عالم بـ”الأزهر”: لا إيمان لمن لا يحفظ سرا أو أمانة
قال الدكتور أسامة الجندي، أحد علماء وزارة الأوقاف، إن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم حث ورغب في حفظ الأسرار وأمانة العلاقات، موضحا أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتبر كل حديث يُقال ثم يُلتفت عنه أمانة، وهذه واحدة من الصفات التي وردت على لسانه الشريف.
وأضاف العالم بوزراة الأوقاف، خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على فضائية "الناس"، اليوم الأحد، أن النبي صلى الله عليه وسلم بيّن أيضًا أن من صفات المنافقين خيانة الأمانة، حيث لا إيمان لمن لا أمانة له، مما يبرز أن الحفظ والأمانة في العلاقات هو دليل على الكمال في الإيمان والأخلاق.
وأكد أن الأمانة والنبل يرتبطان ارتباطًا وثيقًا بالحفاظ على العلاقات والأسرار. وركز على أن النبل ليس مجرد صفة، بل يشير إلى الذكاء والنجابة، فعندما يحافظ الشخص على سر زميله أو صديقه أو جاره ويقيّم عواقب إفشائه، فهو يعتبر إنسانًا نبيلًا لأنه يدرك ما قد يترتب على إفشاء هذا السر من عداوة أو فساد.
وأشار إلى أن النبل يشمل الفضائل، التي تعود بالنفع والخير على الناس، مثل إرادة الخير وصناعة المعروف والإنسانية والرحمة، والنبل يرتبط أيضًا بالعقل، حيث يضبط العقل حركة الإنسان وفقًا للمنهج الإلهي، مما يجعل تصرفات الشخص النبيل متوافقة مع الفطرة السليمة والهدي النبوي ومنهج الله سبحانه وتعالى.
وأوضح أن النبل في كتب المعاجم يشير إلى الرفق في الأمور العظام، ما يعني أن الشخص النبيل هو مصلح ويتمتع بثقافة وهدوء وحسن تصرف، لذا، عندما يُقال إن الشخص يحافظ على الأسرار ويملك صفة الأمانة في العلاقات، فإن ذلك يعني أنه إنسان نبيل بمعنى أعمق، حيث يتسم بالمروءة والبر والوفاء والشهامة والذوق الرفيع.
وختم: "كل هذه الصفات تتجلى في الشخص الذي يحافظ على السر ويُظهر الأمانة في العلاقات، وهو ما يعكس عمق النبل والمروءة في شخصيته".