ماذا تعرف عن داء السكري من النوع الأول؟
قال المركز الألماني لأبحاث داء السكري إن داء السكري من النوع الأول هو مرض أيضي مزمن ينتج فيه البنكرياس كمية قليلة من الأنسولين أو لا ينتجه على الإطلاق.
وأضاف المركز أن داء السكري من النوع الأول غالبا ما يظهر في مرحلة الطفولة أو المراهقة؛ حيث غالبا ما تتراوح أعمار المرضى في وقت التشخيص بين 10 و15 عاما، كما يمكن أن يُصاب به البالغون أيضا.
وأوضح المركز أنه في معظم الحالات يرجع سبب الإصابة بداء السكري من النوع الأول إلى استجابة مناعية ذاتية؛ حيث يهاجم جهاز المناعة الخلايا، التي تنتج هرمون الأنسولين والمعروفة باسم خلايا بيتا، مشيرا إلى أن الأسباب الدقيقة لذلك لا تزال غير واضحة.
وعلى مر السنين، يزداد الضرر، الذي يلحق بخلايا بيتا، حتى تفرز في نهاية المطاف القليل من الأنسولين أو لا تفرزه على الإطلاق. حينئذ لا تستطيع خلايا الجسم امتصاص الجلوكوز في الدم، ويرتفع مستوى السكر في الدم.
الأعراض
وتتمثل الأعراض النموذجية لداء السكري من النوع الأول في الشعور الشديد بالعطش والتبول المتكرر والشعور القوي بالجوع وفقدان الوزن غير المبرر.
وتشمل الأعراض أيضا بعض المتاعب العامة مثل الضعف والتعب والإرهاق والخمول والتقلبات المزاجية وعدم وضوح الرؤية والغثيان والدوار وسرعة الاستثارة.
وقد يتسبب ارتفاع مستوى السكر في الدم بشكل مفرط في فقدان الوعى والإصابة بما يسمى بغيبوبة السكر، وهي حالة طبية طارئة تستلزم الخضوع لرعاية طبية على وجه السرعة.
وعند ملاحظة الأعراض سالفة الذكر، ينبغي استشارة الطبيب للخضوع للعلاج في الوقت المناسب من أجل تجنب العواقب الوخيمة المحتملة، والتي تتمثل في اعتلال الأعصاب السكري، الذي قد يؤدي إلى بتر القدم، واعتلال الشبكية السكري، الذي قد يؤدي إلى العمى، واعتلال الكلى السكري، الذي قد يؤدي إلى الفشل الكلوي.
العلاج بالأنسولين
وأشار المركز إلى أن داء السكري من النوع الأول لا يمكن الشفاء منه، موضحا أن العلاج يهدف إلى الحفاظ على نسبة السكر في الدم ضمن المعدل الطبيعي وتجنب ارتفاع أو انخفاض مستوى السكر في الدم بشكل متكرر؛ حيث إن كلا الحالتين تشكلان خطرا على المريض.
ويعتمد علاج داء السكري من النوع الأول على تعويض نقص الأنسولين طوال الحياة؛ حيث يتعين على المصابين تناول الهرمون المفقود يوميا كدواء على سبيل المثال كحقنة أو عن طريق مضخة الأنسولين. ويعمل الأنسولين الاصطناعي على خفض مستويات السكر في الدم.
ومن أجل تحديد جرعة الأنسولين بشكل صحيح، يجب على المصابين قياس مستويات السكر في الدم لديهم عدة مرات في اليوم؛ فهذه هي الطريقة الوحيدة لتجنب التقلبات الكبيرة، وبالتالي منع انخفاض نسبة السكر في الدم أو ارتفاعها كثيرا والتسبب في نقص السكر في الدم أو ارتفاع السكر في الدم.
وإلى جانب العلاج بالأنسولين، ينبغي أيضا اتباع نمط حياة صحي يقوم على التغذية الصحية والمواظبة على ممارسة الرياضة والأنشطة الحركية.