الشيخ طارق نصر يكتب: الفرق بين الآية والكرامة
الآية تأتى بعدة معان والمراد هنا الآية التى يؤتيها الله لنبيه ليستدل بها على صدقه، ففى الحديث ما من الأنبياء من نبيٍّ ، إلا و قد أُعطَى من الآيات ما مِثلُه آمنَ عليه البشرُ ، و إنما كان الذي أُوتيتُه وحيًا أوحاه اللهُ إليَّ ، فأرجو أن أكون أكثرَهم تابعًا يومَ القيامةِ.
وهذا الرجاء متحقق بإذن الله تعالى ذلك لان الايات السابقة كانت موقوتة بزمانها ولما كان رسول الله مبعوث من قبل الله رحمة للعالمين كان ولابد ان تكون آيته مستمرة غير منقطعة وهى القرءان الكريم حيث بدل الله الايات الكونية بالاية العقلية ولذا قال سبحانه('وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ ۙ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (١٠١)' [سورة النحل] بمعنى انه حين بدل الله الاية الكونية بالاية العقلية قالوا: انما انت مفتر اى افتريت والفت تلك الاية من عندك فما هى الا أساطير الأولين.
ومعلوم ان نبينا الكريم كان يتمنى ان يؤتيه الله آية كونية ليؤمنوا حتى انزل الله عليه('وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَىٰ ۚ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ (٣٥)' [سورة الأنعام].
اما الكرامة فلنبينا الكريم الكثير منها كما فى الحديث كان أبي يَسمرُ معَ عليٍّ ، فكان عليٌّ يلبَسُ ثيابَ الصيفِ في الشتاءِ وثيابَ الشتاءِ في الصيفِ فقيلَ له : لو سألتَه فَسَأَلَهُ فقال : إنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلمَ بعث إليَّ وأنا أَرْمَدُ يومَ خيبرَ فقلتُ : يا رسولَ اللهِ إني رَمِدٌ فَتَفَل في عَيني وقال : اللهمَّ أَذهِبْ عنه الحَرَّ والبردَ فما وجدتُ حَرًّا ولا بردًا بعدُ قال : وقال : لأبعَثنَّ رجُلا يحبُّه اللهُ ورسولُه ويحبُّ اللهَ ورسولَه ليس بفَرَّارٍ قال : فتَشَرَّف لها الناسُ قال : فبعث عليًّا رضي الله عنه
لكن قد يعترض على هذا الكلام بعض الأخوة الدارسين وتساءلوا ان يكن الامر كذلك فما هو تفسيركم لمسالة انشقاق القمر؟
وهذا ماسنجيب عنه في المقال القادم إن شاء الله تعالى