دراسة: التوتر المزمن يزيد خطر الإصابة بالسكتة الدماغية لدى النساء

توصلت دراسة حديثة إلى أن التوتر المزمن قد يكون عاملاً مؤثراً في زيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية لدى البالغين الأصغر سناً، لكن هذا التأثير يقتصر بشكل خاص على النساء.
وكشفت الدراسة التي نُشرت في الخامس من مارس في مجلة "علم الأعصاب" أن هناك ارتباطاً قوياً بين مستويات التوتر المرتفعة وزيادة احتمالية الإصابة بالسكتة الدماغية بين النساء في الفئة العمرية من 18 إلى 49 عاماً، دون أن يظهر نفس التأثير لدى الرجال.
ورغم أن التوتر لا يُسبب السكتات الدماغية بشكل مباشر، إلا أن الخبراء يعتقدون أنه يساهم في مجموعة من العوامل الصحية التي ترفع من هذا الخطر، مثل ارتفاع ضغط الدم، الالتهابات المزمنة، والعادات غير الصحية مثل قلة النشاط البدني والتغذية غير السليمة.
ولايعتبر تصنيف التوتر كعامل خطر بالأمر الجديد في مجال البحث الطبي، إذ أظهرت الدراسات السابقة أن التوتر يضع ضغطاً على الجهاز القلبي الوعائي، مما يمكن أن يؤدي إلى حالات صحية خطيرة.
وما يميز الدراسة الحالية هو تركيزها على الشباب، وتحديدًا تأثير التوتر لدى النساء في هذا السياق. أظهرت النتائج أن 46% من النساء المصابات بالسكتة الدماغية أفدن بمستويات توتر مرتفعة، مقارنة بـ 33% فقط من النساء اللواتي لم يصبن بها.
أما لدى الرجال، فلم تجد الدراسة ارتباطاً بين التوتر والإصابة بالسكتة الدماغية. وأشار الباحثون إلى أن التوتر ربما يكون له تأثير أكبر على صحة الأوعية الدموية لدى النساء، حيث أنهن قد يعانين من ضغوط نفسية مزمنة نتيجة لموازنة بين العمل، الأسرة، والمسؤوليات اليومية. كما يُحتمل أن النساء يعبرن عن مشاعرهن النفسية مثل التوتر بشكل أكبر من الرجال.
ورغم أن الدراسة أظهرت علاقة بين التوتر والسكتة الدماغية، فإنها لم تؤكد على وجود علاقة سببية مباشرة. وفي هذا السياق، يوضح الدكتور نيكولاس مارتينيز-ماجاندر، المؤلف الرئيس للدراسة، أن التوتر قد يؤدي إلى تغيرات فسيولوجية في الجسم تشمل ارتفاع ضغط الدم واضطرابات في ضربات القلب، مما يزيد من خطر السكتة الدماغية.
كما يمكن أن يتسبب التوتر في سلوكيات ضارة مثل التدخين وتناول الكحول، مما يعزز هذا الخطر.
ويشدد الخبراء على أهمية إدارة التوتر بشكل فعال للحد من مخاطره الصحية. نصح الدكتور مارتينيز-ماجاندر بضرورة مراقبة مستويات التوتر الشخصية والبحث عن طرق لتقليلها، مثل ممارسة الرياضة بانتظام والتأمل.
ومن الضروري أن يتعرف الأفراد على علامات التوتر المفرط مثل القلق المستمر، اضطرابات النوم، وارتفاع ضغط الدم، والعمل على طلب الدعم النفسي عند الحاجة.
وفي الختام، فإن هذه الدراسة تضيف مزيداً من الأدلة حول العلاقة بين التوتر والإصابة بالسكتة الدماغية، خصوصاً لدى النساء، وتسلط الضوء على ضرورة الاهتمام بالصحة النفسية والعقلية كجزء من الوقاية من الأمراض الخطيرة.