أيمن عدلي يكتب : حفلات التخرج بين فرحة الإنجاز وانحراف السلوكيات
تعد حفلات التخرج من الجامعات من أهم اللحظات في حياة الطلاب، فهي تتويج لسنوات من الجهد والكفاح في رحلة التحصيل العلمي .. ولكن في الآونة الأخيرة بدأت هذه المناسبات تشهد سلوكيات مثيرة للجدل من بعض الطلاب، تجاوزت الحدود المقبولة وتحولت إلى مشاهد استفزازية تتنافى مع العادات والقيم المجتمعية.
رقص مستفز وسلوكيات غير لائقة :
حيث شهدت العديد من حفلات التخرج في السنوات الأخيرة تصرفات صادمة، كان أبرزها الرقص المستفز الذي يقدم عليه بعض الطلاب، والذي يبتعد تماماً عن روح المناسبة .. ففي ظل فرحة التخرج ، باتت بعض حفلات التخرج تتحول إلى منصات لعروض رقص خارجة عن السياق تحمل طابعاً استفزازياً وتفتقر إلى أي احترام للمكانة الأكاديمية والمناسبة السعيدة.
وبدلاً من أن تكون هذه اللحظات فرصة للتعبير عن الفرح والفخر، تتحول إلى مشاهد تنم عن عدم احترام القيم والعادات الراسخة في المجتمع ، وبكل تاكيد مثل هذه السلوكيات لا تسيء فقط إلى الطالب نفسه، بل تسيء إلى الجامعة والمجتمع ككل وتشوه صورة التخرج كحدث مميز.
تجاهل القيم والعادات:
السلوكيات التي تظهر في بعض حفلات التخرج لا تعكس فقط استهانة بالمناسبة الأكاديمية، بل تظهر أيضاً تجاهلاً للقيم والعادات التي تربى عليها المجتمع. الرقص المستفز والمظاهر الصاخبة لا تتماشى مع تقاليد الاحتفال بالإنجازات الأكاديمية التي يجب أن تتسم بالاحترام والوقار.
إن احترام القيم والعادات هو جزء لا يتجزأ من الهوية الثقافية لأي مجتمع، وعندما يتم تجاهل هذه القيم في مناسبات هامة مثل التخرج فإن ذلك يشير إلى مشكلة أعمق تتعلق بفقدان بعض الشباب لوعيهم بأهمية هذه القيم.
تأثيرات سلبية على المجتمع :
لاشك ان هذه السلوكيات السلبية قد تكون لها تأثيرات طويلة الأمد على المجتمع ، فعندما يرى الطلاب الجدد هذه التصرفات قد يعتقدون أنها السلوك الطبيعي أو المقبول مما يؤدي إلى تكرارها في السنوات القادمة ، علاوة على ذلك فإن مثل هذه التصرفات قد تعزز من الصورة النمطية السلبية عن جيل الشباب، وتدفع المجتمع إلى التشكيك في قدرة الجامعات على تخريج أجيال تحمل القيم والمبادئ اللازمة لبناء مستقبل أفضل.
الحاجة إلى توجيه وضبط :
الجامعات لها دور حاسم في توجيه الطلاب نحو السلوكيات الصحيحة خلال حفلات التخرج ، حيث يجب على الجامعات أن تضع ضوابط واضحة لما هو مقبول وما هو غير مقبول في هذه الحفلات، وأن تعمل على توعية الطلاب بأهمية احترام العادات والقيم خلال احتفالاتهم ، كذلك يمكن للجامعات أن تقدم نماذج إيجابية للاحتفال بالتخرج، تعكس الفرح والاحترام في آن واحد.
وفي الختام اؤكد على ان حفلات التخرج من الجامعات يجب أن تكون فرصة للاحتفاء بالإنجاز الأكاديمي والفخر بما تحقق، ولكن هذا لا يعني التخلي عن القيم والعادات التي تمثل أساس المجتمع. الرقص المستفز والسلوكيات الخارجة عن المألوف ، ويجب أن تُواجه بالرفض والتوعية لضمان أن تظل هذه المناسبات تعكس روح النجاح والاحترام، وتكون نموذجاً يحتذى به للأجيال القادمة.