أسباب لا تعرفها لمتلازمة الشعور الدائم بالتعب

لايعد الشعور المستمر بالتعب مجرد مشكلة مزعجة، بل قد يكون إشارة لوجود عوامل صحية أو نمطية تؤثر على جودة حياتك اليومية.
ويمر الكثيرون بفترات من التعب الناتج عن السهر أو العمل الشاق، لكن عندما يصبح التعب حالة مزمنة، حتى بعد الحصول على نوم كافٍ، فقد يكون هناك شيء آخر يستدعي الاهتمام.
قلة النوم عالي الجودة: السبب الأول وراء التعب المستمر
قد يكون من المدهش أن النوم لساعات كافية لا يعني بالضرورة أنك ستستيقظ منتعشًا. يعتمد الأمر بشكل كبير على جودة النوم، حيث أن النوم غير العميق أو المتقطع قد يؤدي إلى شعورك بالتعب رغم مرور الساعات اللازمة. العديد من العوامل يمكن أن تساهم في انخفاض جودة النوم، مثل التوتر، قلة النشاط البدني، أو حتى الإفراط في تناول الكافيين. يؤدي هذا النوع من النوم إلى عدم تعافي الجسم بشكل كامل، ما يجعلك تشعر بالإرهاق حتى بعد النوم.
اضطرابات النوم: تشخيص لا بد من الاهتمام به
من بين الأسباب الرئيسية التي قد تؤدي إلى التعب المستمر هي اضطرابات النوم، مثل الأرق، أو توقف التنفس أثناء النوم، وتؤثر هذه الحالات بشكل مباشر على قدرة الجسم على الحصول على الراحة اللازمة.
ويتسبب اضطراب الإيقاع اليومي، على سبيل المثال، في صعوبة النوم ليلاً والبقاء يقظًا نهارًا، كما أن النوم القهري قد يجعلك تغفو فجأة في أوقات غير مناسبة.
وتشمل أعراض هذه الاضطرابات قد تكون واضحة، مثل التحدث أو المشي أثناء النوم، وكلها تستدعي التشخيص والعلاج المبكر.
التوتر والصحة النفسية: التوتر يزيد من فرص الشعور بالتعب
ويزيد التوتر النفسي، سواء كان ناتجًا عن ضغوطات العمل أو الحياة اليومية، من مستوى هرمون الكورتيزول في الجسم، ما يجعلك في حالة تأهب دائم.
ويمكن لهذه الاستجابة أن تُعطل دورة النوم الطبيعية، ما يؤدي إلى صعوبة الاسترخاء. كما أن الاكتئاب والقلق لهما تأثير كبير على جودة النوم والطاقة اليومية.
ويرتبط القلق، بشكل خاص، بتقلبات مزاجية وأفكار مفرطة تستهلك الطاقة العقلية والجسدية.
نقص العناصر الغذائية: هل غذاؤك يسبب لك التعب؟
نقص بعض الفيتامينات والمعادن قد يكون له دور كبير في شعورك المستمر بالإرهاق. الفيتامينات مثل فيتامين "د" والحديد والمغنيسيوم تُعد ضرورية للطاقة اليومية، وإذا كنت تعاني من نقص في هذه العناصر الأساسية، فقد تجد نفسك أكثر عرضة للتعب الجسدي والعقلي.
ويحدث ذلك أيضًا بسبب عدم التوازن الغذائي، أو في حالات خاصة مثل الدورة الشهرية التي قد تؤدي إلى نقص الحديد.
مشاكل الغدة الدرقية: هل تحتاج إلى فحص؟
تعد الغدة الدرقية المسؤولة عن تنظيم عملية الأيض في الجسم، وعند حدوث اضطراب في وظائفها، سواء فرط النشاط أو خمولها، قد تظهر علامات التعب المستمر.
كما تشمل أعراض فرط النشاط سرعة ضربات القلب والتعرق، بينما قصور الغدة الدرقية قد يتسبب في تباطؤ النشاط البدني والعقلي مما يؤدي إلى شعورك بالخمول.
الأمراض المزمنة والأدوية: تأثيرها على طاقتك اليومية
ويمكن العديد من الحالات الصحية مثل الأمراض المناعية الذاتية، أو أمراض القلب والكبد، أن تكون سببًا في الشعور بالتعب المستمر.
وتتداخل هذه الأمراض مع قدرة الجسم على استهلاك الطاقة بشكل فعال، مما يسبب الإعياء المزمن.
كما تؤدي بعض الأدوية، مثل مضادات الاكتئاب أو أدوية ضغط الدم، إلى تعب غير مبرر نتيجة لتأثيراتها الجانبية.
كيف تقلل من التعب؟
إذا كنت تشعر بالتعب بشكل مستمر رغم حصولك على قسط كافٍ من النوم، من المهم أن تتعرف على الأسباب المحتملة. تحسين جودة النوم، التحكم في التوتر، التحقق من نظامك الغذائي، وعلاج أي اضطرابات صحية أو نفسية قد يكون بداية الطريق للتخلص من التعب المستمر واستعادة نشاطك وحيويتك.