إعلامية فلسطينية: الانقسامات داخل الحكومة الإسرائيلية كشفت هشاشة المشروع الصهيوني
تطرقت الإعلامية الفلسطينية نضال الناطور، الباحثة في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، إلى الانقسامات الداخلية في الكيان الإسرائيلي، مشيرة إلى أن الحرب الأخيرة كشفت هشاشة الحكومة اليمينية المتطرفة بقيادة نتنياهو، إذ شهدت المؤسسة السياسية استقالات، واعتراضات من كبار القادة، وتهديدات صريحة من نتنياهو بالاستقالة في حال أُجبر على وقف الحرب.
وأوضحت خلال مشاركتها في برنامج "هي وهما" الذي تقدمه الإعلامية أميرة عبيد على قناة الحدث اليوم، أن المخطط الصهيوني سيفشل بشكل نهائي عندما تُمنع إسرائيل من تحقيق هدفها الرئيسي: إفراغ الأرض الفلسطينية من سكانها الأصليين فوجود أكثر من مليوني فلسطيني في الضفة الغربية، وإصرارهم على التمسك بأرضهم، يحول دون تنفيذ مشروع إعادة التوطين في الأردن ومصر كما يروج له الاحتلال.
وأكدت أن الكيان الإسرائيلي لا يكتفي بالسيطرة على الأراضي الفلسطينية، بل يعمل على التمدد الإقليمي لنهب الموارد الطبيعية من المياه والثروات في الدول العربية المجاورة، عبر مشروع إحلالي يستهدف طرد السكان الأصليين، وتفريغ الأرض من أصحابها الشرعيين.
وتابعت الناطور: "رغم هذه المحاولات، إلا أن صمود الفلسطينيين داخل وطنهم، إلى جانب المقاومة اللبنانية والسورية، يُشكل سدًّا منيعًا أمام استكمال المشروع الاستيطاني".
وأشارت إلى أن إسرائيل تواصل قصف الأراضي السورية واللبنانية، في إطار سعيها لفرض واقع إقليمي جديد، لكن الوعي الشعبي العربي والدعم الدولي المتزايد للقضية الفلسطينية يعرقل تلك المخططات.
تابعت: المشهد الحالي يكشف عن تنفيذ فعلي لمخططات "صفقة القرن"، رغم رفض الشعوب والمجتمعات لها، مشيرةً إلى أن المشروع الصهيوني منذ نشأته قبل 77 عامًا لم يقتصر على احتلال فلسطين فحسب، بل يسعى إلى تنفيذ حلم "إسرائيل الكبرى" الممتد من الفرات إلى النيل.
وأوضحت أن الضغوط الأمريكية لعبت دورًا في تهدئة المشهد، خصوصًا من أجل إنجاز صفقة تبادل أسرى بين الطرفين، مشيرة إلى أن الشارع الإسرائيلي نفسه لم يعد متماسكًا، فالمظاهرات التي اجتاحت المدن المحتلة طالبت بوقف الحرب، وإسقاط الحكومة، والتوجه إلى انتخابات مبكرة.