة الإسلامية الواحدة كادت الجماعات المتطرفة أن تعمل على طمس هويتها وتضييع قيمها لتحل محلها أفكار أخرى غريبة عن القيم الأصيلة للإسلام الوسطي.
ولفت إلى أن الأمانة العامة منذ بداية مسيرتها تستشرف المستقبلَ وتبحث قضايا الإفتاء والتحول الرقمي، وكذلك الإفتاء وقضايا التنمية المستدامة وبناء الإنسان، كما عملت على بناءِ وتطوير القدرات الإفتائيةِ ونقل الخبرات والتجارب وصقل المواهب عبر العديدِ من برامجِ التدريب الجادةِ والمتطورةِ.