أستاذ قانون تجاري دولي: ترامب خالف المبادئ المستقرة في منظمة التجارة العالمية

أكد الدكتور أحمد سعيد، الخبير الاقتصادي، وأستاذ القانون التجاري الدولي، أنه بعد الحرب العالمية الثانية، تم التوصل إلى اتفاقية بريتون وودز في عام 1943، والتي نصت على أن الولايات المتحدة ستكون المسؤولة عن طباعة الدولار المستخدم في التجارة الدولية، بشرط أن يكون الدولار مدعومًا بالذهب، إلا أنه في أزمة نيكسون الشهيرة في السبعينيات، تم إعلان أن الولايات المتحدة ستطبع الدولار بدون غطاء من الذهب.
وشدد “سعيد”، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج “الساعة 6”، المُذاع عبر شاشة “الحياة”، على أن ذلك أدى إلى أن الولايات المتحدة أصبحت أكبر مدين في التاريخ، حيث وصلت ديونها إلى 36,000 مليار دولار، كما أنه في الوقت نفسه، فإن الولايات المتحدة تطبع سنويًا 3,000 مليار دولار، مما يؤدي إلى عجز في الميزانية بمقدار 3,000 مليار دولار.
وأوضح أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ولايته الأولى كانت الحرب التجارية لا تزال قائمة، والآن نشهد تحولًا كبيرًا في الاقتصاد العالمي، حيث الحرب التجارية تتحول إلى أدوات عسكرية، مشددًا على أن المرحلة القادمة هي إعادة تشكيل التحالفات العالمية، حيث فرض ترامب قيودًا جمركية على جميع دول العالم، ولكنه الآن يبدأ مفاوضات فردية مع كل دولة على حدة، مما يعني أن كل دولة ستحصل على مزايا خاصة مقابل تقديم تنازلات من جانب الولايات المتحدة.
ونوه بأن ترامب خالف المبادئ المستقرة في منظمة التجارة العالمية، التي تدعو إلى عدم فرض الرسوم الجمركية أو التقييدات التجارية، مؤكدًا أن العالم اليوم لا يستجيب بشكل جماعي بسبب الظرف الزمني الذي نمر به بعد وباء كورونا، وما نتج عنه من زيادة التضخم والعجز في الميزانيات، مما دفع الدول للتصرف بشكل فردي بما يخدم مصالحها.
وتابع: “الولايات المتحدة تسعى إلى تفكيك الاتحاد الأوروبي من خلال اتفاقات تجارية مستقلة مع كل دولة أوروبية على حدة، كما أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يعد بداية لذلك التفكيك”، مؤكدًا أن الأسعار في مصر ستتأثر بسبب ارتفاع السلع الوسيطة التي يتم تصديرها بين الولايات المتحدة وأوروبا أو الصين، وبالتالي ستنعكس تلك الزيادة على المنتجات النهائية.