الآثار الصحية لقلة النوم: كيف يؤثر السهر على جسمك؟

نحن نعلم جميعًا أن الحصول على 7 ساعات من النوم يعد أمرًا أساسيًا لصحتنا، لكن في الواقع، يجد الكثير منا أنفسهم عاجزين عن الوصول إلى هذه الكمية بسبب التوتر أو التزامات الحياة اليومية.
وأظهرت دراسة حديثة أن قلة النوم لا تؤثر فقط على شعورنا بالإرهاق، بل تُظهر أيضًا تأثيرات ملحوظة على صحتنا الجسدية ومظهرنا.
استخدمت شركة "سيمبا" المتخصصة في تكنولوجيا النوم الذكاء الاصطناعي لفحص الآثار الجسدية الناتجة عن قلة النوم.
وتتضمنت من بين النتائج التي كشفت عنها الصور المدهشة التي تم إنتاجها، نجد أن الجلد هو أول أجزاء الجسم التي تُظهر علامات نقص النوم، حيث يعاني الأشخاص الذين لا يحصلون على نوم كافٍ من البشرة الباهتة والمتعبة. كما أظهرت الصور تدهورًا في صحة الأظافر، حيث يعاني 15% من الأشخاص الذين لا يحصلون على كفايتهم من النوم من هشاشة الأظافر، بالإضافة إلى حالات مثل الإكزيما والصدفية التي تزداد سوءًا.
وفقًا للسيدة ليزا أرتيس، نائبة الرئيس التنفيذي لمؤسسة "Sleep Charity"، فإن "الجلد يعمل بشكل نشط خلال الليل لإصلاح نفسه. أثناء النوم، يزداد تدفق الدم، مما يساعد في تجديد البشرة والحفاظ على توهجها الطبيعي." لكن بدون الراحة الكافية، ترتفع مستويات الكورتيزول، هرمون التوتر، مما يزيد من تفاقم حالات الجلد مثل الاحمرار والتهيج.
ولاتقتصر آثار قلة النوم على البشرة فقط، بل تمتد أيضًا إلى زيادة الوزن حيث أوضح الخبراء أن النوم الجيد يساعد الجسم على تنظيم هرمونات الجوع، مثل الغريلين واللبتين، وعندما نكون محرومين من النوم، ترتفع مستويات الجريلين، مما يجعلنا نشعر بالجوع أكثر، بينما تنخفض مستويات اللبتين مما يقلل من شعورنا بالشبع.
وتؤدي هذه التغيرات إلى زيادة الرغبة في تناول الأطعمة الغنية بالسكر والسعرات الحرارية، مما يسهم في زيادة الوزن.
أما في ما يتعلق بتأثير قلة النوم على درجة حرارة الجسم، فقد أظهرت الدراسات أن الجسم يعاني من صعوبة في تنظيم حرارته بشكل طبيعي عند عدم النوم بشكل كافٍ وهذا قد يسبب شعورًا بالبرودة في اليدين والقدمين بسبب خلل في الساعة البيولوجية للجسم.
معدل ساعات النوم المثالي يوميًا
من جانب آخر، تنصح هيئة الخدمات الصحية الوطنية بأن الشخص البالغ يحتاج عادة إلى ما بين 7 إلى 9 ساعات من النوم يوميًا، لكن هذا يعتمد على عدة عوامل مثل العمر والصحة العامة. على سبيل المثال، يحتاج الأطفال والمراهقون إلى نوم أكثر خلال مراحل النمو.
في الختام، تبين أن النوم ليس مجرد استراحة، بل هو عملية حيوية تلعب دورًا مهمًا في صحة الجسم وعافيته. لذلك، لا ينبغي الاستخفاف بتأثيرات قلة النوم، وينبغي السعي لضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة كل ليلة للحفاظ على الصحة العامة والمظهر الجمالي.