دراسة تكشف عن فوائد تقليل الأطعمة فائقة المعالجة على صحة الجسم

في دراسة حديثة، أظهرت نتائج مثيرة أن تقليل استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة قد يكون له تأثير كبير على صحة الجسم.
وتبين أن المشاركين الذين قللوا استهلاكهم لهذه الأطعمة بنسبة 50% شهدوا تحسنات ملحوظة في صحتهم، بما في ذلك زيادة مستويات الطاقة وفقدان متوسط يبلغ 7.7 رطل من الوزن.
كما أن التغيير في النظام الغذائي قد يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري والحالات الصحية الخطيرة الأخرى على المدى الطويل.
الأطعمة فائقة المعالجة، مثل الوجبات الخفيفة الحلوة والمالحة، اللحوم المصنعة، والوجبات المجمدة المعبأة، تعتبر من العناصر الأساسية في النظام الغذائي الأمريكي، حيث تشكل 60% من النظام الغذائي النموذجي، وفقًا للدكتورة سابانا شاه، أستاذة الطب السريري في جامعة نيويورك.
وتتميز هذه الأطعمة بارتفاع محتواها من السكر، الدهون المشبعة، والصوديوم، في حين تفتقر إلى العناصر الغذائية الأساسية والألياف الضرورية.
أجريت الدراسة على مجموعة من 14 بالغًا تناولوا يوميًا على الأقل نوعين من الأطعمة فائقة المعالجة. خضع المشاركون لبرنامج غذائي لمدة ثمانية أسابيع يتضمن تعليمًا عن الأطعمة المعالجة، استراتيجيات لإعداد الوجبات الصحية، بالإضافة إلى الدعم المالي لشراء الأطعمة الصحية. كما قاموا بملء استطلاعات ذاتية حول تناولهم الغذائي قبل وبعد فترة الدراسة.
وكانت النتائج لافتة؛ حيث شهد المشاركون انخفاضًا ملحوظًا في استهلاكهم من السعرات الحرارية بنحو 600 سعرة حرارية يوميًا.
كما قللوا استهلاكهم من السكر بنسبة 50%، ومن الدهون المشبعة بنسبة 37%، والصوديوم بنسبة 28%. علاوة على ذلك، أفاد المشاركون بتحسنات في صحة البشرة، وزيادة في مستويات الطاقة، وتحسن في المزاج.
وأكد الخبراء الذين شاركوا في الدراسة أن تقليل تناول الأطعمة فائقة المعالجة قد يكون له تأثير إيجابي كبير على الصحة العامة، رغم أن الإرشادات الغذائية الأمريكية الحالية لا تتضمن توصية محددة بتقليل هذه الأطعمة. وتُظهر النتائج أن التدخلات السلوكية، مثل برامج التغذية التي تركز على تقليل هذه الأطعمة، يمكن أن تكون فعّالة، حتى لو كانت المدة قصيرة.
أضافت الدكتورة شارلوت هاجمان، الباحثة المشاركة في الدراسة، أن النتائج كانت واعدة للغاية، مشيرة إلى الحاجة إلى مزيد من الأبحاث والتوجيهات الصحية التي تدعو إلى تقليل استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة. ومع تزايد الأدلة على الأثر السلبي لهذه الأطعمة على الصحة، قد تكون هذه الدراسة نقطة انطلاق لتغييرات جوهرية في الإرشادات الغذائية المستقبلية.