اكتشاف جاروف خشبي محفوظ بعناية منذ 3500 عام
اكتشف علماء آثار بالمملكة المتحدة "جاروف" خشبي نادرة للغاية يعود تاريخها إلى حوالي 3500 عام.
وبحسب صحيفة "اندبيدنت" البريطانية، اكتشف خبراء الآثار في ويسيكس الكنز أثناء مشروع يهدف إلى إنشاء موائل ساحلية في ميناء بول، دورست.
ويعتبر هذا الاكتشاف أحد أقدم الأدوات الخشبية وأكثرها اكتمالاً التي عثر عليها في المملكة المتحدة، حيث أكد التحليل الأولي أصولها التي تعود إلى العصر البرونزي، ويعتقد الخبراء أن المياه التي غمرت موقع التنقيب في السابق ساهمت في الحفاظ على المجرفة، مما يوفر رؤى حول كيفية تفاعل المجتمعات القديمة مع البيئة.
ويعد بقاء الجاروف في حالة جيدة أمر غير عادي، لأن المواد العضوية مثل الخشب عادة لا تبقى على قيد الحياة لآلاف السنين، وقال الفريق إنه تم اكتشاف أداة خشبية أخرى من العصر البرونزي فقط، وهي مجرفة برينلو، التي عثر عليها في منجم قديم في شيشاير، في المملكة المتحدة.
واكتشف العلماء أثناء أعمال التنقيب الأثري ضمن مشروع مورس في أرن، والذي يهدف إلى تطوير 150 ألف متر مربع أي مايعادل 370 فدانًا من الأراضي الرطبة للتعويض عن الموائل المفقودة بسبب تغير المناخ.
ووصف عالم الآثار فيل تريم، الذي قاد عملية انتشال الجاروف من الموقع، الاكتشاف بأنه اكتشاف "يحدث مرة واحدة في حياته المهنية" بسبب أهميته.
وقال: "أود أن أصف الاكتشاف بأنه رائد من نوعه وقد لايتكرر في حياتي المهنية، إنه نادر للغاية لدرجة أنني لن أضعه على قائمة الأشياء التي أرغب في العثور عليها كعالم آثار، وفي البداية، لم يكن الفريق متأكدًا من طبيعة الجسم، حيث اشتبه في أنه قد يكون جذر شجرة. لكن هذا تلا "دهشة عندما أدركنا أنه في الواقع أداة، مكتملة تقريبًا".
ويعتقد الباحثون أن الخندق الدرائري الذي عثر في داخله على الجاروف بني على يد مجتمعات العصر البرونزي لإدارة الفيضانات.
وأشار السيد تريم إلى أن الأدلة تشير إلى أنهم لم يسكنوا المنطقة على مدار العام، ولكن بدلاً من ذلك، كان الناس يزورون المنطقة خلال الصيف لاستغلال الموارد المحلية.
قال "إنهم يأتون خلال أشهر الصيف لاستغلال بعض الموارد في تلك البيئة، هذا النوع من البيئة الخثية، سواء كان الخث نفسه، أو أنهم يأخذون القصب للقش، أو أي عناصر أخرى من هذا القبيل".
وأوضح إيد تريجر، الذي قاد التحليل البيئي للجاروف، أن الحفاظ عليها تم تسهيله بفضل الظروف المشبعة بالمياه، التي تستبعد الأكسجين.
وقال: "على عكس الموقع الأثري العادي، حيث تختفي البقايا العضوية مثل الخشب، فإنها يمكن أن تبقى محفوظة لآلاف السنين، كما يوضح هذا الموقع".
ومن جانبها، أفادت هيئة الآثار في ويسيكس إن المجرفة ستخضع الآن لجهود الحفاظ عليها، بما في ذلك التجفيف بالتجميد، لضمان طول عمرها.