دراسة تكشف حياة الكائنات خلال العصور الجليدية لكوكب الأرض
شهد كوكب الأرض عصورا جليدية عدة أبرزها كان قبل أكثر من 600 - 800 مليون سنة قبل حدوث الثورات البركانية العملاقة التي أدت إلى نشوء القارات والبحار والمحيطات.
كما ساهمت الرطوبة المرتفعة في تلك السنوات بحدوث هطول كبير في الأمطار ما أدى إلى زيادة تآكل الصخور القارية، نظرًا لأن صخور البازلت وتم امتصاص معظم ثاني أكسيد الكربون الموجود في الغلاف الجوي بواسطة مادة الكربون الجديدة، وبالتالي خفض مستويات الغلاف الجوي.
وأدى ذلك إلى انخفاض درجة الحرارة على الأرض بنحو 50 درجة مئوية، مما ساهم بتكوين أغطية جليدية ضخمة وبعدها بدأت الأرض بالتشكل عبر ظهور القارات. كما أدى التمدد والانكماش المتكرر للقلنسوات الجليدية العملاقة إلى سحق بقايا الكائنات الحية، حيث لم يترك أي أثر تقريبًا في السجل الأحفوري بالرغم من عدم وجود دليل مباشر ولا يزال من المعقول تخيل شكل من أشكال الحياة.
كشفت دراسة حديثة أجراها فريق من هيئة المسح البريطاني في القطب الجنوبي أن المرحلة الأولى من التجلد الأرضي حصلت منذ حوالي 720 مليون سنة واستمرت حوالي 60 مليون سنة، والمرحلة الثانية (التجلد الماريني) حدثت منذ 650 مليون سنة واستمر 15 مليون سنة، والمرحلة الثالثة من التجلد الثالث (جاسكيير) منذ حوالي 580 مليون سنة على الرغم من أن الجليد سحق معظم الحفريات من هذه الفترات.
وحدد العلماء حفنة من البقايا التي نجت من التجلد ومن بين هؤلاء السكان القدامى كانت كائنات حية تشبه أوراق السرخس ظاهريًا من المحتمل أنها عاشا متصلة بقاع البحر تحت الجليد وربما امتصت العناصر الغذائية من المياه التي تدفقت حولها، بالإضافة إلى بعض السكان الدائمين في القارة القطبية الجنوبية، مثل شقائق النعمان التي تعيش ملتصقة بقاع الجليد البحري.
وفقًا للباحثين، ربما تكون هذه الكائنات الحية قد ارتبطت بنفس الطريقة وتتغذى على العناصر الغذائية التي تحملها التيارات، حيث من الممكن أيضًا أن تؤدي الحركات المتكررة للجليد البحري إلى تغلغل الطحالب أو الكائنات الحية الدقيقة الأخرى التي تعيش على السطح في مياه البحر، والتي كانت بمثابة غذاء للحيوانات البدائية الأخرى.