هي وهما
هي وهما

آراء هي وهما

إبراهيم نصر يكتب: ماذا فعل سلاح المقاومة ؟

-

فى ظل الأوضاع الكارثية بالغة السوء فى فلسطبن ـ ولا أقول فى غزة وحدها ـ دفع الكثيرين إلى الخروج عن صمتهم، مطالبين حماس، بل كل فصائل المقاومة، إلى وضع سلاحها، حتى يمكن إنفاذ صفقة تبادل الأسرى الفلسطينيين مع الرهائن الصهاينة، ووقف إطلاق النار وانسحاب إسرائيل من القطاع، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية لمن تبقى من السكان الذين يموتون إن لم يكن بالقصف فبالجوع والعطش، وعدم وجود ما يسعف الجرحى ويداوي المرضى.
على رأس هؤلاء الذين خرجوا عن صمتهم: السلطة الفلسطينية، التى دعت مرارا حماس إلى تسليم سلاحها والالتزام بسلطة واحدة وقانون واحد، وبعض الفصائل الفلسطينية الأخرى ترى أن استراتيجية حماس لم تحقق النتائج المرجوة وأن هناك حاجة إلى مقاربات مختلفة، والعديد من المحللين والكتاب الفلسطينيين والعرب والدوليين يعربون عن قلقهم إزاء استمرار الوضع الراهن وتأثيره على المدنيين، ويطالبون حماس بوضع سلاحها الذى لم تستطع أن تحمى به المدنيين، بل لم تستطع أن تحمى نفسها، وحصد العدو الكثيرين من قياداتها، بل إن بعض سكان غزة الآن ـ من المقيمين او المهجرين ـ يرون أن الأولوية الأولى هي تحقيق الاستقرار والسلام، حتى لو تطلب ذلك تنازلات بوضع سلاح حماس، وتنحيها عن حكم غزة.
وقد تعددت وجهات نظر المعارضين لتمسك حماس بسلاحها في ظل العجز الظاهر عن تحرير الأرض أو حماية المدنيين في قطاع غزة، ويمكن تلخيص أبرز هذه الآراء في النقاط التالية:
* العجز عن التحرير: يرى المعارضون لحماس أن التمسك بالسلاح لم يحقق تحرير الأراضي الفلسطينية المحتلة، بل أدى إلى عكس المراد، فتوسعت رقعة الاحتلال، حدث دمار هائل وخسائر بشرية فادحة في صفوف الفلسطينيين.
* فشل في حماية المدنيين: بعض المعارضين يؤكدون أن السلاح لم يتمكن من حماية المدنيين الفلسطينيين من العمليات العسكرية الإسرائيلية، بل في بعض الأحيان، تتهم حماس والفصائل الأخرى باتخاذ المدنيين دروعا بشرية أو العمل من مناطق مدنية، مما يعرض المدنيين للخطر.
* تصعيد العنف: يرى المنتقدون أن وجود السلاح لدى حماس والفصائل الأخرى يوفر ذريعة لإسرائيل لتصعيد عملياتها العسكرية في غزة، وهذا يكلف المدنيين ثمنا باهظًا من أرواحهم وممتلكاتهم وبنيتهم التحتية.
* الأزمة الإنسانية: إن استمرار الصراع والدمار يعيق جهود الإغاثة وإعادة الإعمار، ويفاقم الأزمة الإنسانية التي يعاني منها سكان غزة.
* عرقلة المفاوضات: يرى البعض أن تمسك حماس بالسلاح يعرقل جهود التوصل إلى حلول سياسية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ويجعل من الصعب تحقيق سلام دائم وعادل.
* التركيز على إعادة الإعمار وتحسين الأوضاع الإنسانية: يرى أصجاب هذا الرأى أن الأولوية في الوقت الحالي يجب أن تكون لإعادة إعمار غزة وتحسين الأوضاع الإنسانية لسكانها، وأن التمسك بالسلاح يعرقل هذه الجهود، ويدعون إلى تبني استراتيجية جديدة تركز على الدبلوماسية والعمل السياسي والإنساني لتحقيق حقوق الفلسطينيين.
والعجيب المريب أن حماس ترفض بشكل قاطع ان تضع سلاحها، معتبرة أنه سلاح مقاومة مشروع ضد الاحتلال الإسرائيلي، وأنه الضمانة الوحيدة لحماية الفلسطينيين والحصول على حقوقهم، وإنى أسألهم: عن أى حماية تتحدثون وقد رأينا والعالم أجمع ما جرى، وعن أى حقوق تتكلمون وقد ضاعت كل حقوق الفلسطينيين، ولم يبق لهم إلا الهواء يتنفسونه للبقاء على قيد الحياة. فيا قادةَ حماس المختبئين في الأنفاق، ويا قادة حماس المنعمين بعيدا عن لهيب المعركة في كنف البلادِ الآمنة التى تؤويكم، أليس فيكم رشيد ذو رأي سديد؟.
وفى الختام أستطيع القول: إن هناك أصواتا متزايدة تنتقد تمسك حماس بسلاحها في ظل استمرار عجزها عن تحرير الأرض أو حماية المدنيين. وترى هذه الأصوات أن الثمن الذي يدفعه المدنيون باهظ، وأن استمرار الوضع الراهن يعيق الحلول السياسية ودخول المساعدات الإنسانية وتنفيذ خطة إعادة الإعمار، ويجعلها فى مهب الريح.
[email protected]