إيران تشن هجوما صاروخيا على إسرائيل
قالت إيران الثلاثاء إنها أطلقت صواريخ على إسرائيل، وأشار مراسل وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إلى سماع انفجارات قوية في تل أبيب.
وقال الحرس الثوري الإيراني في بيان إنه شن الضربات على أهداف عسكرية، محذرا من "هجمات ماحقة ومدمرة" إذا ردت إسرائيل.
وقال التلفزيون الإيراني إن هذا الهجوم جاء ردا على مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية والأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله.
من جانبه، أكد الجيش الإسرائيلي أن إيران شنت هجوما صاروخيا على إسرائيل.
وكتب الجيش على موقع إكس: "جميع المدنيين الإسرائيليين موجودون في الملاجئ بينما يتم إطلاق الصواريخ من إيران على إسرائيل".
وأشارت التقارير الأولية في وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى إصابة شخصين بجروح طفيفة بسبب شظايا، بينما نقل آخرون إلى المستشفى في حالة صدمة.
وقال الجيش الإسرائيلي في وقت لاحق إنه تم السماح للسكان "بمغادرة الأماكن المحمية في جميع المناطق في جميع أنحاء البلاد".
وكان مسؤول كبير في البيت الأبيض حذر في وقت سابق الثلاثاء من أن "قيام إيران بشن هجوم عسكري مباشر ضد إسرائيل سيؤدي إلى عواقب وخيمة ضد إيران".
وأضاف نحن ندعم بشدة " الاستعدادات الدفاعية للدفاع عن إسرائيل ضد مثل هذا الهجوم".
وتأتي أنباء هذا الهجوم المخطط له بعد ساعات من شن إسرائيل هجوما بريا في جنوب لبنان، يستهدف حزب الله.
وذكرت صحيفة جيروزاليم بوست أن إيران أطلقت نحو 500 صاروخ على إسرائيل مساء الثلاثاء، بعد انطلاق صافرات الإنذار من الصواريخ في جميع أنحاء البلاد.
ووجه الرئيس الأمريكي جو بايدن جيش بلاده بـ"مساعدة إسرائيل في صد الهجمات الإيرانية"، وفقا لما ذكره البيت الأبيض.
وقال البيان إن بايدن ونائبته كامالا هاريس كانا "يراقبان الهجوم الإيراني على إسرائيل من غرفة الأزمات في البيت الأبيض" و"يتلقيان تحديثات منتظمة من فريق الأمن القومي".
وحذر داني دانون سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، إيران من أن عليها أن تتوقع "ردا قاسيا" بعد إطلاق طهران وابلا من الصواريخ ضد إسرائيل.
وقال دانون في منشور على موقع التواصل الاجتماعي إكس: "مثلما أوضحنا سابقا للمجتمع الدولي، على أي عدو يهاجم إسرائيل أن يتوقع ردا شديدا".
وفي المقابل، وصفت إيران هجومها الصاروخي ضد إسرائيل بأنه رد مناسب على التصعيد في الشرق الأوسط، مهددة بشن مزيد من الهجمات.
وقالت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة في نيويورك: "رد إيران المشروع والعقلاني والقانوني على الأعمال الإرهابية للنظام الصهيوني - التي تضمنت استهداف مواطني إيران ومصالحها والتعدي على السيادة الوطنية لجمهورية إيران الإسلامية - تم تنفيذه على النحو الصحيح".
وأضافت البعثة أنه إذا قررت إسرائيل الرد، فإنه "سيترتب على ذلك ردا ساحقاً".
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إنه يشعر "بقلق بالغ إزاء تصعيد النزاع في لبنان".
وأضاف: "يجب تجنب الحرب الشاملة في لبنان بأي ثمن، ويجب احترام سيادة لبنان وسلامته الإقليمية".
ويسعى المجتمع الدولي لخفض التصعيد في ظل الضربات الإسرائيلية الأخيرة وعمليات الرد من حزب الله، لكن جهود وقف إطلاق النار قد تتمخض عن جديد.
وأدان الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل "بأشد العبارات" الهجوم الإيراني.
وقال بوريل: "مرة أخرى، فإن دورة خطيرة من الهجمات والانتقامات تُهدد بتغذية تصعيد إقليمي خارج عن السيطرة، وهو ما لا يصب في مصلحة أحد".
وأضاف: "الاتحاد الأوروبي ملتزم تماما بتخفيف التوترات والمساهمة في خفض التصعيد لتجنب صراع إقليمي خطير".
وحذرت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، جانين هينيس، على منصة إكس من أن الهجوم البري الإسرائيلي قد يؤدي إلى "عواقب كارثية لجيل كامل من الناس في الشرق الأوسط".
وكتبت: "خطر ملاقاة جيل آخر نفس مصير (الحرب) حقيقي جدا، مرة أخرى".
وأضافت هينيس: "بينما تُطلق الصواريخ والقذائف وتُلقى القنابل وتُنفذ الغارات، فإن آلة الحرب تفشل في معالجة القضايا الأساسية".
كما حذرت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك من اشتعال الوضع الإقليمي في منشور على إكس مساء الثلاثاء، قائلة: "يجب على إيران أن تتوقف عن الهجوم فورا. إنها تقود المنطقة نحو حافة الهاوية".
احتفالات في بيروت بعد الهجوم الإيراني
شوهدت احتفالات في العاصمة اللبنانية بيروت يوم الثلاثاء بعد أن أطلقت إيران وابلا من الصواريخ على إسرائيل.
وفقا لشهود عيان، دوت أعيرة نارية احتفالية في ضاحية حارة حريك، حيث قُتل حسن نصر الله قبل أيام في غارة جوية إسرائيلية مستهدفة.
وتردد صدى التصفيق والهتافات في وسط بيروت، حيث تم تشريد العديد من الأسر في أعقاب الحملة الجوية الضخمة التي شنتها إسرائيل على أهداف عبر لبنان، ويبحث العديد منهم حاليا عن ملجأ في الشوارع وفي الأماكن العامة.
دعوة للتبرعات
وأصدر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية نداءً للتبرعات بقيمة 426 مليون دولار لرعاية المشردين والأشخاص بلا مأوى.
والغرض من هذه الأموال هو دعم مليون شخص لمدة ثلاثة أشهر في لبنان، الذي يمر بأزمة اقتصادية خانقة.
وذكرت الأمم المتحدة أنه منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، تم تشريد أو تأثر حوالي مليون شخص نتيجة النزاع.
وأضافت أنه منذ بداية الهجوم الإسرائيلي الأخير قبل أسبوعين، قُتل ما لا يقل عن ألف شخص.