دراسة أمريكية: دواء الربو يزيد من خطر الانتحار
أظهرت أبحاث أمريكية أن دواء لـ الربو ، الذي يتناوله مئات الآلاف من البريطانيين، قد يزيد من خطر الانتحار. يُباع هذا الدواء تحت الاسم التجاري "سينجولير"، وهو من الأدوية الموصوفة بشكل شائع في المملكة المتحدة، حيث تم صرفه أكثر من 4 ملايين مرة في إنجلترا العام الماضي، وفقًا لبيانات مدعومة من هيئة الخدمات الصحية البريطانية.
تشير الدراسة المدعومة من الحكومة الأمريكية إلى أن مونتيلوكاست يمكنه عبور الحاجز الدموي الدماغي - وهو غشاء مخصص لحماية الدماغ - والارتباط بالخلايا المسؤولة عن تنظيم المزاج والتحكم في الاندفاعات.
آثار خطيرة على الأطفال
جاءت هذه الدراسة نتيجة لتقارير مقلقة عن أطفال تناولوا أو حاولوا الانتحار أثناء تناولهم للدواء، بعضهم في سن الخامسة. والآن هناك مخاوف من أن حوالي 350,000 بريطاني يتناولون هذا الدواء، بينهم 35,000 طفل، قد يكونون معرضين لخطر مشابه.
يعمل مونتيلوكاست على حجب المواد الكيميائية التي يفرزها الجسم والتي تتسبب في تورم وانقباض الشعب الهوائية أثناء نوبة الربو. يتوفر هذا الدواء منذ التسعينيات، ويُوصف عادةً للمرضى الذين لا تنجح العلاجات المعتادة في السيطرة على حالتهم.
الجدل المستمر
لطالما كان هناك جدل حول هذا الدواء واحتمالية تأثيره على التفكير الانتحاري. منذ عام 2020، أضافت الهيئة الأمريكية للغذاء والدواء تحذيرات ملحوظة بشأن خطر "الأحداث النفسية العصبية الخطيرة" المرتبطة بتناوله. وفي المملكة المتحدة، قامت وكالة الأدوية والمنتجات الصحية (MHRA) بتوزيع نشرات طبية تحذر من التفكير الانتحاري كأثر جانبي "نادر جدًا"، يحدث فقط في واحد من كل 10,000 مريض.
نتائج جديدة
ومع ذلك، أظهرت اختبارات معملية أن مونتيلوكاست يرتبط بشكل كبير بالخلايا المستقبلية في الدماغ، خاصةً في الخلايا المعروفة بأنها مرتبطة بالآثار النفسية. لم يوصِ الخبراء بإزالة الدواء من الأسواق، مشيرين إلى أن الدراسات لا تزال جارية وأن النتائج لم تُنهَ بعد.
حالات انتحار
من الجدير بالذكر أن التقارير التي تُقدَّم إلى الهيئة التنظيمية قد سجلت خمس حالات انتحار بين المرضى الذين يتناولون مونتيلوكاست، ثلاث منها بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و19 عامًا. كما تلقت الهيئة أكثر من 1,200 تقرير عن ردود فعل نفسية عصبية مشتبه بها منذ موافقة المملكة المتحدة على الدواء في عام 1998.
من جانبهم، أصرَّ بعض أولياء الأمور الذين فقدوا أطفالهم بسبب الانتحار، أو الذين مروا بتجارب مشابهة، على أن هناك علاقة بين تناول الدواء وزيادة خطر الانتحار. من بين هذه الحالات، حالة هاري ميلر من لندن، الذي انتحر عن عمر يناهز 14 عامًا في 2018 بعد تناوله لهذا الدواء.