تحليل الحمض النووي يكشف أسرار وفاة الملك توت عنخ آمون

ظل سبب وفاة الملك توت عنخ آمون موضع جدل على مدار أكثر من قرن، لكن التحليل الحديث للحمض النووي قدّم إجابات جديدة.
ووفقًا للنتائج التي تم الحصول عليها، أظهر التحليل أن الملك توت عنخ آمون قد توفي بسبب إصابته المتكررة بالملاريا، وهو مرض كان مميتًا في عصره رغم كونه قابلًا للعلاج في الوقت الحالي. ووفقًا لتيم باتي، مدير معرض توت عنخ آمون، "تشير الاختبارات إلى أن الملاريا قد كانت السبب الرئيسي في وفاته."
عوامل وراثية قد تكون وراء وفاته المبكرة
بالإضافة إلى الملاريا، أشار التحليل الجيني إلى أن الملك توت كان نتيجة زواج الأقارب، ما تسبب في إصابته بالعديد من المشاكل الصحية التي ربما أسهمت أيضًا في قصر عمره، وحكم الملك توت مصر فقط لمدة تسع سنوات قبل أن يموت في سن الثامنة عشرة.
وعلى الرغم من قصر فترة حكمه، لا يزال الملك توت أحد أشهر الفراعنة في التاريخ، وذلك بفضل اكتشاف مقبرته عام 1922.
الحمض النووي يكشف روابط العائلة الملكية
أوضح الباحثون أن تحليل الحمض النووي أتاح لهم أيضًا معرفة روابط الملك توت العائلية.
وتبين أن والد الملك توت هو الفرعون أمنحتب الثالث، بينما كانت والدته ربما الملكة تيي، وكلاهما توفيا بسبب الملاريا أيضًا. بالإضافة إلى ذلك، أظهر التحليل أن الملك توت كان من نسل زواج الأقارب، وهو ما يفسر ظهور مشاكل صحية وراثية.
الملاريا وزواج الأقارب: عاملان رئيسيان في وفاته
تشير الأدلة المستخلصة من التحليل إلى أن الملاريا، إلى جانب المشاكل الصحية الوراثية الناجمة عن زواج الأقارب، كانت العوامل الرئيسية التي ساهمت في وفاة الملك توت في سن مبكرة.
وبالإضافة إلى ذلك، أظهرت دراسات تصويرية أخرى أن الملك توت كان يعاني من نخر في قدمه اليسرى، مما يضيف مزيدًا من التعقيد حول حالته الصحية.
غموض حول هوية والدي الملك توت
لا يزال هناك جدل بشأن هوية والد ووالدة الملك توت، بينما يعتقد العديد من العلماء أن والدته قد تكون الملكة نفرتيتي، يتناقش بعض الخبراء حول أن الملكة قد تكون هي "السيدة الشابة" المدفونة في وادي الملوك.
وتؤكد الدراسات الجينية على أن الملك توت كان ابن الفرعون إخناتون، رغم الجدل المستمر حول هذا الموضوع.
الدراسات والنتائج الحديثة تفتح أبواب جديدة لفهم وفاة الملك الشهير
أظهرت دراسة الحمض النووي التي أُجريت عام 2010 أن الملك توت كان يعاني من عدة أمراض، بما في ذلك مرض كولر الثاني، وهو اضطراب نادر في العظام.
وتسلط هذه الاكتشافات الضوء على التحديات الصحية التي كان يواجهها توت في حياته القصيرة.
كما أظهرت الصور المقطعية التي أُجريت على رفات الملك توت إصابته بنخر في قدمه اليسرى، وهو ما قد يكون قد أثر على قدرته على المشي.
الجدل حول زواج الأقارب في الأسرة الملكية
كما تثير دراسات الحمض النووي تساؤلات حول ممارسة زواج الأقارب في الأسرة الملكية المصرية القديمة.
ويعتقد الباحثون أن هذه الممارسة كانت شائعة جدًا في العائلات الملكية، مما يزيد من خطر الإصابة بالأمراض الوراثية.
ومن المعروف أن العديد من الأمراض كانت تؤثر على الملك توت، ولكن لم يكن أي من هذه الأمراض سببًا مباشرًا في وفاته.