الدكتور أحمد عبود يكتب: العمق بالعمق.. رسالة إلى إسرائيل ومن عاونها
مصر، تلك الأرض المباركة، كنانة الله في أرضه، رمز الصمود والثبات عبر التاريخ. نرسل اليوم رسالة واضحة إلى إسرائيل ومن عاونها، بأن الصراع مع الحق لا ينتهي إلا بنصره، وأن المحاولات المستمرة لإضعاف مصر أو العبث بأمنها لن تجدي نفعًا. فكما أن العمق الجغرافي لمصر يعطيها تفوقًا استراتيجيًا، فإن عمقها الحضاري والإيماني يجعلها منيعة أمام كل التحديات.
مصر ليست مجرد بلد، إنها تاريخ يتجدد مع كل جيل، وشعب متماسك، وقوة مستمدة من الإيمان العميق بقضايا الحق. منذ فجر التاريخ، كانت مصر تتصدر مشهد الدفاع عن أرضها وحماية مصالحها، ولم تنكسر أمام أي عدو. واليوم، في مواجهة المؤامرات الإقليمية والدولية، ما زالت مصر تقف كحصن منيع أمام التحديات.
إسرائيل، بمشروعها الاستعماري في المنطقة، تحاول أن توسع نفوذها وتعبث بأمن المنطقة من خلال سياسات العنف والترهيب. ومع كل خطوة عدوانية، تحاول أن تجر المنطقة إلى دوامة من العنف والتدمير، متجاهلة أن الشعوب العربية، وعلى رأسها مصر، قد تعلمت دروس الماضي. فمصر ليست ضعيفة، ولن تسمح بأن يكون أمنها أو استقرارها موضع تلاعب أو تهديد.
إن العلاقات التي قد تقيمها إسرائيل مع بعض الدول هنا وهناك لن تغير من الحقائق شيئًا. فالعمق المصري لا يعتمد على التحالفات الزائفة أو المكاسب المؤقتة. عمق مصر الحقيقي هو شعبها وإيمانها بعدالة قضاياها. هذا الشعب الذي عاش تحت كل الظروف الصعبة، من الحروب إلى الأزمات الاقتصادية، لم ينكسر ولم يتخل عن وطنه.
لقد واجهت مصر عبر التاريخ العديد من التحديات، وكان لكل جيل من أبنائها دور في مواجهة الأعداء والوقوف أمام كل من يحاول المساس بأمنها واستقرارها. وما زالت إلى اليوم تحمل على عاتقها مسؤولية الحفاظ على أمن المنطقة واستقرارها، ولها باع طويل في النضال والدفاع عن الحق العربي.
أما من اختار أن يساند إسرائيل في مساعيها العدوانية، سواء من الدول أو الأفراد، فليعلم أن مصر لن تنسى. فالتاريخ لا يغفر للخونة، ولا يغض الطرف عن من تآمروا على أمن الشعوب. لا يمكن لأحد أن يتلاعب بأمن مصر أو يقف بجانب أعدائها دون أن يتحمل العواقب. فالعمق بالعمق، لا يتعلق فقط بالجغرافيا أو السياسة، بل هو عمق العزة والشرف والكرامة.
في النهاية، نوجه رسالة إلى كل من يحاول المساس بمصر، إسرائيل أو غيرها، أن كنانة الله في أرضه محفوظة. كل محاولاتكم للعبث بأمنها ستفشل، وستبقى مصر القلعة الصامدة في وجه كل عدوان، بفضل الله ثم بفضل أبنائها الأوفياء.